بعد قرار تمديد التأشيرات.. يمنيون: نشعر أننا في بلدنا الأول

توقعوا صدوره وأثنوا على المعاملة الحسنة من الجميع
بعد قرار تمديد التأشيرات.. يمنيون: نشعر أننا في بلدنا الأول
عيسى الحربي- سبق- الرياض: استقبلت الجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية، قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتمديد تأشيرة الزيارة العائلية لأفراد الجالية الموجودين على أراضي المملكة، بالكثير من الترحاب والتقدير لولاة الأمر، مؤكدين أن هذا القرار ليس بمستغرب على القيادة السعودية، التي اتخذت قرارات مماثلة مع أفراد الجاليتين الفلسطينية والسورية، مراعاة لظروفهم وما يعانونه بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والحرب الأهلية في سوريا.
 
وكان الملك ـ حفظه الله ـ قد وجه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق قبل تاريخ 20/ 6/ 1436هـ، وذلك بمنحهم تأشيرات زيارة لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد بعد حصولهم على وثائق سفر من حكومة بلادهم الشرعية، والسماح لهم بالعمل وفق ما لدى الجهات المختصّة من ضوابط.
 
والقرار جاء نظراً للظروف الأمنية في اليمن، وما تواجهه البلاد من بطش عصابات الحوثي ضد الشعب اليمني، مشيرة إلى أن إجراءات التمديد للأشقاء اليمنيين، ومن المتوقع أن العمل به ستتم بنفس الآلية التي تمت بها معاملة الأشقاء السوريين والفلسطينيين.
 
وتوافد مئات اليمنيين خلال الأيام الماضية على الجهات الحكومية، لتمديد تأشيرات الزيارة لذويهم، مؤكدين أنهم وجدوا معاملة نبيلة وإنسانية من الموظفين السعوديين، الذين حرصوا على رفع معنويات اليمنيين، بالتأكيد لهم على أن معاناة بلادهم ستنتهي في وقت قريب، وأن "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، قادرة على إعادة الشرعية التي سلبتها ميلشيات الحوثي.
 
وكانت المديرية العامة للجوازات في السعودية أعلنت في وقت سابق أنه يحق للسوريين تجديد تأشيرات الزيارة سواء شهر أو ثلاثة أشهر حسب المدة القادم بها الزائر. في وقت نفت فيه الجوازات الشائعات التي أثيرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تحويل التأشيرة إلى إقامة، مشيرة إلى عدم صدور توجيهات رسمية بذلك المضمون.
 
ليست وليدة اليوم
ويتفق أفراد الجالية اليمنية في المملكة، على أن القرار يؤكد ويعزز حسن المعاملة التي يتلقاها أفراد الجالية من الحكومة السعودية، مشيرين إلى أن المعاملة الحسنة لليمنيين ليست وليدة اليوم أو بسبب الظروف الأمنية الحالية التي تعيشها بلادهم في الوقت الحالي، وإنما هي معاملة قديمة، تعتمد على ثوابت راسخة، أهمها أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين السعودي واليمني منذ عقود مضت، بحكم الإسلام والعروبة والجوار والمصير المشترك.
 
توافد المئات
وتوجه عبدالله هادي "مقيم يمني" إلى مكتب وزارة الخارجية في الرياض لتمديد تأشيرة زوجته وأبنائه وأمه الذين قدموا لزيارته قبل تسعة أشهر، وقال: "استنفدت مرات التجديد لأسرتي، مما ترتب عليّ حتمية تسفير الأسرة إلى اليمن، ولكن انطلاق عاصفة الحزم أربكت حساباتي، وعطلت رحلة العودة إلى اليمن، وحاولت عبثاً أن أجدد التأشيرات لأفراد أسرتي، ولكن النظام لا يسمح، في الوقت نفسه، كان لدي إحساس بأن قراراً خاصا بتمديد التأشيرات لأفراد الجالية اليمنية سيصدر قريباً، وبالفعل، صدقت توقعاتي، وأعلنت الحكومة السعودية مساندتها للشعب اليمني، أسوة بوقفتها ومساعداتها السابقة مع أفراد الجاليتين الفلسطينية والسورية، بتمديد التأشيرات لهم حتى إشعار آخر".
 
