القوة العسكرية السعودية: أحدث تسليح.. أقوى تدريب.. تطوير لا يتوقف

القوة العسكرية السعودية: أحدث تسليح.. أقوى تدريب.. تطوير لا يتوقف
بروفايل سبق| محمد عطيف: نشرت "سبق" قبل يومين تصريحاً بعنوان لافت قال فيه السفير السعودي في أمريكا عادل الجبير رداً على سؤال حول مضي السعودية في تصنيع قنبلتها النووية: "المملكة العربية السعودية ستتخذ كل التدابير الضرورية لحماية أمنها". وهو ما اعتبر تأكيداً على حق مشروع للمملكة في حال استُهدِف أمنها بأية صورة.
 
حالياً ومع كل لحظة تمر تكشف عملية "عاصفة الحزم" التي ينفذها تحالف تقوده باقتدار المملكة العربية السعودية ضد التمرد الحوثي في اليمن، عن جزء من القدرات الحقيقية للقوات العسكرية السعودية، مؤكدة أيضاً نجاح وزير الدفاع الشاب في تحقيق الانتقال إلى مرحلة جديدة من التطوير، وتعزيز ما تمتلكه من قدرات على كل الأصعدة.
 
هذا وفيما يقول تقرير صادر عن معهد "ستوكهولم لأبحاث السلام العالمي" (SIPRI) إن الإنفاق العسكري السعودي أصبح الرابع على مستوى العالم، يرى المحللون العسكريون أن قوة الردع السعودي شهدت نمواً قلّ أن يشهد العالم مثيلاً له على مر التاريخ في غضون فترة وجيزة.
- تسارع التعزيز
لقد استطاعت المملكة وخصوصاً في 2014م تحقيق تعزيز هائل بما يمثل نقلات كبيرة في تطوير ترسانتها العسكرية من خلال عقدها صفقات تسليح كبيرة من أبرز الدول المصنعة عالمياً.
 
ولعل من أبرز وأهم تلك الصفقات في السنوات الأخيرة: صفقة مدرعات كندية بقيمة 13 مليار دولار. وشراء وتطوير أنظمة الإنذار المبكر "أواكس" بملياري دولار. وصواريخ بـ 13 مليون دولار. و150 دبابة باكستانية من طراز "الخالد" بـ 600 مليون دولار. و72 طائرة "يوروفايتر" من بريطانيا.
 
ومن أبرز الصفقات أيضاً كانت صواريخ "تاو" المضادة للدروع والموجهة لاسلكياً بقيمة 1.7 مليار دولار. كما حصلت المملكة على 69 دبابة m1a2 بـ 132.7 مليون دولار.
 
وفي 2014 ووفقاً لموقع "روسيا اليوم" كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن صفقة أسلحة جديدة للسعودية بلغت 1.75 مليار دولار لبيع نظام "باتريوت" للدفاع الجوي وصواريخ "باك 3" للسعودية.
 
وفيما تفوق الميزانية العسكرية السعودية وفق أرقام تقريبية أكثر من 57 ملياراً. تشير الأرقام إلى 300 ألف جندي نظامي كحد أدنى موزعين على مختلف القطاعات.
 
- تفوق كاسح لسلاح الجو
تؤكد أحدث التقارير أن إجمالي عدد الطائرات التي تخدم في القوات الجوية السعودية 946 طائرة تتنوع ما بين طائرات مقاتلة بلغ عددها 155 طائرة، و236 طائرة هجومية، والبقية ما بين المخصص للنقل والتدريب والاستطلاع ونحوه.
 
هذه الأسلحة تأتي في طليعتها الأشهر والأقوى عالمياً، ومن أعرق شركات التصنيع الحربي العالمية مثل الـ"F- 15 الأمريكية، والتايفون والتورنادو الإنجليزيتين"، و"إيرباص إيه 330 إم. آر. تي. تي الفرنسية، وبوينج كيه. سي- 135، ولوكهيد مارتن الأمريكيتين"، والأخيرة كطائرات مُخصصة للتزود بالوقود جواً.
 
وتشمل أيضاً طائرات التدريب والمروحيات وغيرها. وطائرات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية والتجسس، وسلسلة طائرات من دون طيار والهليكوبتر (أباتشي - كيوا - سيكورسكي) الأمريكية.
 
وتضمّ مقدرات القوات الجوية السعودية أيضاً طائرات فرنسية للقوات البحرية (يوروكوبتر)، مع مقاتلات للاستطلاع وتنصت (نورثروب إف- 5 الأمريكية). بالإضافة إلى 214 مطاراً أو مدرجاً عسكريّاً للإقلاع والهبوط. كما لا يمكن إلا الإشارة لأحدث الطائرات خاصة الطائرات من طراز F15 إيجل، وأسطول من طائرات F15 "سترايك إيجل" الهجومية المتقدمة؛ حيث إنها ثالث دولة في العالم (بعد الولايات المتحدة واليابان)، التي تمتلك هذه الطائرات.
 
