"آل الشيخ": المعاصى سبب الخلافات الزوجية.. إياكم والتفريط بدين الخاطب

قال: إذا كان الزواج فطرة وجبلة وحاجة فإنه بالإسلام شريعة وأمر وسنة وطهر
"آل الشيخ": المعاصى سبب الخلافات الزوجية.. إياكم والتفريط بدين الخاطب
سبق – الرياض :حذر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من خطورة المعاصي على استقرار الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن أعظم سبب لوجود الخلافات الزوجية هو معصية الله سبحانه، يقول الله سبحانه وتعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير".
 
ونبه من التفريط من ولي المرأة عن السؤال عن دين الخاطب، مؤكداً أن ذلك خطر عظيم، وقال: "الولي ينسى أو يتناسى أمر الدين فيسأل عن المرتب والوظيفة ونسي أو تناسى أمر الدين ولم يعلم أن من قصر في جنب الله حري به أن يقصر في حق موليته، وكذا الخاطب فإنه يجب أن يسأل على أمر الدين فإنه قد يتبين له في وقت لاحق أن المرأة لا تصلح له لأنها قصرت في جنب الله، كذلك الأولياء يتحملون جزءاً كبيرًا لتفريطهم في السؤال فكم من فتاة صالحة عفيفة وليت لرجل لا يصلي ويقصر في جنب الله، قال صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، ويقول عليه الصلاة والسلام "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك."
 
وقال آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: "أيها المسلمون إن البيت والأسرة والعائلة هما نواة المجتمع وأساسه وبهما صلاح الفرد ونباته فإذا كان الزواج فطرة وجبلة وحاجة لكنه في الإسلام شريعة وأمر وسنة وطهر".
 
وتابع: "من مقاصد الإسلام بناء أسرة الزوجان هما أساسها ترفرف عليهما المودة والرحمة والسكن وتنزل منهما ذرية تبني المجتمع فتلك هي فلسفة الإسلام في بناء الأسرة ولفهم هذه الحقيقة الفطرية بصيغتها الشرعية تكون السعادة الزوجية ولهذا أمر الله بالنكاح ورغب فيه، قال تعالى "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله"، ويقول عليه الصلاة والسلام: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
 
 
وأضاف "آل الشيخ": "جاءت  شريعة الإسلام بأوامر ونواهٍ وسنن وإرشادات حري بالمسلم أن ينتهجها وأن يمتثلها ترسم للبيوت بهجتها وتخط للأسر معالم سعادتها فحري بالمسلم انتهاجها والعمل بها، لافتاً النظر إلى أن انتشار حالات الطلاق في عالمنا الإسلامي يستلزم من المجتمع أفراداً وجماعات وضع الحلول النافعة التي تقي من هذه المشكلة .. منها القرار والاختيار وحرية الاستئذان والاستئمار فلا الرجل يفرض على امرأة لا يريدها ولا المرأة تجبر على رجل لا تريده".
 
وأشار إلى ما جاء في الكتاب والسنة من نور نقتبسه منهما، فحسبنا منهما شذرات وقبسات ففي الحقوق والواجبات يقول سبحانه وتعالى "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة"، وحفظ الحقوق والواجبات ليس الأمر بالمشاحة ولا المحاسبة قال تعالى "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وجاء في حسن الخلق والكلمة الطيبة.. يقول صلى الله عليه وسلم "الكلمة الطيبة صدقة" ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة "عليكم بالرفق فإن الرفق ما وضع في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" وليس من العدل والإنصاف المطالبة بالحقوق مع التفريط في الواجبات، فإنه صلى الله عليه وسلم قال "لو كنت آمرأ أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها "وهو القائل استوصوا بالنساء خيراً" وهو الذي قال "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وفي بعد النظر وحسن الخلق يقول عليه الصلاة والسلام" لا يفرط مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" .
 
وأكد "آل الشيخ"، على أهمية الصدق والأمانة والتقوى لأنها خير ما تبنى عليه العلاقة الزوجية، قال عليه الصلاة والسلام في شأن الصدق "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة فما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار فما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً"، وفي الأمانة وحفظ الأسرار الزوجية يقول صلى الله عليه وسلم" إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " .
 
وتابع: "من ينشد عن السعادة في الدنيا والآخرة فإن جماع ذلك قوله تعالى "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"، موضحاً أن البيت المسلم المؤسس على التقوى لا تزيده الخلافات إلا تماسكاً وقوة، وفي نظرة فاحصة سريعة نجد أن أعظم سبب لوجود الخلافات الزوجية هو معصية الله سبحانه، يقول الله سبحانه وتعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org