"المقرن": رجال الأعمال مقصرون بخدمة الوطن لكنهم يحتاجون للثقة

قال: إنهم مجبرون على قبول الشباب السعودي بسبب التأهيل النفسي والعملي
"المقرن": رجال الأعمال مقصرون بخدمة الوطن لكنهم يحتاجون للثقة
حاوره: عبد العزيز العصيمي- سبق الرياض: قال رجل الأعمال عبد المحسن المقرن إن رجال الأعمال وشركاتهم، يتشرفون بدعم الوطن وشباب الوطن، مطالباً بمنحهم الثقة والفرصة وسيعطون أكثر، غير أنه أقرَّ في الوقت نفسه، بأن رجال الأعمال مقصرون جداً بشأن دورهم الاجتماعي لخدمة الوطن، فأكثرهم يهتم ببناء المساجد والصدقات وهذا شيء عظيم ومطلوب.. ولكن أين مُلاك البنوك والمليونيرات في بناء المستشفيات والمدارس وهو ما سيوظف الشباب وسيوفر العلاج ويدعم التعاون مع الدولة في أهم الأساسيات مثل الصحة والتعليم؟
 
وأشار إلى أن الجامعات لا تنسق جيداً مع الشركات ووزارة الخدمة المدنية، لتخريج شباب جاهز للعمل، وبيَّن أن رجال الأعمال مجبرون على قبول عمل الشباب السعوديين، والسبب التأهيل النفسي والعملي لطالبي العمل من الشباب.. وأشار إلى أن المستفيد من العمالة المخالفة هم بعض المقاولين الذين وجدوا صعوبة في استخراج تأشيرة نظامية وبعض المؤسسات الفردية الفوضوية، ومقاولو الباطن للشركات الكبرى. ولفت إلى أن هناك مهناً لا يمكن أن "تُسعود"، منها عمال النظافة وعمال البناء والطرق والصيانة والمخابز وغير ذلك من المهن الكبرى التي لا يغطيها المواطن مثل المحاسبة والهندسة وغيرها وتحتاج لوقت طويل لذلك.
 
- اتهام واضح وصريح يوجَّه لرجال الأعمال السعوديين أنهم السبب في وجود هذا الكم من العاطلين من الشباب السعوديين؛ لعدم توظيفهم أو تحفيزهم أو فتح المجالات أمامهم؟
الإهمال في الأساس من وزارة العمل من تسهيل التأشيرات وعدم مراقبة سوق العمل ولاحظ الضغوط التي على الشركات في نطاقات وغيرها متى بدأت.. والمفروض أن ذلك منذ 30 عاماً، كما أن الجامعات لا تنسق جيداً مع الشركات ووزارة الخدمة المدنية لتخريج شباب جاهز للعمل فيها ورجل الأعمال يحب مصلحته، ويحب وطنه وأهله ولا شك لو كان له الخيار لما فرَّط في ابن بلده أبداً، ولكن أين هو الشاب المناسب؟ الشباب السعودي مجبر علينا وليس محبباً، والسبب التأهيل النفسي والعملي لطالبي العمل من الشباب.
 
 
 
-  ماذا بعد الفترة التصحيحية وحملات التفتيش على الشركات والمؤسسات هل ننتهي من الوافدين المخالفين؟
الجواب تجده عند وزارة العمل التي أرجو ألا تُصدر التأشيرات إلا بوجود أساس للشركة، والحذر من بعض الشركات والمؤسسات الوهمية، وأتوقع تنتهي نهائياً هذه المشكلة بمشيئة الله وخصوصاً بعد التركيز على الحكومة الإلكترونية.
 
- رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات التجارية والصناعية الخاصة هم أكثر المستفيدين من العمالة المخالفة، هل هذا صحيح؟
أبداً المستفيد هم بعض المقاولين الذين وجدوا صعوبة في استخراج تأشيرة نظامية، وبعض المؤسسات الفردية الفوضوية، ويمكن المقاولين من الباطن للشركات الكبرى.
 
أما نحن فلا يمكن أن نثق بمن لا إقامة نظامية له أبداً.
 
- لو طلبنا منك كرجل أعمال تحديد خطوات عملية لتصحيح مسار العمالة الوافدة ماذا تقول؟
من المهم جداً الثقة في التاجر، ولكن عدم التفريط في مصلحة الوطن وفق خطوات؛ منها: الاعتماد على التقنية الحديثة بشكل كبير في الإحصاء والتدقيق وغيره في شركات مثل شركة العلم، وعمل ملف لكل شركة تطالب بالعمالة، ويتابع بدقة شديدة، من حيث استحقاقه ثم تطبيقه لما طلب من عمالة، ثم عدم التفريط في الزائد من العمال ولو قيل أن هذا يطبق من زمان لقلنا إن التقنية الحالية تختلف كثيراً وستخدم هذا المجال أكثر.
 
وأيضاً عمل دراسة مستوفاة من كل الجوانب في كيفية تعامل الدول الغربية والخليجية مع هذه الحالات، واختيار أفضل الحلول التي اتخذوها لأجل ذلك، وقيام شركات كبرى معتمدة بتأجير العمالة وبأجور مقبولة من الجميع، وبعقود تحمي الطرفين وتضمن حقوقهم. مع التركيز على استقدام العمالة من البلدان التي عمالتها منتجة لا يوجد منها مشاكل ولا تطمح في الاستيطان مثل مصر والسودان والهند والفلبين.
 
