شاهد.."هكذا أنقذني الله"..!

مدرسة غرناطة وحي البيازين.. مآثر على طريق العودة من غرناطة الأندلسية
شاهد.."هكذا أنقذني الله"..!
بعثة سبق – غرناطة: في طريقنا للخروج من قرطبة اقترح علينا مرشدنا السياحي مقابلة أحد المسلمين الإسبان، وبالفعل قابلنا الشيخ زكريا القرطبي، كان رجلاً بهي الوجه، لم تخف لكنته - وعدم انطلاقه الكامل باللغة العربية - السماحة والوقار على محياه.
 
 الشيخ زكريا هو إمام مسجد صغير يقع في حي البائسين أو حي البيازين في غرناطة، يصف الوضع بقوله: "الحمد لله كل شيء في وضع طيب، الجميع متعاون، نقوم في مسجدنا بتعليم الدين الإسلامي وتلاوة القرآن وكذلك تعليم اللغة العربية للبعض، ويوم الجمعة تكون الخطبة باللغتين العربية و الإسبانية - الشرح باللغتين العربية والإسبانية."
 
 وعن أجواء رمضان لديهم يقول: "في رمضان هناك تكثيف للدروس التي تتحدث عن أهمية هذا الشهر الكريم وفضل الصيام وما يجب على المسلم للحصول على بركات هذا الشهر".
 
 وعن أي عقبات يقول: " الحمدلله لا مشاكل لدينا، مثلاً لدينا هنا مقابر خاصة، وهناك حالات إسلام جديدة طوال أيام السنة، بل ويزورنا أساتذة وطلاب من جامعة غرناطة، كما تقوم بعض القنوات التلفزيونية بعمل بعض التقارير".
 
- هكذا أسلمت:
 الشيخ زكريا الذي درس التخصص التربوي واللغة لمدة ثلاث سنوات أو أكثر في مكة المكرمة، يتحدث عن قصة إسلامه بقوله: " أمضيت نصف عمري في الجهل والضلال وكانت بداية إسلامي عندما ذهبت لتعليم اللغة الإسبانية في مدرسة في الصحراء الغربية. كنت نائماً عندما تسلل إلى سمعي آيات من القرآن الكريم من أحد المعلمين.. كان عذباً ولا أستطيع وصف شعور إحساسي به، كان نقطة تحول أنقذني الله بها من الجهل وأخرجني من الظلمات إلى النور، أبهرني تعامل آباء الطلاب المسلمين، والله لم أشعر براحة حقيقية إلا بعدما أسلمت وكنت أشعر بأنني في قلق دائم".
 
 مضيفاً: "ولدت في قرطبة وأعيش هنا في غرناطة، أكبر شرف لي أنني تعلمت اللغة العربية لأقرأ القرآن الكريم، أقوم بإلقاء محاضرات وأقوم أيضاً بالترجمة أيضاً للكتب الدينية الأساسية مثل (رياض الصالحين) و (تفسير القرطبي) وأعمل حالياً على كتاب (التذكرة)، أولادي وأسرتي كلهم مسلمون والحمدلله".
 
 تركنا العم زكريا متوغلين في حي البيازين، الأزقة والباعة والمحلات على الجانبين، قبل أن نصل إلى مدرسة غرناطة التي تتحدث عنها الصور بشكل أكثر عمقاً.
 
- مدرسة غرناطة وحي البيازين (البائسين):
 مدرسة غرناطة هي تسمى أيضاً المدرسة النصرية بغرناطة وتسمى أيضاً المدرسة اليوسفية واعتبرت في فترة ما أول جامعة في الأندلس وفي أوروبا.
 
 المدرسة أنشئت على يد الحاجب رضوان عام 750 هـ 1349 م بناء على أمر السلطان أبي الحجاج يوسف الأول بن نصر، المدرسة تقع في زقاق صغير ولم يتبق منها الكثير إلا أن النقوشات الأندلسية العربية واضحة وصامدة.
 
 نواصل السير خروجاً من غرناطة لتعيد طرقات وأزقة حي البيازين الذاكرة لطرقات وأزقة غرناطة وأزقة طليطلة وغيرها، هذا الحي ستسير فيه حتماً في اتجاهك لقصور الحمراء.
 
 هذا الحي يعد أكبر أحياء غرناطة و أكثر أحيائها احتفاظاً بطابعه الأندلسي، و يقع حي البيازين في الشمال الشرقي لغرناطة تجاه قصر الحمراء و يفصله عن القصر نهر حدرُة طرقه ضيقة و مازالت الكثير من منازله محتفظة بطرازها الأندلسي. 
 
 يعتبره المؤرخون والمتخصصون من معالم غرناطة الأندلسية، وفي عهد بني الأحمر حدث تطوير كبير للحيّ الذي يتميز بشوارعه الضيقة والمرتبة على شكل شبكة تمتد من أعلى المدينة إلى أسفلها عند النهر. وفي عام 1994 أدرجت اليونسكو هذا الحي ضمن مواقع التراث العالمي.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org