الملك.. وقرارات الحكمة

الملك.. وقرارات الحكمة
الحكمة من أعظم النِّعم التي يؤتاها الإنسان؛ فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل:{يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
اختلفت تفسيرات العلماء لمعنى الحكمة وكنهها؛ فقد كانوا يفسرونها حسب ورودها في السياق، ولن نخوض في هذه التفسيرات؛ لأن هذا ليس مجالها الآن، لكنني سأذهب لما قاله الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار في أحد مقالاته: "إذا كنا نختلف حول تعريف الحكمة فإنه سيظل بالإمكان تحليلها إلى العناصر المكونة لها، وهي - على ما يبدو لي - ثلاثة: الذكاء، المعرفة والإرادة. فالذكاء اللماح، والمعرفة الواسعة، والإرادة الصلبة تكون معا: (الحكمة). وعلى مقدار كمال هذه العناصر يكون كمالها".
 
بلا أدنى شك، إن هذه المكونات الثلاثة قد اجتمعت فيما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-يحفظه الله- من قرارات منذ اللحظة الأولى لإعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -؛ فقد كشفت هذه القرارات عن حكمة الملك سلمان؛ فبذكائه اللماح، ومعرفته الواسعة ببواطن الأمور، وإرادته الصلبة أدرك أن السرعة في اتخاذ القرار المناسب هي صمام الأمان - بإذن الله - لهذا الوطن الغالي من جميع ما يحاك ضده في الظلام من أعداء الأمة، وأعداء الدين؛ فلم يتوانَ لحظة واحدة في تسمية أركان الدولة الثلاثة، فالملك وولي عهده ضمنت لهما البيعة مكانهما، وبقي الركن الثالث ولي ولي العهد، فعيّن فيه رجل الداخلية الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وبذا يكون قد أغلق الباب في وجه المتربصين بوطننا العزيز، وقطع الطريق عليهم في أية محاولة لزرع الفتنة لا قدر الله؛ فاستقر الأمر، وبايع الناس سلمان ملكاً، ومقرن ولياً للعهد، ومحمد ولياً لولي العهد.. وسار انتقال السلطة كالسلسبيل العذب، وفزنا بنعمة الأمن والاستقرار - ولله الحمد والمنة -.
 
 وبعد أسبوع واحد من توليه مقاليد الحكم -يحفظه الله-برهن مرة أخرى على أنه رجل المرحلة، وأن الحكمة قد مزجت بدمه؛ فأصدر عدداً كبيراً من القرارات الحاسمة الحازمة التي أثبتت - بما لا يدع مجالاً للشك - أن هذا الرجل حكيم هذه المرحلة وصاحبها.
 
فقد شملت قراراته -يحفظه الله- الأمور المهمة التي توطد أركان الأمن، وتحقق الاستقرار، وتبعث روح الطمأنينة في قلوب شعبه؛ فأعاد تشكيل مجلس الوزراء بما يراه مناسباً لهذه المرحلة، وأجرى بعض التغيير في بعض إمارات المناطق، وغير في بعض المناصب القيادية في بعض قطاعات الدولة، وألغى مجالس وهيئات، واستحدث أخرى، ودعم المواطنين، ودعم الهيئات والمؤسسات التي تخدم المواطنين، وأنقذ المتعثرين. 
 
هذه جملة القرارات التي اتخذها -يحفظه الله- ولا يمكن أن نفصّل؛ لأننا سنحتاج لسلسلة مقالات كثيرة، لكننا نكتفي بقولنا: إن هذه القرارات وتوقيتها يقولان لنا: إن الحكمة سلمانية.. وإنه لا خوف -بإذن الله- على بلد يقوده رجل حكيم؛ فكل قرار ينم عن حكمة بالغة، ويؤكد لنا أننا نسير قدما بقيادة.. ملك حكيم.
 
ومضة..
 نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين كافة من كل مكروه، وأن يرد كيد أعدائنا في نحورهم، وأن يجعل تدبيرهم تدميراً عليهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org