"الغيث": قضيتي مع "العريفي" مستمرة والمصالحة لم تصل لنتيجة

أكد أن 90 % من القضاة لا يملكون منازل وحالتهم المادية ضعيفة
"الغيث": قضيتي مع "العريفي" مستمرة والمصالحة لم تصل لنتيجة
عبدالحكيم شار- سبق- متابعة: أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث أن قضيته مع الداعية الشيخ محمد العريفي ما زالت منظورة أمام المحكمة، مشيراً إلى أن إجراءات المصالحة مستمرة دون أن تحقق نتيجة حتى الآن.
 
وقال "الغيث" خلال لقائه أمس مع الإعلامي علي العلياني في برنامجه الرمضاني اليومي "يا هلا برمضان" علي قناة روتانا خليجية: "لا أحب أن أتحدث عن هذه القضية احتراماً للقضاء، وأعتقد أن الحكم الذي سيصدر سيتوافق مع الأنظمة المنصوص عليها في نظام الجرائم المعلوماتية، والذي ينص على حد معين من الغرامة وهو 3.5 مليون ريال تخصص للحق العام ولا تذهب لجيب المدّعي الخاص، بالإضافة إلى عقوبة السجن ما بين سنة إلى خمس سنوات".
 
قيادة المرأة
من ناحية أخرى، قال "الغيث": "أنا مع قيادة المرأة السعودية للسيارة كمبدأ، لكن على ألا ينفذ ذلك قبل استيفاء الشروط الشرعية والقانونية والأمنية واستبعاد الموانع".
 
وأضاف: "أنا أؤيد انتخاب أعضاء مجلس الشورى، كمواطن، لكنني ضد ذلك في الفترة الحالية، حيث نحتاج أولاً إلى أن ينصهر المجتمع قبائلياً ووطنياً وطائفياً في بوتقة واحدة، وكلما تقدمنا خطوات إلى الأمام في هذا الاتجاه يخرج علينا "شاعر المليون" و "أم رقيبة"، ولقد قلتها بصراحة إننا ليس عندنا استعداد أن ننقل "أم رقيبة" إلى مجلس الشورى".
 
وانتقد الدكتور "الغيث" الخطاب الدعوي في المملكة، سواء على منابر المساجد أو عبر المحاضرات أو البرامج ووصفه بأنه "مختطف فكرياً" وبائس وتقليدي ولا يؤدي الغرض منه، متسائلاً: "كم واحد يذهب إلى الجمعة مبكراً من أجل أن يستمع إلى الخطبة؟ وكم عدد المستفيدين منها؟".
 
وأعرب عن دهشته من أن كثيراً من أبناء الشعب لا يجدون أرضاً يبنون عليها، رغم أن مساحة السعودية مليونا وربع كلم مربع، وقال: "يجب أن نعترف بأن عندنا فساداً، لكن إذا تحدثنا عنه فيجب أن نتحلى بالجديّة في محاربته".
 
حقيقة داعش
وأضاف الدكتور "الغيث": "المواطن مانع المانع عاد وكشف حقيقة "داعش"، وقد جاء تسليم المانع بعد حادثة شرورة التي فرحت بها "داعش".
 
وأردف: "الدولة تؤكد من خلال استقبال المانع أنها تفتح قلبها لكل التائبين، لكن قبول مبدأ التوبة واستقبال هؤلاء لا يعني عدم إجراء محاكمة وتوقيع عقوبة".
 
وقدّم الدكتور الغيث قراءته الشخصية لتنظيم داعش بقوله: "هذه الجماعة ابنة شرعية لتنظيم القاعدة ولكنها تتسم بأنها أكثر راديكالية وتطرفاً من القاعدة، وحتى النصرة تعتبر فرعاً من فروع القاعدة وهاتان الجماعتان تكفيريتان ووجهان لعملة واحدة".
 
إلى ذلك، شدد "الغيث" على أنه لا يهاجم المحتسبين، وإنما ينتقد الاحتساب غير الرسمي الذي خرج من محاضنه الكثير من "الداعشيين" ورموز الاحتساب، وفق تعبيره.
 
ودافع "الغيث" عن ظهوره الإعلامي الذي وصفه بأنه إيجابي، ويأتي من أجل خدمة الدين والوطن.
 
