أمن الوطن أولاً!

أمن الوطن أولاً!
كثيراً ما نردد العبارة المجازية "المواطن رجل الأمن الأول"، لكننا لا نُعملها إعمالاً تاماً، أو لا ندرك أبعادها، أو لا يتجاوز ترديدنا لها دائرة الترف الفكري أو ادعاء المثالية! وليس المهم العبارة بذاتها، بل ما تهدف إليه وما تحمله من أبعاد.
 
كيف يكون المواطن رجل أمن بحق؟ هذا السؤال الذي لا بد أن يطرح دائماً. والإجابة عنه ربما تتطلب مؤلفات عدة ووقتاً طويلاً؛ لأنها ينبغي أن تنطلق من أسس فكرية وثقافية، وأنظمة، ولوائح، وتعليمات، لا يسع المقام لحصرها، ولكن هناك سلوكيات ينبغي أن يضطلع بها المواطن؛ لكي يكون بالفعل قد حقق الحد الأدنى من المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه أمن وطنه ومجتمعه.
 
فلكي يكون المواطن رجل أمن عليه أن يتقيد بأنظمة الأمن تقيداً صارماً، وأن يكون قدوةً في التقيد بها، وألا يعين أو يؤوي الخارجين عليها من الإرهابيين وغيرهم من المجرمين، وألا يضلل العدالة، وألا يحجم عن الإبلاغ الفوري عن المطلوبين لها، أو عن أي سلوكٍ يدعو إلى الريبة، وألا يكون معيناً للمجرمين في نقل الشائعات أو المنشورات أو الصور أو مقاطع الفيديو التي يروجونها بهدف بث الفُرقة أو الفتنة، أو نشر الذعر بين المواطنين، وألا يسرب أو ينشر الوثائق الرسمية أو تحركات رجال الأمن، وأن يرجع بالسؤال إلى العلماء والفقهاء الثقات عما يشكل عليه فهمه من المسائل الشرعية، وأن يسهم في تعزيز الأمن الفكري في بيته ومجتمعه، وأن يتصدى بحزم لأي فكرة منحرفة تتسلل إليهما، وعليه متابعة أبنائه ومعرفة جلسائهم وعدم إهمالهم وتركهم للأيدي العابثة بشباب ومقدرات الوطن.
 
هذه من أبرز التوجيهات الشرعية والنظامية التي ينبغي أن يعلمها المواطن، ويعمل بها. وقد يكون مناسباً قيام وزارة الداخلية بجمع وإعداد واجبات المواطن المتعلقة بالأمن، والمستمدة من الشريعة الإسلامية والأنظمة واللوائح والتعليمات ذات الصلة، على هيئة تعليمات، وإصدارها في منشور أو كتيب، بلغة مبسطة، يسهل فهمها واستيعابها؛ وذلك من أجل تنمية الوعي بتلك الواجبات.
 
 نقطة نظام:
 
 أعطني (وعياً) وارمني في البحر!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org