التشكيك في إعلامنا.. تأييد لـ"داعش"!

التشكيك في إعلامنا.. تأييد لـ"داعش"!
ظهر بيننا هذه الأيام مشككون فيما ينشره الإعلام من نقل للأحداث التي يكون طرفها إرهابيي داعش، مدعين أن تلك الصور والمشاهد التي تُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة إنما هي من صنع الإعلام نفسه، وأنها لا تمت للواقع أو للحقيقة بصلة، وأن "الداعشيين" يحملون رسالة الحب والسلام، فهم يقابلون الكبار بالأحضان، والأطفال بالقبلات على الجبين، والنساء بالورود، وأصبحوا يمثلون الدعوة إلى الله خير تمثيل، وطبقوا قول الله تعالى {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}، وما يُنشر عنهم ما هو إلا تشويه لصورتهم الحقيقية.
 
إننا أمام تأييد لأولئك التكفيريين بطريقة غير مباشرة، وذلك باتهام البعض المبطن للإعلام بتزييف الحقائق، وإظهار تنظيم داعش وكأنهم مظلومون، وأنهم جهاديون، منهجهم غير تكفيري. ويأبى الله إلا أن يُظهر الحق على لسان قادة "داعش" وإعلامها، فقد كفّروا العلماء وعلماء الدين، واتهموا البعض منهم بأنهم مرتدون؛ فهم السبب وراء القبض على بعض عناصر التنظيم بالسعودية، كما أطلقوا هشتاقات على (تويتر)، تتهم العلماء وطلبة العلم في السعودية بالوشاية بعملائهم في (تمير)، والإيقاع بعدد كبير من العناصر المؤيدة للتنظيم.
 
وفي ظل التأزم السياسي الذي يحيط بنا من كل جانب، فإننا بحاجة إلى محاصرة المتربصين بنا، وكشفهم على حقيقتهم، وإعادتهم إلى الطريق الصحيح، سواء كان ذلك من الشباب المغرر بهم، أو من الذين يوجهونهم إلى مسالك الشر. ولبلادنا حق علينا في الدفاع عنها جماعات وأفراداً بكل الوسائل. وتقع على الأسر أهمية كبيرة في متابعة الأبناء، ومعرفة مع من يمشون، ومن هم أصدقاؤهم.. ومن شك في سلوكهم فعليه الإبلاغ عنهم للجهات الأمنية لانتشالهم من الطريق المظلم الذي يسلكونه إلى طريق الحق والهدى، قبل أن نندم على تقصيرنا حين لا ينفع الندم، ولنأخذ عظة وعبرة من التجارب التي وقع فيها غيرنا؛ لتكون منجاة لنا مما وقعوا فيه.. ولا ندع لهواة التخريب خرق السفينة حتى لا نغرق جميعاً. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org