بطولة الشيوخ والإعلاميين..!

بطولة الخليج ملتقى خليجي رياضي، تم تأسيسه منذ قرابة 45 سنة. وتم اقتطاف ثمار هذه البطولة في العشرين سنة الأولى، وأصبحت مؤخراً عبئاً ثقيلاً على هذه الدول، وغالباً ما يتم النقاش قبل البطولة حول مدى فائدتها الفنية؛ إذ أصبحت تتداخل مع الدوريات المحلية، وتتداخل مع الروزنامة المحلية، وتسبب غالباً إرباكاً للدوريات المحلية وللمنتخبات الخليجية.

 

كذلك تحولت في فترات معينة إلى عرض لتصاريح "الشيوخ"، التي أصبحت معروفة ومستهلكة. وانتقلت الإثارة حالياً إلى القنوات الإعلامية، التي أصبحت تتصنع الإثارة، وتضفي جواً مختلفاً على هذه البطولة.

ومقابل ذلك، رأينا ضعفاً تسويقياً لهذه البطولة من قِبل المنظمين بشكل غريب؛ إذ إن أي فرد من سكان الرياض لا يرى أي مؤشر لوجود بطولة نهائياً. ولا نعلم الأسباب، هل هي قلة خبرة الاتحاد السعودي أم عدم الاهتمام بهذه البطولة التي لولا تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب لربما واجهت صعوبات كبيرة.

وبخلاف الضعف الفني لهذه البطولة، نجد غياب الطموحات لدى هذه المنتخبات، واللعب بطرق تقتل جماليات كرة القدم، رغم أنها بطولة غير معترف بها، وودية.

وهذا لا يعني إلغاء هذه البطولة؛ فلربما لو كانت هذه البطولة أولمبية للاعبين أقل من 21 سنة لكانت أكثر فائدة للمنتخبات الخليجية، بخلق فرص لهذه الفئة العمرية، واكتشاف لاعبين جدد لهذه المنتخبات.

ربما البعض قد يختلف معي، لكن نحن بحاجة لعمل دراسة وقرار شجاع؛ لأن ما نراه الآن هو أن هذه البطولة تفقد أهميتها ورونقها، ولم تعد جاذبة حالياً، لا للجماهير ولا للاعبين، بل إنها قد تقتل جماليات الدوريات المحلية بهذا التوقف.

أخيراً، لولا الإثارة الإعلامية الحالية التي أنقذت ما تبقى من هذه البطولة لرأيناها في عداد الموتى.