المتاجرة بالدين
ورداً على من يتهمونه بأنه يتاجر بالدين، كشف أنه لم يحصل على مقابل طيلة 25 عاماً من وراء ظهوره الإعلامي، وقال: "لم أتقاض عن مقال أو مشاركة تلفزيونية أو إعلامية أو في تويتر هللة واحدة، وأفخر بعلاقاتي الجيدة مع أصحاب القرار والقيادات في المملكة".
 
وعن مشروعه الفكري؛ قال "الغيث": "بدأت مشروعي الفكري منذ خمس سنوات، من خلال مركز "الوسطية" الذي أسسته وأترأسه حالياً، ولدي أكثر من ألف مقال و20 ألف تغريدة بالإضافة إلى مئات المشاركات الإعلامية في القنوات التلفزيونية والإذاعية، وأحرص على أن تصبّ كل كتاباتي وأنشطتي في صالح هذه الرسالة الدعوة للوسطية والتسامح".
 
وعن كتابه "رائحة المسك" الذي ألّفه في المرحلة الثانوية وعمره 16 سنة ومنع طباعته طيلة العشرين سنة الماضية؛ قال "الغيث" إنه ليس نادماً عليه لأنه يروي قصة شاب وليس الغرض منه دعوة أحد للخروج اليوم للجهاد، وقال: "أنا مع الجهاد مع الجيش الوطني من أجل أن يقوم بحماية البلاد والعباد".
 
وأضاف: "دعم السعودية للجهاد الأفغاني كان بحسن نية لكن بعد أن تطور واختطف وأصبحت هناك منظمات إرهابية كان يجب أن نتراجع عن ذلك ولا قيمة للمراجعات بلا تراجعات".
 
وأردف: "موقع التواصل العالمي "تويتر" كشفنا أمام العالم كله، عندما كشف عن عقلياتنا وأخلاقياتنا غير السليمة".
 
الوطني المرتزق
ورداً على اتهامه بأنه "وطني مرتزق"، قال "الغيث": "الناس في كل دول العالم يفخرون بأوطانهم، كما أن الانتماء للأجهزة الأمنية فخر في كل البلاد، وأنا أحيي جميع رجال الدولة لاسيما العسكريين ورجال الأمن، حيث يجب أن نعتز بكل من يدافع عن ولي الأمر والوطن".
 
وأوضح أنه لم يكن منتمياً فكرياً لأي من الجماعات المتطرفة كالإخوان والقاعدة خلال أي فترة من حياته، وقال: "لو كنت في يوم من الأيام مع جماعة لما استطعت أن أنقدها أخلاقياً، وفكر الإخوان المسلمين موجود اليوم في المؤسسات الدينية الرسمية والمناصب الحكومية، وهناك أوامر وقرارات حكومية تصدر حتى الآن تتضمن أسماء أناس من تنظيم الإخوان، لكن لا أستطيع أن أعلن هذه الأسماء لسبب قانوني شرعي أخلاقي، ولكي لا نخالف السنة المحمدية "ما بال أقوام" وبعد "أصابع رابعة" ما أظن أحداً سيخفى، فمن هؤلاء كوادر وأقطاب بالإخوان المسلمين لا سيما من الصف الثاني والثالث".
 
وعن القضاء قال "الغيث": "طالما أن لدينا محكمة استئناف أو تمييز فليس القاضي مطلق اليد في أحكامه، فالقاضي هو قاضي ابتدائي في محكمة أولية يصدر الحكم غير مكتسب للقطعية وحينئذ يجور لأحد الطرفين او كلاهما الاعتراض علي الحكم ويرفع للدرجة الثانية فالحكم إذن ليس له مصداقية أو حجية وقطعية ولا يكون قابلاً للتنفيذ إلا بعد تصديقه من محكمة التمييز أو قبول الطرفين به".
 
وأضاف: "نظام القضاء منذ صدوره حبر على ورق، فلم يكن يتوفر به وقتها نظام المرافعات والإجراءات الجزائية ولم يبدأ التطبيق الحقيقي إلا هذ العام بعد صدور هذه الأنظمة في شهر محرم وصفر، وأؤكد أن مشروع تقنين وتطوير مرفق القضاء ليس معطلاً".
 
وأردف: "طلبت أن تعطي وزارة المالية وزارة العدل المال اللازم لبناء مبان أو أن تعطيها البلديات أراضي، فلا هذه أعطت ولا تلك أعطت، ونحن دائماً ما نشكو عبر تويتر وغيره من الفساد، وحينما تأتي جهة حكومية وتحارب الفساد نعترض".
 
