أيها المسؤول.. اكسر غرورك

أيها المسؤول.. اكسر غرورك
لا شك أن ملك الحزم والعزم والعمل سلمان أنجز في 100 يوم ما لم يتم إنجاز مثله في شهور..
ومن ذلك كسر غرور وكبرياء أصحاب المناصب الذين يعلو المنصب على أخلاقهم وخبرتهم وإمكانياتهم.. فمن البشر من يكون أكبر من المنصب علماً وقدراً. أما الذي يكون المنصب أكبر منه فإنه سيتقمص التعالي والغطرسة ظناً منه أنه ملك زمام الأمر وبيده رحمة الناس وعذابهم!! 
فمن إعفاء وزير الصحة السابق بعد مقطع مشادة مع مواطن، وفي الحديث عن معاوية - رضي الله عنه - يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما نهرني ولا كهرني.."، ومروراً بإعفاء رئيس المراسم الملكية محمد الطبيشي الذي ظهر في فيديو يصفع صحفياً!! وفي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلَّا أن يجاهد في سبيل الله...". أين هؤلاء من السنة النبوية؟ 
 
واستمراراً لبقية الإعفاءات التي يكون سببها الإخفاق في تقديم عمل مع صلاحيات مسؤول عالٍ، يكرمه المنصب بوصف: معالي..
 
لذا عندما تسنّ تلك الأخلاق المؤدِّبة في الوظيفة الحكومية من أعلى الرتب فإن العبرة بالدرس تنزل لأدنى موظف..
 
 تأتي إلى مسؤول في مكتبه فإذا هو مغلق لا تدخل عليه إلا بعد أيام أو ساعات انتظار، ولا تلبث أن ينهي الحديث معك في دقائق..
 
 وتقابل آخر في غير مكتبه فإذا هو مشنّف أنفه، لا يقف ولا يسمع لك..
 
 وتسلِّم على ثالث فلا ترى إلا التجهم في وجهه، كأنك تأخذ من ماله أو دمه!!
 
 لماذا تكبُّر المسؤول؟
 المنصب امتحان من الله، وتكليف من ولي الأمر، وليس تشريفاً، بل الشرف أن تخدم مواطنيك.. فأصبح هاجس كل مسؤول اليوم أنه ينام ولا يدري هل يذهب إلى عمله أم نالته عقوبة الإعفاء..
 
 رسالتي لكل مسؤول:
أخلص في عملك؛ فغداً ترحل، ولن يذكرك الآخرون إلا بإتقانك وتواضعك وحبك لخدمة غيرك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org