مبروك لمعلمي التعليم العام

مبروك لمعلمي التعليم العام
تباركنا جميعاً بالقرارات الملكية الجديدة التاريخية وغير المسبوقة، سواء التوجه في آلية العمل الجديدة، كدمج التعليم العام بالعالي، أو في اختيار كفاءات شابة، تميزت في القطاع الخاص، وكلفت للجهاز الحكومي؛ لتنقله للتميز والإنتاجية، وإبعاده عن البيروقراطية.
 
وقبل أن أتحدث عن التعليم أهنئ معالي د. عزام الدخيّل على الثقة الملكية بتعيينه وزيراً للتعليم، أعانه الله، وسدده، ووفقه.
 
المتأمَّلُ في دمج وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة جعلها الأكبر في الدولة، وتصب في مصلحة طلابنا وأساتذتهم – بإذن الله تعالى-.
 
ولعل من وجاهة هذا القرار أن الطالب يجلس على كرسي التعلم من المرحلة الابتدائية، وينتهي في قاعات المرحلة الجامعية، وهو مسلك تعليمي تربوي، يتغير من الداخل أكثر.
واليوم يتساءل معلمو التعليم العام:
هل يعني الدمج أنهم حصلوا على مميزات الأستاذ الجامعي؟
مثل كادر الرواتب الذي يشتمل على بدل الحاسب الآلي 25 %, وبدل الندرة الذي يتراوح بين 30 % ــ 50 %, إلى جانب بدل الجوائز العلمية, وبدل براءة الاختراع, ومكافآت الاجتماعات ونشر البحوث العلمية ودعم البحث العلمي والتفريغ له, وانتهاء بمكافأة نهاية الخدمة المجزية, إضافة إلى البعثات والدورات الخارجية مثلاً, والسكن المجاني (فلل - شقق), والمستشفيات الخاصة بهم, وبدل تكليف بعمادة كلية أو رئاسة قسم، وكذا وكالة كلية أو قسم.. وحصوله على صلاحيات أوسع مع الطالب في أسلوب التدريس والمادة العلمية للمقرر؟..
أتمنى أن يكون السياق في الدمج متجهاً نحو المساواة؛ لأن معلم التعليم العام في كل تكليفاته من معلم إلى مدير تعليم على كادر وظيفي واحد، كما لديه مطالب كثيرة متكررة مستمرة، وهو أساس في تعلم الطالب وتأسيس انطلاقته نحو الحياة ومعتركها.
 
والفجوة التي يشتكي منها سوق العمل، وترمى ما بين مخرجات التعليم العام والتعليم العالي، ستُقفل بإذن الله, وقد يؤدي ذلك إلى إلغاء اختبارات "قياس"، الذي يدور حوله جدل طويل في جدوى نفعه بفلترة الخريجين للوظيفة.
 
ومن المشاهد أن حرمان معلم التعليم العام من المزايا السابقة وغيرها أدى إلى التسرب والهروب المستمر من الوظيفة. ولعل القرارات القادمة في توفير المطالب السابقة وغيرها لمصلحة معلمي التعليم العام أكثر؛ إذ ستضيف لهم رضا وظيفياً واستقراراً وجذباً لمهنة التدريس أكثر، وإن لم يُضف شيء لأساتذة الجامعات غير أنه سيمد جسوراً أقوى لأستاذ الجامعة مع الطالب في تعلمه من المرحلة الابتدائية؛ وذلك لإمكانية أن يشارك في رسم ومتابعة خطط التعلم لما قبل الجامعي, كأن يقدم التدريب واللقاءات المهنية والتربوية والمشورات الدافعة نحو التعرف على أحدث التقنيات وأساليب التدريس الحديثة لمعلمي ما قبل الجامعي، وسهولة التواصل في ذلك؛ فجهاز الوزارة صار واحداً.
 
أتمنى أن يحقق الدمج الفائدة لجميع المعلمين، وألا يكون كتجربة دمج معلمي مدارس وزارتي الدفاع والحرس الوطني؛ إذ لم يكن في صالحهم لخسارتهم كثيراً من الميزات، كالخدمات الطبية والسكنية وغيرها.
 
وقد قُرئ الكثير عن معالي الوزير اهتمامه بالمعلم من خلال الكتابات والهموم بمعالجة مشكلاته، التي دوّنها قبل مجيئه للوزارة.
 
كما أن دمج الوزارتين تركة ثقيلة جدًّا على معالي الوزير الجديد؛ تحتاج إلى مساحة واسعة من التفويض الإداري لكل القيادات العليا والدنيا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org