أعلنها القادة.. خليجنا واحد!

فرحة عارمة اجتاحت دول الخليج العربي ليلة البارحة بعد اجتماع قادة المجلس لرأب الصدع، وعودة المياه إلى مجاريها، بعد أن مررنا بأيام عصيبة، نتابع فيها التحركات والمحادثات والتحليلات والشائعات التي ذهبت بنا بعيداً عن الحقيقة، وكانت تهدف في معظمها إلى زيادة الشحن النفسي بين أبناء الشعوب لتفتيت ما تبقى من النسيج الأخوي في البيت الخليجي.

 

لقد قطع اجتماع الرياض الاستثنائي الطريق على المخربين الذين أرادوا تفكيك وحدتنا، وزعزعة أمننا، وغاب عنهم أن ما جرى ليس إلا سحابة صيف، ما لبثت أن انقشعت، وحل محلها الصفاء والنقاء. وتم إعلان بيان الرياض الذي أكد أن اختلاف الرؤى لن يؤدي إلى القطيعة، وربما أن ما حدث كان فيه مصلحة كبيرة؛ فقد اكتشف الجميع من كان معنا ومن كان ضدنا ويحمل معول الهدم ليسقط البناء الذي شُيد خلال عقود من الزمن.

 

لقد أعلن قادة السعودية والإمارات والبحرين إعادة السفراء إلى قطر، وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها؛ فصفق الجميع لهذا القرار، وتبادل المواطنون في دول الخليج التهاني عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الاجتماعي؛ فنحن جسد واحد، ودم مشترك، تربطنا روابط الجوار والدين والقربى.

 

إننا في حاجة إلى تكريس مبدأ الوحدة التي نادى بها حكيم العرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - حتى تكتمل المنظومة الخليجية، وتتحد الشعوب، وتتشكل بهذا الاتحاد قوة يهابها الجميع، وتتكسر أمامها المجاديف، وليتحقق لنا ما نردده في كل مناسباتنا "خليجنا واحد وشعبنا واحد". ونتمنى أن يتم إقرار ذلك في مؤتمر الدوحة الشهر القادم؛ لتطمئن قلوبنا، وتكتمل فرحتنا. نسأل الله أن يديم على شعوبنا أمنها واستقرارها، وأن يبعد عنا شر الحاسدين، وأن يديم على قادتنا الصحة والعافية، ويسدد خطاهم على دروب الخير والعطاء والرفعة.