أين المسؤول عن المرور؟

أين المسؤول عن المرور؟
يبلغ عدد الحوادث المرورية في السعودية أكثر من 544 ألف حادث مروري، تسببت في وفاة 7153 شخصاً، أي بمعدل 64 حادثاً كل ساعة، ومعدل 20 قتيلاً يومياً.
 
هذا الرقم المهول الذي يقارَن بعدد ضحايا الحروب كان سببه أنظمة وقوانين متهالكة، تسبب فيها مسؤول لا يعي متطلبات العصر واختلاف الأزمان وآلية العقوبات.
 
لا أعلم، هل المسؤول يريد المخالفات المادية فقط، مثل ساهر وإدرار الملايين، أم أنه مسؤول متقدم في السن العمري، ويجهل ما هي طرق العمل وآلية العقوبات اللازمة لحل هذه المشكلة؟ وكلتا الحالتين تُعتبر فشلاً في المهمة بكل اقتدار.
 
سنوياً تتصدر السعودية أعلى نسبة حوادث ووفيات، ولم نجد حلولاً، ولا أشباه حلول.
 
فقط وضع كاميرات ساهر، وجعلها مصدراً مالياً من جيوب الموطنين. لا نعلم أين تذهب هذه الأموال؟ وأين تُصرف؟ وهل هي فعلاً العقوبة المناسبة لوقف هذه الكارثة في هذا البلد؟
فلماذا لا يكون هناك سجن؟ أو سحب المركبة من صاحبها لمدة...؟ أو المشاركة في خدمات اجتماعية، مثل تكفين موتى حوادث السيارات؟ (فهناك الكثير من المقتدرين مالياً، ولا تهمهم غرامة 300 ريال).
 
ولماذا لا تكون هناك كاميرات كل 500م في الطرق السريعة داخل المدن، مثل الطريق الدائري أو الملك فهد في الرياض؟
هل هذا جهل؟ أم المسؤول لا يريد القضاء على السرعة حالياً؛ لأنها تُعتبر دخلاً هائلاً لساهر.
 
والأشد غرابة عندما تتخطى منفذ البطحاء داخلاً إلى دولة الإمارات، فخلال ثوانٍ ينضبط قائد المركبة، ويصبح قائداً محترفاً، ويقود المركبة بكل هدوء وطمأنينة.
 
أرقام فلكية في عدد الوفيات والحوادث وظاهرة التفحيط ومخالفات الشاحنات.. ولو كان هذا المسؤول في بلد آخر أجزم بأنه سوف تتم إقالته.
 
يبررون كثيراً ببرامج التوعية، وأقول لكم: التوعية ليست دعاية تلفزيونية أو معلومة ورقية. التوعية تكون بتطبيق العقوبات، ونشر هذه العقوبات في المجتمع؛ ليعلم الجميع أننا نملك جهازاً مرورياً رادعاً لأي مخالفة.
 
وقد يردد المسؤول: لدينا عقوبات كذا وكذا وكذا، ولكن في أرض الواقع لا نرى فقط إلا عقوبة كاميرا ساهر الـ300 ريال، فقط لا غير.
حمانا الله وإياكم من شر الحوادث.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org