"سبق" تستطلع الآراء حول قرار وزير التعليم "فتح الحضانات" لأبناء المعلمات

فيه تقدير لدور المعلمات وتوقعات بأن يقلص الاعتماد على "الخادمات"
"سبق" تستطلع الآراء حول قرار وزير التعليم  "فتح الحضانات" لأبناء المعلمات
تم النشر في
- المعلمة جوهرة: إنشاء الحضانة يعد من القرارات الصائبة التي ستنفع المعلمة بدرجة كبيرة 
- المعلمة أمل السريحي: سعيدة بهذا القرار الذي انتظرته لسنوات طويلة
- نوف الغامدي: الحضانات الخاصة تستنزف الأسر وتزيد من الأسعار بشكل خيالي 
- رمضان: قرار حكيم يعالج واقعاً مؤلماً تعاني منه أغلب المعلمات  
 
 
ريم سليمان- سبق- جدة: استهدف قرار وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل فتح حضانات في الروضات،  ومدارس البنات الحكومية والأجنبية، زيادة إنتاجية المعلمات والشعور بالراحة والأمان  تجاه أبنائهن، وزيادة تركيز واهتمام المعلمة بالمناخ التربوي الصحيح.
وحسب مختصين فإن هذا القرار سوف ينعكس إيجابياً على الحالة التعليمية، التي من شأنها أن تتأثر بزيادة تركيز وإنتاجية المعلمات، كما رحب عدد من المعلمات بالقرار مؤكدات  أنهن انتظرنه طويلاً على اعتبار أنه يعد بارقة أمل للكثير من المعلمات اللاتي يتركن أبناءهن مع الخادمة أو في الحضانات الخاصة، حيث ازدادت المخاوف في الفترة الماضية من  ترك الأبناء مع الخادمات ووقوع الكثير من حوادث العنف الذي باتت كالكابوس يؤرق حياة أي أم.
 
"سبق" استطلعت آراء المعلمات الأمهات حول قرار وزير التعليم وخرجت بالحصيلة التالية: 
 
بشرى سارة
رأت المعلمة جوهرة أن قرار إنشاء الحضانة يعد من القرارات الصائبة التي ستنفع المعلمة بدرجة كبيرة، وقالت: ابنتي في الثانية من عمرها، وتعبت كثيراً حتى أجد الحضانة المناسبة لها، وكنت  يومياً قبل الذهاب إلى المدرسة  أتركها في الحضانة، ويظل قلقي عليها واتصل بها بين الحين والآخر حتى أطمئن عليها.
وأضافت: وجودها معي في المدرسة يخفف عني الكثير من القلق الذي أشعر به في غيابها عني.
وأكدت أن القرار يعد بشرى للمعلمات، ويبين مدى حرص المسؤول على الجانب النفسي للمعلمة، وتأثيره على عطائها وجهدها، معربة عن أمانيها في تطبيقه بأسرع وقت. 
 
هذا ما أكدته أيضا المعلمة أمل السريحي، والتي أعربت عن سعادتها بهذا القرار الذي انتظرته من سنوات طويلة، ورأت أنه سوف يحد كثيراً من المشكلات التي تواجه المعلمة، وقالت: ابني في الصف الأول الابتدائي، ومن أبرز المشاكل التي كنت أعاني منها من قبل هي أين أترك طفلي الصغير ومع من، موضحة أنها كانت تغير الحضانة في الشهر أكثر من مرة بسبب تعب ابنها المستمر وعدم وجود الرعاية الكافية.
 
وأبدت مخاوفها من عدم ملاءمة الكثير من المباني، حيث ستحتاج للكثير من الإمكانيات حتى تكون مؤهلة لذلك، وقالت: أتمنى أن تكون هناك متابعة مستمرة للحضانات حال فتحها والإشراف عليها، لضمان العمل بشكل صحيح.
 
