يوم الوطن.. ثمار عام من التنمية وجهود أمنية للتصدي لشَغَب الطائشين

"الداخلية" وجّهت بتجهيز المواقع ومعالجة السلبيات بطُرق تربوية
يوم الوطن.. ثمار عام من التنمية وجهود أمنية للتصدي لشَغَب الطائشين
عبدالله البارقي- سبق- الرياض: يُشرق غداً اليوم الوطني الـ 84 للمملكة العربية السعودية، وهو يحمل ثمار عام من التنمية التي غطّت كل أرجائه، وشملت كل مناحي الحياة فيه، وعالجت معظم قضاياه؛ بما يضمن رفاهية المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم.
 
وبملامح ناصعة، بدا مستقبل الوطن أكثر وضوحاً وهو يتشكل عبر العديد من القرارات والمشاريع التي تضمن لأجياله القادمة حياة مستقرة ورفاهية مستديمة؛ إلا أن البعض يُصِرّ على تجاوز الحدود اللائقة باليوم الوطني، ويعبّرون عن فرحتهم بأساليب وطرق خاطئة، بممارسة سلوكيات وتصرفات طائشة تعكر أجواء المناسبة، وتُلحق الضرر بالممتلكات العامة؛ بل تتعدى على خصوصيات الغير، مثلما حدث في الأعوام الماضية في عدد من مناطق المملكة.
 
سيناريو احتفالات العام الماضي بمناسبة اليوم الوطني، تصرفات شبابية طائشة وشاذة، قوامها التعدي على حريات الآخرين، وإيذاؤهم، ومعاكسة النساء، والتعدي على المرافق العامة، وهو ما يتناقض تماماً مع ما يجب إبرازه في يوم الوطن من الفرح والسرور دون مبالغة وتعدٍّ على حريات الآخرين وإيذائهم، وإظهار الحب للوطن وقادته بالالتزام بالنظام والتعليمات.
 
هذه المخالفات التي تتكرر في اليوم الوطني في كل عام، تعكس ضعف ثقافة الاحتفال باليوم الوطني لدى بعض الشباب والنشء، والمفهوم الخاطئ لفهم معنى الفرح وحب الوطن الذي يجب أن يكون الفعل هو الفيصل الحقيقي في تحديده.
 
الداخلية توجّه بالمعالجة
ووفقاً لمصادر؛ فإن وزارة الداخلية وجّهت بضرورة ملاءمة الاحتفاء بالأسس التي قامت عليها البلاد من الالتزام بالكتاب والسنة، وكذلك الالتزام بالإطار التنظيمي العام، والإعداد المبكر للمناسبة بمستوى متميز، وأيضاً التركيز على التهيئة المبكرة لفئات الشباب وتوعيتهم بالأساليب التربوية والتعليمية للممارسات السليمة أثناء الاحتفاء بهذه المناسبة، والمعالجة التربوية للممارسات الخاطئة التي تصدر منهم في هذا السياق، والابتكار والتجديد وتنوع البرامج، إضافة إلى مراعاة الاختيار والتجديد والتنوع في البرامج المقدمة.
 
وأفادت المصادر أن التوجيهات اقتضت أن تكون إقامة الفعاليات والأنشطة في المواقع المرتبطة بتاريخ المملكة؛ مثل قصور ومباني الدولة في عهد الملك عبدالعزيز، والمواقع الأثرية والتاريخية والمتاحف، ومشاركة المقيمين في المملكة من الدول المختلفة؛ لتعزيز الترابط مع الشعوب، وتنفيذ برنامج وطني شامل للتطوع يمكن للشباب المشاركة به في تنظيم الاحتفاء بـ"اليوم الوطني".
 