وتابع هادي: "في مكتب وزارة الداخلية، وجدت معاملة حسنة من الموظفين السعوديين، الذين حرصوا على رفع معنويات المراجعين اليمنيين بكلمات وعبارات مطمئنة ومبشرة، بأن اليمن السعيد سيعود إلى سابق عهده، وتعود إليه الشرعية المفقودة، وهدوءه المعتاد، وهذا الأمر أثلج صدورنا ومنحنا شعوراً بأننا نعيش في بلدنا الأول وليس الثاني".
رسالة تطمين
ويرى شاكر باعباد "يمني مقيم في الرياض" أن قرار تمديد تأشيرة الزيارة العائلية لأفراد الجالية الموجودين على أراضي المملكة، يحمل رسالة تطمين لأفراد الجالية اليمنية في المملكة، بأنهم محل رعاية واهتمام القيادة السعودية، حتى تنتهي مشكلة بلادهم على خير، وتعود الشرعية التي سلبها الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي صالح". ويقول: "من الصعب أن أصف فرحتنا نحن اليمنيين بهذا القرار، الذي جعلنا نطمئن أن لنا سنداً قوياً في المملكة، يقف بجانبنا حتى تنتهي المشكلة السياسية التي تعيشها البلاد منذ فترة".
 
وأضاف: "القرار ساهم في حل الكثير من الإشكاليات أمام أفراد الجالية اليمنية، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق تجديد تأشيرات الزيارة العائلية المنتهية، خاصة أن بعض هذه التأشيرات لا يجوز تمديدها، بعد استنفادها عدد مرات التجديد، الأمر الذي يحتم على أصحاب هذه التأشيرات مغادرة المملكة إلى اليمين، وفي هذا خطورة كبيرة على حياتهم".
 
معاملة حسنة
ويشعر المواطن اليمني محمد العجيلي بتفاؤل كبير بأن بلاده ستتنفس الصعداء قريباً، وتشتم رائحة الحرية والنصر، بالتزامن مع كل طلعة من طلعات عاصفة الحزم. وقال: "مع إصدار قرار تمديد تأشيرة الزيارة العائلية لأفراد الجالية اليمنية، توافد مئات اليمنيين على مكاتب وزارة الخارجية لتمديد تأشيرات ذويهم، تغمرهم السعادة والفرحة بالإبقاء على ذويهم بجانبهم، وعدم مغادرة المملكة حتى إشعار آخر".
 
وأضاف: "كنت أحد المستفيدين من القرار، حيث توجهت لتجديد زيارة زوجتي، وجدت معاملة نبيلة وكريمة من الموظفين السعوديين، الذين كانوا يجتهدون لإنهاء معاملات جميع اليمنيين بكل لطف وخلق عال، وإرشاد البعض منهم بما يجب اتباعه لاستكمال تجديد التأشيرات".
 
نبل وإنسانية
وامتدح صالح النهدي "مقيم يمني في الرياض" القرار وتوقيته، مشيراً إلى أنه كان متوقعاً من الحكومة السعودية، تجاه أشقائهم اليمنيين، وقال: "قرار تمديد تأشيرة الزيارة العائلية لأفراد الجالية الموجودين على أراضي المملكة يؤكد مجموعة ثوابت وأسس، لمن يهمه الأمر.
 
وقال: "المملكة عرف عنها مواقفها القوية والراسخة والداعمة للشعوب العربية والإسلامية في جميع المواقف والظروف، وقد رأينا هذه المواقف تتجسد مع الشعب الفلسطيني ثم اللبناني ثم السوري وغيرها، واليوم تقف حكومة المملكة مع الشعب اليمني، وتعامله بكل نبل وإنسانية، مراعاة للظروف التي تعيشها البلاد، بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية، واحتلال مناطق اليمن عنوة"، مضيفاً أن "قرار تمديد التأشيرات، يدعم الجالية اليمنية ويدعم الاقتصاد اليمني المتهالك بفعل الحرب، كما أنه ينفي كل الشائعات التي رددها البعض بأن اليمنيين يلقون معاملة سيئة في المملكة، وهي شائعات مردود عليها، ومطلقوها لهم علاقة بالحوثيين".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org