أمنيات الحجاج تسبقهم إلى منى و "الأمن والاستقرار" حاضران بقوة

حاج فلسطيني: أرجو الله أن يحفظ السعودية ويحميها ويجزيها خير الجزاء
أمنيات الحجاج تسبقهم إلى منى و "الأمن والاستقرار" حاضران بقوة
وليد الحارثي– سبق– المشاعر المقدسة: "أرجو الله تعالى أن يعيد الأمن والأمان للعالم كله" بهذه الجملة البسيطة في مبناها، العميقة في معناها عبّر الحاج (محمد خالد) من فلسطين عن أمنيته التي يرجو أن تتحقق في حج هذا العام. وأفاد بأنه سيطلبها من الله.
 
وأردف يقول، بينما تجلس زوجته على مقربة منه: "أرجو الله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية، وأن يحميها، وأن يجزيها خير الجزاء على ما تقدمه من خدمات جليلة للحجاج".
 
استطعنا أن نجلس مع الحاج محمد خالد، ونحن نتأمل في وجوه حجاج بيت الله الحرام، وهي تدلف إلى مشعر منى صبيحة يوم التروية. وجدنا فيها قصصاً لا تنتهي، وحكايات لم تكتب بعد. تعلو تلك الوجوه المتشحة بالبياض أمنيات كبيرة، ومطالب صغيرة، وتطلعات وآمال بعرض العالم الإسلام وطوله، وهم يتجهون بها لرب الأرض والسماوات. ويتقدم تلك الأمنيات وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للحجاج، عندما قال: "مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفث ولم يَفسقْ، رجَع كيوم ولدَته أمّه".
 
"سبق" تفحّصت عينة من تلك الوجوه، واقتحمت الطريق المخصصة لمشاة الحجاج بين مشعر منى وبين المسجد الحرام، واستظهرت أمنياتهم التي في صدورهم. وكان من حسن الطالع أن تكون هذه هي الحجة الأولى لأولئك الحجاج.
 
(جمال مصطفى) من القاهرة رفع كفيه إلى السماء، وقال: "أريد الله أن يتقبل مني نسكي، وأن تنتهي هذه الرحلة المباركة بخير وسلامة".
 
وأضاف، وهو يتفقد عائلته الكبيرة التي ترافقه: "كل ما أرجوه من ربي أن يرضى عني، وأن يلبسني تاج الصحة، وأن يسعدني في هذه الحياة الدنيا التي ملأتها الأحزان من كل جهة".
 
لكن (خالد الغامدي) من الرياض يبحث عن "الهدف الأسمى"، وهو: أن يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. ويقول: "الإنسان لديه أمنيات كثيرة، على صعيد الدين والدنيا، وأنا أبتغي من الله مغفرة الذنب، والعتق من النار".
 
أما الصديقان: (المادي، والتهامي) من المغرب فيتشاركان ذات المطالب، ويأملان أن تتحقق لهما أشياء كثيرة عبرا عنها بكلمات مختصرة: "المغفرة، والصحة، وإنجاب الأبناء". لكن همّ المسلمين أجمع كان يطغى على رغباتهما الشخصية، إذ كانت أمنيتهما الأكبر هي: "اجتماع كلمة المسلمين". ومضيا وهما يلهجان بالدعاء إلى الله تعالى أن يوحد كلمة المسلمين.
 
بينما لم يتمكن ابن الجزائر (شياخ سعود) من التعبير عن كل ما في داخله من مشاعر وأمنيات. لقد كان منشغلاً بدفع عربة والدته التي تحجّ هي الأخرى لأول مرة، وقد بلغ بها الكبير شيئاً كثيراً. قال كلمة واحدة ومضى في طريقه: "يوفقنا الله خير ويغفر لنا".
 
وتتوقف الأمنيات عند (أبا ذر الماحي) من السودان. فإلى جانب الأمنيات التي يبتغيها الحجاج الآخرون كان همّ الماحي أن يهديه الله للطاعة، ويربط على قبله، وأن يبعده عن الشّر والأشرار الذي انتشروا في الأرض. كما أنه يأمل من ربه أن يصلح له أوضاعه المادية، ويحقق له السعادة في حياته كلها.
 
وهنا تعلّق بدورها، أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود، الدكتورة عزيزة النعيم، وتقول: "إن الأمنيات والتطلعات التي عبر بها الحجاج، تأتي حسب ثقافة الشخص، وحسب المعرفة التي تلقاها، وحسب البيئة التي عاش فيها".
 
ولفتت إلى نقطة جوهرية في هذا الموضوع تفيد بأنه "من الطبيعي أن يفكر الإنسان بنفسه، وبأمنياته الشخصية، لكن الحجاج الذين أبرزوا أمنيات كبيرة وجمعية، فإن ذلك يدل على إدراكهم الواسع لما يحيط بهم، ومتابعتهم للأحداث المحلية والعالمية مثل الذي أمّل أن يعود الأمن والأمان للعالم كله". مؤكدة على أن الأحداث التي تمر من حولنا هي أحداثٌ مؤلمة حقاً، وتأمل أن يسود الاستقرار العالم من حولنا.
 
واختتمت تعليقها بقولها: "هناك أناس فعلاً يعانون من مشكلات واضطرابات، وهناك آخرون يشعرون بأنهم يعانون، ويظنون أنّ المال هو الذي يحقق لهم السعادة لذلك رغبوا أن يعطيهم الله المال، على الرغم من أنه قد يضرهم، ويذهب عنهم السعادة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org