كفاية.. كفايات..!!

كفاية.. كفايات..!!
يقيس اختبار المعلمين والمعلمات مدى تحقُّق الحد الأدنى من المعايير التي ينبغي توافرها في المتقدمين لمهنة التدريس، بما تشتمل عليه من معارف وعلوم ومهارات، تغطي الجوانب الأساسية للمهنة. وتُستخدم نتائج الاختبار لأغراض عدة، منها استخدامها في عمليات الانتقاء والمفاضلة للوظائف التعليمية من قِبل الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم. وتتألف اختبارات المعلمين والمعلمات من اختبارين أساسيين، هما:
1- الاختبار العام.
2- اختبار التخصص.
ويغطي الأول المجالات التربوية العامة التي تشترك فيها جميع التخصصات التدريسية. ويتضمن ذلك المعرفة المهنية، تعزيز التعلم، والمسؤولية المهنية.
ويغطي الثاني (اختبار التخصص) المجالات الأساسية لكل تخصص من التخصصات التدريسية التي تتناولها الاختبارات.
ويجب أن ندرك أن اختبار الكفايات الذي تجريه "التربية" غالباً هو من صميم عمل كليات التربية، التي تؤهل عادة خريجيها كي ينخرطوا في مجال التربية والتعليم؛ وبالتالي عمل أي اختبارات وإجراءات، التي تعتمد على الحظ في الإجابات "اختيار من متعدد"، هو نوع من التعقيدات ليس إلا، ومساهمة بطريق غير مباشر أو بطريق مباشر في زيادة البطالة بين الخريجين والخريجات حتى في التخصصات النادرة "كالرياضيات واللغة الإنجليزية"، الذين يقبعون في بيوتهم سنوات عدة بسبب عدم اجتيازهم اختبارات الكفايات، وهم كثر..!!
في بعض الدول العربية أدركوا أن اختبارات الكفايات للمعلمين والمعلمات نوعٌ من العبث الذي لا طائل منه؛ فقرروا إلغاءه، وقاموا بتعيين كل خريجي وخريجات كليات التربية، ومن ثم عملوا لهم دورات تدريبية وهم على رأس العمل؛ حتى يكتسبوا الخبرات التدريبية؛ إذ الخبرات التدريبية تأتي مع العمل، حالها كحال كثير من المهن، حتى الإنسانية منها، كالطب؛ فالخبرات لا تكتسب إلا بعد الممارسة. أما الحكم على قدرة الشخص قبل أن يعمل فذلك حكم مسبق، لا أصل ولا فصل له!! ومع الأسف، ما زال اختبار الكفايات يقضي على آمال كثير من الخريجين والخريجات من المعلمين والمعلمات، وهم الجامعيون الذين درسوا تخصصات مختلفة، إضافة إلى حصولهم على دورات ودبلومات تربوية تؤهلهم للعمل في المجال التربوي، الذي بعض مسؤولي التربية لا يعرفونه لا من قريب ولا من بعيد..!!
وختاماً.. نطالب من هذا المنبر بإلغاء اختبار الكفايات، ونقولها بأعلى صوت "كفاية.. كفايات"، "كفاية عطالة وبطالة" لأناس متعلمين ومتعلمات، وخريجين وخريجات، تجرعوا مرارة العطالة والبطالة من أجل أنهم لم يجتازوا اختبار "اختيار من متعدد"، يعتمد غالباً على لعبة الحظ أكثر من أنه يعتمد على الكفاءة والجدارة، اللتين أتقنهما الخريجون والخريجات عند حصولهم على البكالوريوس أولاً، وعند حصولهم على الدبلومات التربوية، التي تؤهل صاحبها للعمل التربوي الميداني. والله الموفِّق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org