العمري: "عاصفة الحزم" بداية إعادة هيكلة للسياسة السعودية الخارجية

الكاتب العمري عدَّد لـ"سبق" الرسائل الثلاث التي تحملها
العمري: "عاصفة الحزم" بداية إعادة هيكلة للسياسة السعودية الخارجية
سعد جبار – سبق: أكد الكاتب السعودي عبدالله بن سعد العمري في رسالة خص بها "سبق"، بعد متابعة متواصلة للصحف الأمريكية تجاه الأوضاع الأخيرة في المنطقة العربية، أن عاصفة الحزم هي عاصفة الخطوط الحمراء في المنطقة، وهي تحمل على الأقل ثلاث رسائل.
 
وقال: الرسالة الأولى هي أن مسؤولية السعودية تجاه نصرة أشقائها بدأت تأخذ المنحى السياسي المتوقع منها بوصفها بلداً استراتيجياً أول في منطقة الشرق الأوسط. وهذا المنحى يقوده العمل الدبلوماسي المكثف إلى جانب الحلول الممكنة كافة، ومنها التدخل العسكري دون مساس بسيادة الدول.
 
وأضاف: أما الرسالة الثانية فهي أن أمن وسيادة السعودية لا يعنيان أن يتوقفا على عدم المساس بأرضها فحسب، بل أصبح أمن وسيادة السعودية مرتبطَيْن بما يشهده محيطها من ظروف دقيقة وحرجة؛ أوجبت على القيادة في هذه الظروف أن يصبح اليمن جزءاً من استقرار وسيادة الدولة على الرغم من طلب السلطة الشرعية فيه التدخل.
 
وأردف: أما الرسالة الثالثة فهي أن مصالح السعودية الاستراتيجية في المنطقة هي كل لا يتجزأ، من مصالح شعوب العالم جميعاً المستهلكة للغاز والبترول عبر مضيقين بحريين، سيكونان شرارة الجحيم لكل من يحاول بسط سيطرته عليهما خلافاً للمواثيق الدولية.
 
وتابع الكاتب العمري المبتعث لأمريكا بأن عاصفة الحزم هي بداية إعادة هيكلة للسياسة السعودية الخارجية، بعد أن مكثت في عهد الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - داعية السلام الأولى في العالم، إلا أن المشروع الصفوي في المنطقة كان يستغل رغبة السعودية آنذاك في تجاوز الأزمات الإقليمية عبر العملية السياسية البحتة والتسوية والحوار. لكن العهد الجديد للدولة السعودية ارتأى أن المشروع الصفوي لم ولن يمكن السيطرة عليه بتبادل الورود ورسائل التهنئة!
 
وأضاف العمري بأنه من عادة السياسات الاستراتيجية لكل دولة ذات سيادة مستقلة أن تضع كل السيناريوهات المحتملة من قضية ما، إلا أنه لم يكن في حسبان أي أحد أن يبدأ الملك السعودي الجديد عهده القريب في السلطة بتدخل عسكري ضمن تحالف كبير ومتسارع، أربك ما كان يدار تحت الطاولات من مؤامرات ضد الأمة، التي يقصد منها في نهاية المطاف مس أمن السعودية (المعقل الحقيقي لسيادة الأمة السنية ذات المليار مسلم).
 
وبيّن الكاتب العمري أن عاصفة الحزم تحاول ألا يُصنع من اليمن سوريا ثانية يتداولها مافيات العالم المظلم كافة بالسلاح والمليشيات والتنظيمات والفتن الأهلية! إذ لا يمكن تحقيق السلم الأهلي في اليمن بينما يستشري خطر التدخلات الإقليمية فيه كالسرطان في الجسد! لذلك فعاصفة الحزم التي سبقها هدوء الدعوة للحوار لا بد أن تقطع اليوم شرايين هذه الأفعى المجلجلة التي اعتاد العرب سماع جلجلتها الخاوية.
 
وزاد: إن على كل فرد من أبناء الوطن السعودي التفكير للحظة فيما يجري داخل المنطقة من أحداث سياسية متسارعة؛ لذا فعلى المعلم والكاتب والخطيب والمثقف أن يبدأ مشروعه الخاص في دعم استقرار الدولة بالفكر والقلم؛ فلسنا جميعاً بمنأى عما يقوم به الجندي الباسل على حدود السعودية من حماية أجسادنا؛ إذ هو ينشد منا حماية وصيانة فكره ومجتمعه وعقيدته!
 
وشدَّد بأن عاصفة الحزم لا يمكن أن تكون عاصفة الموت ما لم يشارك بدفع ريحها كل مواطن تجاه أعداء وطنه. فالحزم الحزم تجاه كل من يحاول النيل أو التقصد أو العبث بتراب هذا الوطن عبر إبلاغ الجهات المختصة بذلك.
 
وتابع حديثه لـ"سبق" قائلاً: على عاصفة الحزم أن تقود جزءاً سلمياً من غيومها السوداء على الإعلام الذي يمضي إلينا في عكس اتجاهَيْنا الديني والقومي، وأن يلحق به شيء من عذابها، وأن يعاتبَ بعض الحلفاء الذين يقود بعض إعلامهم التابع لأنظمتهم مساراً ضد عملية العاصفة خلافاً لما يبديه هؤلاء الحلفاء من دعم، فشعار عاصفة الحزم الواجب اليوم هو: كن معي فيها قلباً وقالباً، أو لا تكون!
 
واختتم: لعله يجدر بنا القول إن العاصفة قد زرعت مبدأ احترامنا في كل الدول الحليفة، ومبدأ الخوف من الأعداء المبتسمين والمكشرين كافة، وهي بحق قد ألهبت الشعور بالفخر أننا قادرون بتمكين الله على إعادة بسط الشرعية لمن يدعونا إلى إعادتها، وعلى إيقاف التجاوزات الجائرة ممن يستفزنا إلى قبولها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org