مقاومة التغيير

مقاومة التغيير
إن من أكبر المشكلات التي تواجه المديرين والمنظمات العامة والخاصة بشكل عام، هي مقاومة التغيير، عندما تقوم الإدارة بإجراء تغييرات معينة على آلية أو طريقة إجراءات العمل فإنه عند هذه الحالة تحدث مقاومة للتغيير وردود فعل متباينة من قِبَل الموظفين تجاه هذا التغيير.
 
ومقاومة التغيير ليست بالضرورة أن تكون سلبية؛ وإنما في بعض الأحيان تكون مفيدة وتدفع إلى نضوج فكرة التغيير، وبالذات عندما تدفع صاحب فكرة التغيير للتفكير والمراجعة ملياً بخطوات وأفكار التغيير؛ خاصة إذا كان صاحب الفكرة من العقول النيرة التي تستفيد من ردود الأفعال الإيجابية التي تخدم الصالح العام وليس ممن يتمسك بآرائه لمجرد أن يفرض رأيه.
 
وعندما لا يفهم الموظفون والعاملون الغرض من التغيير أو لا يقتنعون بجدواه؛ فإنهم سوف يقاومونه، أو -على أقل تقدير- لا يتحمسون لتنفيذه بالشكل المطلوب، وهذه المقاومة قد تكون صريحة مثل الاحتجاج على التغيير، أو ترك العمل، وقد تكون المقاومة ضمنية مثل التباطؤ في تنفيذ التغيير، أو الغياب المتكرر، واختلاق مشكلات العمل والتمارض.
 
وأسباب مقاومة التغيير عديدة، وقد تختلف من منظمة إلى أخرى، وقد يكون للإدارة التي تريد التغيير دور في دفع الموظفين إلى مقاومة التغيير لأسباب عديدة؛ منها عندما لا يتم إعطاء فكرة كاملة من قِبَل الإدارة للموظفين العاملين عن طبيعة التغيير وأهدافه، ونقص الثقة في من ينادون بالتغيير، وقد تكون سبباً في رفضه؛ خاصة إذا كان من ينادون بالتغيير من الأشخاص مشبوهي الأهداف والنوايا، واعتقاد من يشملهم التغيير بأنهم لا يمكن أن يتكيفوا مع الأوضاع الجديدة بعد التغيير، وأنهم لا يمكن أن يكتسبوا المهارات اللازمة بعد التغيير.
 
وحتى يمكن تفادي مقاومة التغيير، أو على الأقل التقليل منه؛ فإن هناك خطوات عديدة؛ لعل أبرزها: أن يتم إشراك الموظفين الذين يشملهم التغيير في عملية الإعداد والتخطيط للتغيير، وإمدادهم بالمعلومات اللازمة عن التغيير، والإجابة عن كل تساؤلاتهم، وتوفير حوافز مادية ومعنوية لدفع الموظفين للقبول بالتغيير الإيجابي، وأن هذا التغيير يتم لصالحهم وصالح المنظمة أيضاً، والاستماع لكافة الاقتراحات حول جوانب التغيير.
 
وعلينا أن نعي أن مقاومة التغيير حالة طبيعية؛ لأن الإنسان عدو ما يجهله كما يقال؛ خاصة الموظفين القدامى الذين اعتادوا على نمط تقليدي معين.. ويراعى أن يتم التغيير بشكل تدريجي ومنطقي وواضح الخطوات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org