أحداث العام الماضي
وكانت الجهات الأمنية قد تمكّنت من القبض على ما يزيد على 100 شاب و"حدَث"، متهمين بممارسة أعمال شغب وتكسير وسرقة ونهب الممتلكات العامة والمحال التجارية، من أصل مئات منهم انتشروا بشكل مجموعات كبيرة جداً في منطقة وسط كورنيش الخُبر، ومقابل مجمع "التميمي" التجاري، ومجمع "المطاعم" في الواجهة البحرية بالخُبر؛ حيث تمكّن عدد كبير منهم من الهروب من موقع الجريمة، عن طريق الدخول في الأحياء الخلفية المجاورة لكورنيش الخُبر.
 
وشهد أكثر من 13 متجراً ومطعماً ومقهى -تعود ملكية معظمها إلى شركات عالمية- عمليات تكسير وسرقة محتوياتها ومبالغ نقدية موجودة في خزائنها بشكل عشوائي؛ كلها موجودة على امتداد الكورنيش والواجهة البحرية بالخبر.
 
وتواجدت الدوريات الأمنية، ومرور المنطقة الشرقية، وقوات الطوارئ "مكافحة الشغب"، وحرس الحدود في منطقة الكورنيش؛ حيث تمت محاصرتها وإغلاق الطرق المؤدية إلى الكورنيش، وتنظيم حركة السير؛ إلا أن تهور كثير من الشباب والعائلات الذين يخرجون أبناءهم عبر نوافذ المركبات تسبب في ربكة مرورية في منطقة الكورنيش.
 
جهود وخطط أمنية
ففي المنطقة الشرقية عَقَد مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني، لقاء بعدد من القيادات التابعة للأمن العام بالمنطقة، وحث الجميع على تضافر الجهود؛ من أجل تنفيذ الخطط الميدانية المُعَدّة لفعاليات اليوم الوطني لهذا العام على أكمل وجه، والتي تشمل كل مدن ومحافظات المنطقة. وأكد مدير الشرطة على ضرورة دعم المهام الميدانية الأمنية للاحتفالات المصاحبة لهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، بالإمكانات البشرية والآلية لدوريات الأمن والمرور ودوريات الشرط وقوة أمن الطرق؛ بما في ذلك قوة المهام والواجبات الخاصة.
 
وتناولت الخطط الميدانية أهمية تواصل العاملين بالميدان من الجهات الأمنية التابعة للأمن العام بالمنطقة مع القيادات الإشرافية وغرف العمليات الرئيسة بالمدن والمحافظات؛ لتحديد مواقع الاختناقات المرورية والطرق البديلة والاستفادة من التقنيات المتاحة لرصد الحركة والكثافة المرورية وضرورة التحرك سريعاً، مع ما يتم رصده من ملاحظات، والمحافظة على انسيابية الحركة المرورية على مدار اليوم مع توجيه الحركة فوراً، إذا ما تطلب الأمر ذلك لضمان تسيير الطرق بشكل انسيابي.
 
وستشمل التغطية الأمنية: كل المواقع ذات الأهمية، والواجهات البحرية، والأماكن السياحية، والمجمعات التجارية، والحدائق، وأماكن التنزه، والميادين العامة؛ علاوة على التغطيات الأمنية المعتادة؛ وذلك لتنظيم حركة السير، وحفظ الأمن، وضبط المخالفات والتجاوزات إن وجدت في حينه.
 
ودعت شرطة المنطقة الشرقية، الجميع للالتزام بالحدود المسموح بها في التعبير عن الفرحة بهذا اليوم الغالي، وإبراز مظاهر الفرح بما يليق مع هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، والتأكيد على احترام خصوصيات الآخرين من الحضور من العائلات، وعدم مضايقتهم؛ ليسعد الجميع باحتفالية ملائمة لمستوى الحدث الوطني.
 
وفي الباحة، طالَبَ مدير شرطة منطقة الباحة اللواء مسفر سفير الخثعمي، باتخاذ الاحترازات الأمنية والمرورية كافة، التي تضمن عدم حدوث أي تجاوز أو ما يُخِلّ بالأمن؛ مهيباً بالجهات المعنية مضاعفة الجهود، وتسخير جميع الإمكانات البشرية والآلية المتاحة لتحقيق المصلحة العامة والارتقاء بمستوى العمل الأمني.
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org