أيضاً يشار إلى أنه في أبريل 2014 اشترت المملكة أسطول طائرات بدون طيار صيني تُمَاثل قاذفات بريديتر الأمريكية، ويمكنها التحليق لمدة 20 ساعة متواصلة، ولمسافة تزيد على 4 آلاف كيلومتر، وارتفاع يصل إلى 5 كيلومترات.
 
- قدرات متفوقة
ولو تتبعنا تاريخياً أبرز محطات التسلح فالإمكانيات العسكرية السعودية نمت بشكل ملحوظ منذ نهاية حرب الخليج عام 1991، ومع وتيرة التطوير المتسارع تؤكد دورية متخصصة أن إمكانيات الجيش السعودي أصبحت تفوق العديد من دول حلف شمال الأطلنطي NATO.
 
في 2012م ووفقاً لتقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية فإن المملكة لديها القوة العسكرية الأكثر تجهيزاً وفعالية في منطقة الخليج، بل إن معداتها العسكرية أكثر تطوراً وأفضل صيانة عن أسلحة دول الجوار في المنطقة. مؤكداً أن مخزون السعودية من الصواريخ يصل إلى 4000 صاروخ مضاد للدبابات، مع العلم أن البنتاغون سبق وأن أطلع الكونغرس بأنه تم في عام 2009 تم بيع صفقة أخرى للسعودية تصل إلى 5000 من هذه الصواريخ.
 
- تدريب وتأهيل
ذلك الجهد الهائل لتواكب القدرات العسكرية السعودية أحدث الأسلحة العالمية كان يقابلها اهتمام كبير بالتدريب والتأهيل للجندي السعودي، وتطوير قدراته للتعامل معها. فالتمارين العسكرية والاستعراضات لا تكاد تتوقف سواء محلياً أو بالمشاركة إقليمياً ودولياً مع الدول الصديقة.
 
ويمكن في هذا الصدد الإشارة إلى:
 
* (سيف عبدالله): التي شاركت فيها مختلف تصنيفات القوات العسكرية، وأظهر قدرات كبيرة لأول مرة يكشف عنها وحظي بأصداء دولية كبيرة.
 
* (العلم الأخضر 2013): في بريطانيا وبشكل ثنائي مع القوات الجوية البريطانية.
 
* (النور 2013): في جمهورية تركيا للتدريب على البحث والإنقاذ القتالي.
 
* (صقور السلام الأول): ونفذ في المملكة بمشاركة القوات الباكستانية والتركية، وهدف لتعزيز الجاهزية العملياتية والاستعداد القتالي.
 
* (فيصل 10): في المملكة ثنائي مع القوات الجوية المصرية.
 
* (نسر الأناضول 3): شاركت القوات الجوية الملكية السعودية خلال هذا التمرين على أراضي تركيا وتحاكي مسرح العمليات في الحروب الحقيقية.
 
* (العلم الأحمر): أهم وأقوى التمارين الجوية بشكل سنوي والمعروف بجانب القوات الجوية الأمريكية وقوات جوية لعدد من الدول الصديقة.
 
* (الأسد المتأهب): وأقيم على الأراضي الأردنية وشاركت فيه القوات المسلحة السعودية بقطاعاتها الأربعة وبقوة كبيرة من رجالها وآلياتها بمشاركة 17 دولة في هذا التمرين.
 
* (نمر2): تمرين سنوي ثنائي مع وحدات العمليات الخاصة الفرنسية التي تعد من أفضل القوات الخاصة، حيث عاش 300 "كوماندوز" سعودي يمثلون القوات الخاصة السعودية حالة من الحرب الحقيقية.
 
* (نمر 3 - ديسمبر 2014): شهدت المنطقة الشرقية تنفيذ المناورات العسكرية السعودية- الفرنسية المشتركة (نمر3)، بمشاركة وحدات عمليات خاصة من القوات البرية والجوية والبحرية الملكية السعودية ونظيرتها الفرنسية، بجانب قطاعات من وزارة الداخلية (قوات الأمن الخاصة وقوة حرس الحدود وقوة أمن المنشآت)، فضلاً عن طيران القوات البرية وطيران قوى الأمن.
 
- قبل الحدث بساعات
* (مناورة حسم العقبان): والتي اختتمت قبل ساعات من دكّ معاقل الحوثيين. وتمّت في الكويت بمشاركة 12 دولة من بينها أمريكا.
 
تلك التمارين والمناورات والاستعراضات القوية تركت أصداء قوية جداً بحسب رأي الخبراء والمحللين، فمناورة (سيف عبدالله) مثلا اعتبرها مراقبون نقطة تحول جذرية في سياسة المملكة الخارجية. إضافة لوضوح جديتها لتعديل موازين القوة الإقليمي المختل.
 