محاربة المفسدين
وتابع: "يجب أن يكون لدينا موقف معين ويجب أن نصطف مع الدولة في محاربة المفسدين، لا أن نقف إلى جانب الهوامير ونساعدهم، وهل تعلم أن هناك ألفي كلم على البحر الأحمر وألف كلم على الخليج العربي مصادرة فيها الصكوك؟ على الرغم من أنه في دول العالم المتقدمة يمنع تملك أرض على البحر، فالبحر ملك عام".
 
وقال "الغيث": "أحياناً يتوجب عليك أن تقول للناس من هي الجهة المقصرة باسمها لتبدأ محاسبتها على تقصيرها، فأنا لست انتقائيا، وكما أنني ضد التقديس فأنا ضد التدنيس، فلا تقدس من أحببت ولا تدنّس من كرهت".
 
وعن حياته الشخصية؛ قال "الغيث": "حصلت على منحة عادية مثل كل المواطنين في تبوك، لكنني ما زلت أسكن في بيت مستأجر فلست ثرياً، ولا يجب أن نشكك في أحد فلكل شخص ظروفه، وإذا تحدثنا عن القضاة فلا يجوز أن أقول إن كل ثري فاسد، فلا يجب أن نسيء الظن بأحد من المواطنين إلا بدليل".
 
مرتب أعضاء "الشورى"
ونفى أن يكون هناك تحسين لوضع أعضاء مجلس الشورى عند تعيينهم بالمجلس، مشيراً إلى أن كل موظف حكومي انتقل لمجلس الشورى بقي على راتبه نفسه قبل المجلس.
 
وقال: "90% من القضاة "2000 قاضٍ" لا يملكون منازل، وحالتهم المادية ضعيفة، وحتى أعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام تمت مساواتهم بالقضاة في الرواتب والحصانة، وسقطت توصيتي من المجلس عندما تقدمت بتوفير بدل طبيعة عمل 30 % للقضاة، فهم "مأكولون مذمومون" ولا أستطيع الحديث عما يسمونه "فساد القضاة" وهم في النهاية زملاء، وللقضاء والعدالة هيبتهما وحصانتهما، لا أتكلم عن الأعيان إلا بدليل، والفساد في السلك القضائي موجود في كل دول العالم".
 
وأضاف: "إذا كان هناك قضاة فاسدون متروكين، فأعطني الأدلة وأبشر.. وأنا سأحرك الوضع".
 
فتوى "الفوزان"
وعن فتوى الشيخ صالح الفوزان بتحطيم آلات التصوير في المسجد الحرام، قال: "عندما أعدت التغريدة بهذه الفتوى لم أقصد إساءة للشيخ الفوزان، كما أنني لست مؤيداً للفتوى أو متندراً عليها، وإنما أنا أعرضها".
 
وخلال فقرة السحور استضاف البرنامج أبناء الدكتور عيسى الغيث، وهم "محمد" في الصف الثالث متوسط، و"عبدالله" الذي يدرس بالصف الثاني متوسط حيث قالا إنهما فخوران بوالدهما. وأضافا: "الحمد لله الذي جعل لنا أباً مثله، ونتمنى أن نكون طبيين لتحقيق طموح والدنا الذي يحرص علي ديننا وتعليمنا". 
 
الذكريات
وعن الذكريات وصف الدكتور "الغيث" طفولته بأنها أجمل من الواقع بكثير، بعيداً عما يحدث الآن في الزمن الحاضر، وقال: "على الرغم من تطور السيارات والمساكن وحتى الملابس والأقلام، ظلت قلوبنا وعقولنا بلا تطوير، فنحن ندفع فاتورة باهظة التكاليف للمدنية من فطرتنا ومحبتنا، واليوم ليس الحال كما كان قبل 30 سنة".
 
وأضاف أنه نشأ بين السويلم والعطايف بعد أن ولد في المستشفى الوطني بالرياض، مشيراً إلى أنه الوحيد من إخوانه الذي ولد بالمستشفى.
 
وأردف: "وُلدت في بيت من الطين وليس في فمي ملعقة من ذهب، وعشت بالقرب من الجامع الكبير".
 
ووصف نفسه بأنه إنسان عادي ومقصر ويخطئ كثيراً ويستغفر ربه، مشيراً إلى أن عمره لا يتجاوز 41 عاماً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org