سجون الأجهزة الذكية

سجون الأجهزة الذكية
أصبحت مرحلة الأجهزة أشبه بالسجن أو المعتقل، بل يمكن أن تكون أشد ضراوة من ذلك؛ فهي تغلغلت في الصغير والكبير، والغني والفقير.. فأصبح الإنسان أسير هذه الأجهزة، ولا نعلم ما هي تبعات ذلك؛ لأننا نعتبر الجيل الأول المستخدم لهذه التقنية، وربما في المستقبل يكون هذا الجيل دلالة على إيجابيات أو سلبيات هذه الأجهزة.
 
لن أكون متشائماً كثيراً من هذه الأجهزة؛ فربما هذه الأجهزة قللت من معدلات الجريمة، وأصبحت وسيلة توعوية ودعوية سهلة، وكذلك أصبحت ملتقى عائلياً سهلاً، مع سهولة وصول المعلومة وترتيب بعض الأمور الروتينية الحياتية، سواء على صعيد العلاقات أو الأخبار أو الأعمال..
في المقابل، نجد أن هناك ارتفاعاً في معدلات حوادث السيارات، وتكوين جيل مختلف اجتماعياً، وربما ارتفاع بعض أمراض التوحد والانعزال، وعدم القدرة على الانخراط في المجتمعات بسهولة.. وأصبحت مصدراً للمعلومات الكاذبة والوهمية والمغلوطة.
 
هذه الأجهزة كوَّنت - وسوف تكوِّن - جيلاً مختلفاً.. وهذه هي الحياة؛ فكل جيل يختلف عن الآخر بالظروف الحياتية المحيطة لكل جيل.
المؤكد أننا فعلاً أصبحنا أسرى ومدمنين لهذه الأجهزة؛ فهي تقودنا في حياتنا اليومية بمختلف مراحلها الاجتماعية والترفيهية، وربما العملية.
 
يجب أخذ هذا الأمر بجدية تامة، وحذر شديد، خاصة في نشأة الأطفال، ومدى فائدة المحتوى، وألا نكون فئران وحقول تجارب لهذه التقنية.
 
أخيراً، لا نستطيع الجزم بمدى خطورتها أو بمدى نفعها، والأكيد أننا في المستقبل بعد الدراسات سوف نعرف هل كانت لها عوامل إيجابية أم سلبية في سلوكياتنا الحياتية. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org