- توطين الصناعة العسكرية
تحدثت تقارير عسكرية متخصصة عن توجه السعودية لتطوير الصناعات العسكرية لديها بشكل لافت. مستشهدة بوجود صناعات ذات كفاءة عالية، الأمر الذي خوّلها دخول الأسواق الإقليمية والعالمية. واليوم تتميز المملكة بصناعاتها العسكرية في مجال المركبات والإلكترونيات الحديثة.
 
وفي هذا الإطار، قامت المملكة بإنشاء مؤسسات صناعية عدة تأتي في مقدمتها الهيئة العامة للصناعات الحربية التي أُنشئت سنة 1982 والتي من خلالها أنشأت المملكة مجمعاً ضخماً لإنتاج الأسلحة والذخائر. ويضم هذا المجمع خمسة مصانع للأسلحة والمعدات الحربية.
 
- إنتاجية عالية
ومن أهم المؤسسات الصناعية العسكرية التابعة للمؤسسة العامة للصناعات العسكرية يمكن ذكر: مصنع المدرعات والمعدات الثقيلة: الذي تأسس ليضطلع بتصنيع العربات المدرعة بأنواعها، وشركة الإلكترونيات المتقدمة ACE من الشركات الرائدة في مجال إنتاج أنظمة محاكاة وأنظمة تدريب متكاملة. والمصنع السعودي لأنظمة الأهداف الالكترونية SETS.
 
هذا فيما تشير قراءات متخصصة إلى أن المملكة تعتمد في برامج التسليح أسساً مهمة من أبرزها: التنويع في مصادر السلاح، نقل التكنولوجيا المتقدمة وكفاءات الصنع وتوطينها في المملكة، مواءمة السلاح الحاجات الخاصة للمملكة.
 
- برنامج درع السلام
وهم من أهم البرامج التي تتيح القيادة والتحكم والاتصالات ونظام الإنذار المبكر. تم إنجازه في العام 1996م. وبكلفة 5.6 مليارات دولار، ويتضمن 164 موقعاً داخل المملكة. يغطي نظام درع السلام كامل المملكة، إضافة إلى مملكة البحرين، ومن المتوقع أن يشهد توسعة مستقبلية ليشمل جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
 
 
- الطموحات النووية.. حق سعودي
في تصريحه الأخير لـ"سي إن إن" والذي تنوقل عالمياً بسرعة كبيرة أوضح سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير أن المملكة لا تستبعد بناء قنبلة نووية في الوقت القادم؛ للدفاع عن نفسها ضد إيران.
 
هذا فيما سبق ووقعت المملكة وكوريا الجنوبية مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية. تقول صحيفة "تشوسون إيلبو" الكورية الجنوبية بأن مذكرة التفاهم الموقعة تتضمن بناء مفاعلين نوويين على أراضي المملكة من طراز سمارت (SMART) بقيمة ملياري دولار.
 
وفي تقرير لصحيفة "الحياة" أن الدراسات التي أجرتها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة خلصت إلى إمكان إنشاء المفاعل النووي للأغراض السلمية شرق المملكة أو غربها.
 
- 16 مفاعلاً نووياً
وفيما تم الإعلان عام 2011 عن خطط لإنشاء ستة عشر مفاعلاً للطاقة النووية على مدى العشرين عاماً المقبلة بتكلفة تبلغ أكثر من 80 مليار دولار، اعتبرت مصادر غربية أن العلاقات بين السعودية وحليفتها باكستان هي في نظر المتابعين أبرز ما يشير لإمكانية حصول المملكة على أسلحة نووية من باكستان. وفي كل الأحوال يراه المنصفون حقاً مشروعاً في ظلّ سعي إيران لتملك السلاح النووي.
 
والحقيقة أن المملكة كانت وما زالت واضحة، حيث ينقل التقرير أن الملك عبدالله -رحمه الله- كان واضحاً مع الأمريكيين بأنه "إذا ما حصلت إيران على قنبلة نووية فإن المملكة ستحذو حذوها، مهما كانت التزاماتها بموجب "معاهدة حظر الانتشار النووي".
 
وكان الموقع الإخباري الأمريكي جانيز (JANE'S) قد كشف عن شراء السعودية 100 صاروخ صيني حصري للجيش الصيني من نوع df- 21 mode 3 والذي يبلغ وزن رأسه التفجيري 2 طن، وهو أعلى بكثير من صواريخ بعض الدول القوية. هذا بالإضافة إلى 60 صاروخاً "رياح الشرق" بعيدة المدى.
 
الأكيد أن المملكة العربية السعودية -حماها الله- تدرك المخاطر التي تحيط بها، لذا لديها خططها الطموحة للمحافظة على تفوق عسكري، تفرضه المرحلة والتحولات في المنطقة. التي تؤكد يوماً بعد يوم أن اللغة الوحيدة التي يفهمها الجميع في هذا العصر هي لغة القوة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org