أين الصرامة في تنفيذ النظام؟

أين الصرامة في تنفيذ النظام؟
 
تمتلك الأجهزة الحكومية المدنية والأمنية في السعودية أنظمة تؤطر عملها، وتنظم علاقتها مع المواطن، أقل ما نقول عنها إنها من أفضل الأنظمة على مستوى العالم، وتقارَن بمثيلاتها في الدول المتقدمة في العالم الأول. لكن ما يؤلم أن هذه الأنظمة تبقى حبراً على الورق.. فقط مواد جامدة وطلاسم غامضة.. مرتبة ومفهرسة بأرقام وتواريخ، يلجأ إليها الموظف والمسؤول متى ما شعر بأنه مستهدف من قِبل أحد المراجعين؛ ليفحمه، أو يلجمه بمقصلة قوة النظام..! 
الأنظمة لدينا تُسنّ وتُشرع لمصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، وهدفها تسهيل وتوفير حياة كريمة للمواطن أينما كان، لكن يبقى الأهم وهو القائم والمنفذ لهذه الأنظمة، وخصوصاً من هم في أرض الميدان، سواء كانوا من رجال الأمن، وخصوصاً رجال المرور، أو المراقبين الصحيين أو المعلمين أو الأطباء والممرضين والعاملين في طوارئ المستشفيات.. وكل من كان عمله على تماس ميداني مع المواطن؛ إذ نلاحظ كثيراً من التباطؤ والتبلُّد واللامبالاة والسلبية وقلة الحرص والاهتمام وعدم المبادرة.. إما لتأخر ترقية، أو تأخر علاوة، أو رفض تحسين وضع، أو لأنه غير مؤهل للعمل الميداني، أو لأنه متذمر من وضعه الوظيفي، أو غير متوافق نفسياً مع مهام عمله لأسباب كثيرة، أو لأن شهادته أعلى من وظيفته..
هذا جعل المواطن لم يعد يحترم تطبيق كثير من الأنظمة، أو يسارع إلى من يساعده في اختراقها بالواسطة والمحسوبية.. بل قد تصل في بعض الأحيان إلى اللجوء للرشوة متى ما كان القائم على النظام بائعاً لدينه ووطنه..!! مع أن هذا المواطن متى ما ذهب إلى أي دولة من الدول المجاورة نجده أكثر انضباطاً والتزاماً بالأنظمة والقواعد المعمول بها لعلمه بصرامتهم في تنفيذ الأنظمة، واحترامهم وتقديسهم للنظام..
وبالموازاة مع ذلك أيضاً، نجد أن بعض القطاعات الحكومية أسرع من الخيل المرسلة في سَنّ وتنفيذ الأنظمة التي قد لا يتمناها المواطن، والتي تمسه وتؤثر سلباً في معيشته وحياته اليومية، تحت مسميات متعددة، وخصوصاً تلك التي على وزن (فاعل)، مثل "ساهر" و"ماهر" وخصومات "حافز".. ولعل آخرها نظام "ساند".. في حين يتم تأخير ما يتمناه المواطن تحت ذرائع تكوين لجان وفرق دراسة وبحث واجتماعات، جعلت المواطن يتساءل لمن يلجأ؟؟ 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org