الدفاع المدني: الرقم 112 لن يفيد التائهين في مناطق خارج نطاق الشبكات

"اليوسفي": أكثر الأشهر تسجيلاً لوفيات العطش من مايو‬‬ حتى أغسطس
الدفاع المدني: الرقم 112 لن يفيد التائهين في مناطق خارج نطاق الشبكات
عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: أكد المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة الرياض، الرائد محمد الحمادي، أنه لا يمكن الاستفادة من الرقم 112 في حال وجود الشخص بمنطقة معزولة عن شبكة الهاتف الجوال.
 
وكان بعض الأشخاص في شبكات التواصل قد أعادوا نشر وتداول مقطع فيديو لشخص كان يشرح طبيعة خدمة الاتصال على الرقم 112، موهماً بأنه يمكن الاتصال على الطوارئ والتحدث مع الجهات الأمنية، وأن الخدمة مرتبطة بالأقمار الصناعية، وهذا غير صحيح؛ فالاتصال على هاتف الطوارئ 112 يكون محصوراً فقط بمنطقة تغطية شبكات الهاتف الجوال أيًّا كانت الشركة المشغلة، أيّ أن الخدمة - وفقاً لتصريح الحمادي - لن تعمل أبداً في المناطق البرية المعزولة عن تغطية شبكة الهاتف الجوال.
 
من جهته، حذَّر محمد اليوسفي، الكاتب الصحفي الباحث في الحياة الفطرية وثقافة الصحراء والرحلات البرية، من تزايد حوادث الموت عطشاً من جراء رحلات صيد يجازف فيها بعض المواطنين، خاصة صغار السن، وذلك بالذهاب وحدهم إلى مناطق برية بعيدة، وتتعرض سياراتهم لأعطال في الوقت الذي يفقدون فيه إمكانية الاتصال بذويهم أو بالجهات الأمنية. مفيداً بأن رصد سجلات هذه الحوادث يشير إلى أنها تزداد سنوياً في موسمين: الأول خلال شهري أغسطس وسبتمبر، والآخر خلال شهري إبريل ومايو. وحذر المجازفين بالقيام برحلات برية بسيارة واحدة، ناصحاً إياهم بأن يحتاطوا بالتزود بكميات إضافية من الماء والغذاء، وألا يتهوروا في الدخول إلى مناطق وعرة ليس لديهم المعرفة الكافية بطبيعتها، وأن يحرصوا على اقتناء إحدى وسائل الاتصال التي ترتبط بالأقمار الصناعية كالهاتف الفضائي الذي توجد معلومات وافية بشبكة الإنترنت عنه، أو أن يشتركوا بخدمة استغاثة الطوارئ للأفراد التي توجد معلومات عن طبيعتها وآلية عملها وكيفية الاشتراك فيها بموقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.. فبواسطة إحدى هاتين الوسيلتين يمكن لمن تعرّض لمأزق الضياع أو التعطل بالمناطق البرية المعزولة عن خدمات الاتصالات العامة أن يبلِّغ عن نداء الاستغاثة وطلب الإنقاذ من أقاربه أو الجهات الأمنية المعنية. 
 
وقال: "تبيّن من بعض الحوادث أن الأشخاص الذين يغادرون مكان السيارة بعد تعطلها في منطقة صحراوية تزداد احتمالات وفاتهم عطشاً بخلاف الذين يبقون في ظلها؛ لأن فرق الإنقاذ عند تلقي البلاغات تستدل أسرع بمشاهدة السيارة نظراً لكِبَر حجمها وإمكانية مشاهدتها من بعيد مقارنة بجسم الإنسان، فضلاً عن أن الحركة والسير على غير هدى يجعلان الإنسان يستهلك سريعاً السوائل في الجسم. وبيَّن أن الدراسات تشير إلى أن الإنسان يستنفد سوائل الجسم ويصاب بالجفاف؛ ويهلك غالباً عطشاً في الأجواء الحارة خلال المشي لمسافة ثمانية كيلومترات فقط.
 
وناشد اليوسفي الذين يكررون نشر شائعة أن رقم الطوارئ 112 يرتبط بالأقمار الصناعية الكف عن ذلك؛ لأن بعض الذين ينطلي عليهم ذلك قد يتصورون خطأ أنها مفيدة في حالات الضياع في المناطق المعزولة. مؤكداً أن الموضوع برمته بحاجة إلى مزيد من التوعية والإرشاد، خاصة أنه يتعلق بسلامة فئة من المواطنين وإنقاذ أرواحهم في مثل هذه المآزق.
 
وأضاف: "على كل من يهوى الرحلات أو الصيد وأن يذهب إلى مناطق برية بعيدة أن يدرك أنه ليس في مأمن، بل معرّض في أي لحظة للتعطل والانقطاع عن العالم؛ وعليه أن يتخذ الاحتياطات كافة، ويتعرّف على وسائل المحافظة على حياته في لهيب الصحراء، وخصوصاً أن المعلومات حول هذا الموضوع متاحة في شبكة الإنترنت ومتيسرة".
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org