عذراً خادم الحرمين.. كنت متشائماً

عذراً خادم الحرمين.. كنت متشائماً
عذراً يا خادم الحرمين الشريفين؛ كنت متشائماً قبل انطلاق عاصفة الحزم، وغيري الكثير كنا متشائمين من التمدد الإيراني الفارسي الذي كاد يهيمن كالأخطبوط على المنطقة دون أن يجد له رادعاً. كان الوضع قبل عاصفة الحزم ضبابياً، لا تعلم ما سيحدث في المستقبل، ولا أين سيصل هذا التمدد، وما هي تبعاته على المنطقة. الكآبة والظلام يلفان النفوس، وليس هناك بصيص أمل لتغيير قريب. وفجأة يحدث الانقلاب، وتتغير الموازين، ويشع النور من جديد من خلال عاصفة الحزم التي أعادت للأمة هيبتها وللمملكة مكانتها بوصفها قائدة للعالم الإسلامي، الذي يبحث عن الاعتدال والإنصاف في جميع أموره.
 
"عاصفة الحزم".. اسم اقترن بسلمان بن عبدالعزيز، وكلاهما لن ينساه التاريخ، وسيسطره بأحرف من ذهب؛ فهما من وضعا حدًّا للتمدد والأطماع الفارسية في المنطقة بضربة موجعة وقرار تاريخي، لا يحتمل الانتظار والتأجيل، وليس من عادة العظماء والقادة الأفذاذ التردد في الأمور المصيرية التي تتعلق بمكانتها وبقائها. 
وها هي أبواقهم تنطلق على غير هدى من حر آلامهم، تريد النيل من مكانة السعودية وسمعتها، والتقليل من تأثير العاصفة التي عصفت بهم، وستقتلعهم - بإذن الله - إلى غير رجعة، وكأني بلسان حالنا يقول:
 
  إذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل
 
لقد استبشر الجميع بانطلاق العاصفة من مشارق الأرض ومغاربها، وأيدها العالم، بدءاً من الأشقاء في دول الخليج، وانتهاء بجميع الدول المحبة للسلام؛ ما يؤكد شرعيتها ووقوفها مع صاحب الحق، ومبادئها التي تؤكدها منذ انطلاقها، وهي العودة للشرعية والحوار، كما تحدثت عنها الصحف وباركها الجميع مهللين ومرحبين.
لقد أعادت العاصفة للنفوس الحياة كالماء عندما يسقي الأرض العطشى فتعود مخضرة مورقة.
 
إن ملايين الأمة لن تنسى اسم سلمان بن عبدالعزيز، وبالأخص الشعب اليمني الشقيق، الذي سيخلد هذا الاسم في ذاكرة أبنائهم وأحفادهم؛ فقد أنقذهم بفضل الله من كارثة كادت تقع بهم لو استولى الحوثيون على مقاليد الحكم بشكل كامل وما يتبع ذلك من طمس للهوية وبيع لثروات البلد بأبخس الأثمان وتغيير للفكر، ولكن بحمد الله جاءت نجدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في وقتها الصحيح استجابة لنداء الجار ودفعاً لخطر الأشرار.
 
إذا كان من شيء يستحق الإعجاب فهو اللحمة الوطنية المتماسكة في هذه العاصفة، التي أثبتت أننا - بحمد الله - بلد واحد، لا فرق بيننا من جازان إلى تبوك، ومن الخبر إلى رأس تنورة.. وها هم أبناء البلد، كلٌّ في مجاله، متعاضدون مؤيدون متماسكون، يؤكدون أنهم على قلــب رجــل واحد.. فلله دركم، إن وطــنكم يفتــخر بكم، ويضاهي بقية الأمــم بكم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org