وقالت لـ"سبق" الأستاذة نوف الغامدي: اختلفت  مع زوجي بعد  فترة من ولادتي، بسبب رغبتي في العودة إلى العمل، وكان السؤال الذي يقوله لي مع من سنترك الطفل وأيهما أولى أن تجلسي مع طفلك أم نتركه مع الخادمة، ويزيد القلق عندنا بسبب ترك الرضيع معها، وقالت: الحضانات الآن باتت تستنزف الأسر وتزيد الأسعار بشكل خيالي، أما وجوده معي في نفس المدرسة، فهو يزيد من إحساسي بالثقة والطمأنينة، ما يجعلني أكثر عطاءً وبذلاً.
وتابعت: أتمنى أن يتم تنفيذه قريباً حتى أستطيع أن أطمئن على رضيعي الذي أتركه يومًا مع العاملة ويوماً في الحضانة  لخوفي عليه، معربة عن شكرها  لهذا القرار الذي يؤكد حرص الوزير على نفسية المعلمة. 
 
خلل وخلافات
أما المعلمة صفية الانديجاني من مدرسة الابتدائية السادسة عشرة، فكانت ضد هذا القرار تماماً، وقالت: عطاء المعلمة لن يكون إلا تحصيل حاصل، بسبب وجود طفلها معها في نفس المكان وانشغالها به. كما أن الأنانية بين المعلمات ستنتشر بكثرة، وسوف نجد المعلمة تتأخر عن حضور الحصة بحجة أن طفلها مريض وكانت تشرح للأم البديلة جرعات الدواء، أو الذهاب لرؤية طفلها بين الحصص الدراسية اللاطمئنان عليه.
 
وتابعت: سنجد تضارباً في جدول الحصص بسبب التبادل بين المعلمات بسبب الرضاعة وخلافه، والتذمر من حصص الانتظار، ما سيزيد التأفف من المعلمة الغائبة والتذمر منها، هذا إن لم يحدث تطاول بالكلمات بين المعلمات بسبب أنها لم تتمكن من الاطمئنان على طفلها كما تريد وحسب صحته في ذلك اليوم.
 
وبسؤالها عن أسباب مخاوفها من وجود الحضانة، أجابت: سوف يحدث خلل في المناوبة اليومية خاصة بين المعلمات اللاتي ليس لديهن طفل في الحضانة، ما يسبب عدم التعاون بينهن في تنظيم الطالبات وهدوئهن وملاحظتهن .
 
مناخ تربوي
وتوجهت "سبق" إلى الخبير التربوي "نزار رمضان"، والذي أكد أن أهم أسس النهضة العلمية والحضارية  الشاملة إعداد المعلم، فلا مجال لتنشئة جيل بدون معلم أو معلمة مستقرة  نفسياً وعاطفياً، ويعد قرار الوزير بإنشاء حضانة بكل مدرسة  قراراً حكيماً يعالج واقعاً مؤلماً يعاني منه أغلب المعلمات، فوجود حضانة سيحل كثيراً من المشكلات التي كانت تقلق أي معلمة وأم، ومن أبرزها ترك الطفل مع الخادمة والذي بات كالكابوس عند كل أسرة، ولم يستبعد نزار أن يكون من إيجابيات القرار أن يقلص الاعتماد على الخادمة  في رعاية الأبناء أثناء عمل الأم.
 
ورأى أن قرار الدخيل يؤكد تفهمه لحاجة المعلمات وخوفهن على أبنائهن، وفيه تقدير لجهود المعلمة واحترام لها ومدى تضحيتها، كما أنه من جانب آخر يعد توفيراً مادياً للمعلمات اللاتي يلجأن إلى حضانات باهظة الثمن للحفاظ على أبنائهن.
وتساءل: كيف نطالب بوجود طالب مستقر ومتزن  والمعلم لا يتمتع بذلك؟ تلك إذاً قسمة ضيزى!، وختم حديثه قائلاً: ما أجمل أن تخدم قرارات الوزير عاطفة المعلمة، متوقعاً أن يعود بالنفع على الطالبات عند وجود بيئة نفسية مستقرة لدى المعلمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org