- في ظل وجود البصمة والحكومة الإلكترونية وربط الجوازات بمكتب العمل هل تنتهي مشكلات العمالة؟
هذه ستساهم كثيراً في خفض المشاكل، ولكن تحتاج لوقت طويل والأهم لحلها هو إصدار التأشيرات فقط لمن يستحقها، وهذا الآن سهل التحقق منه.
 
- ماذا يريد الشباب السعودي من رجال الأعمال؟ وماذا يريد رجال الأعمال من الشباب السعودي؟
الشباب السعودي يريد منهم الوقفة الأبوية لهم وتعريفهم بالتجارة وأسلوبها والتعاون معهم كذلك فتح مجالات التوظيف بشكل مناسب مع كرامتهم واحتياجاتهم وعدم استغلال ثغرات صندوق الموارد البشرية بتوظيفهم لسنين ثم طردهم بعد انتهاء دعم الصندوق والثقة بالشباب.
 
ورجال الأعمال يطلبون من الشباب أن يقدروا تعبهم في هذه الشركات، وفي حلالهم، ولن يثقوا بهم للعمل فيه إلا إذا كانوا أهلاً للثقة والمسؤولية، وأن يحرصوا على الجمع بين الأمانة والقوة، والله عز وجل قال: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين}.
 
 
- هل تعتقد كرجل أعمال أن هناك مهناً لا يمكن أن تُسعود؟ وما هي؟
نعم، منها عمال النظافة وعمال البناء والطرق والصيانة والمخابز وغير ذلك من المهن الكبرى التي لا يغطيها المواطن، مثل المحاسبة والهندسة وغيرها، وتحتاج لوقت طويل لذلك.
 
وليس عيباً وجود الأجنبي عندما تحتاج له، بل هو مصدر قوة وسد حاجة.
 
- اتهام لرجال الأعمال أنهم يأخذون ولا يعطون هل هذا صحيح؟
غير صحيح أبداً!، تخيل الوطن بلا شركات؟؟ إن رجال الأعمال وشركاتهم يتشرفون بدعم الوطن وشباب الوطن، فقط أعطوهم الثقة والفرصة وسيعطون أكثر.
 
- بعض رجال الأعمال لهم دور خيري ولكن 90% ليس لهم أي دور لماذا؟
الكثير لهم دور خيري، ولكن أكثرهم لا يحب التصريح به.
 
- هناك من يقول إن أكثر المتهربين من دفع الزكاة رجال الأعمال، ويقيسون على حجم تحصيلات مؤسسة الزكاة والدخل والإمكانات المالية الهائلة للتجار ورجال الأعمال؟
أتمنى من مصلحة الزكاة أن تشرح للمواطن والتاجر عن كيفية توزيع الزكاة بشكل واضح بعد تحصيلها، وعن كيفية تحصيلها شرعياً، واحترام عقلية التاجر في ذلك، ويجب أن يعلن عن بعض المصارف التي تدفع والآلية لذلك ليفرحوا بزكاتهم، ويكون مقروناً بفتوى من المفتي وأنها تغني عن الزكاة الخاصة به. كما أن الرقابة على التجار يجب أن تكون إلكترونية أكثر ليتم التحصيل بلا نقص، كذلك وضع هيئة شرعية متعاونة معها، وأنا متاكد سيصلهم مبالغ أكثر مما يتوقعون.
 
الجميع يجب أن يزكي فالزكاة ركن من أركان الاسلام لا تهاون فيه.
 
- الاستثمار الأجنبي في المملكة ينحصر في أشياء محددة ويتحايل على السعودة لماذا؟
لأنه لم يُدرَس بعناية وكان كأنه حل من حلول التستر للشركات الصغيرة، بل إنه لم يخدم السعودة ولم يخدم في تطوير العمل، ولم يكن له مردود أو أي إضافة، بل إنه ميز التاجر الأجنبي عن السعودي مع الأسف!
 
كما أن الوطن أساساً غير محتاج للمستثمر الأجنبي نهائياً لأنه لا يحتاج العملة الصعبة فهي موجودة ولله الحمد، والعقول السعودية كافية لأي منتج لو تم إعطاؤهم فرصة وثقة ويمكن الاستغناء عن الاستثمار الأجنبي بالمشاريع الأجنبية بالكامل وليس التاجر.
 
- كثرة الأسواق في الرياض هل هو أمر جيد، أم قد نرى كساداً لهذه الأسواق في المستقبل؟
من المؤكد أن كثرة الأسواق عليها مخاطرة كبيرة، فعندما يأتي من هو أفضل منك وانسحب منك التجار ليس بيدك إلا هدم المبنى، فالاستثمار خطر وليس مثل العمائر، بل أخطر بكثير، ولا أتوقع أن يأتي كساد بمشيئة الله؛ لأن معدل النمو السكاني في المملكة في زيادة.
 
- ما رأيكم في تأنيث المحلات النسائية؟ وهل أنت مع عمل المرأة في الأسواق؟
أنا مع حقوق المرأة كاملة، وكل ما ينفعها، وتأنيث المحلات اسم جميل لعالم كبير.
 
 
- هل يمكنك تأنيث البنوك مثلاً كاملة دون قسم رجال؟
أما تأنيث كل المعارض وإغلاقها فهذا لم يحدث في أي دولة في العالم، ولا أتمناه في بلدنا، بل إنه مستحيل أن يتم ذلك؛ فهو يضر بنا وبالسياحة بالمنطقة فكيف يذهب المواطنون إلى دبي للأسواق ونحن نُخرجهم منها؟
 
أنا مع تأنيث معارض خاصة وبطريقة وآلية مدروسة مثل الملابس الداخلية والميك آب والسهرة.
 
أنا مع أي عمل وقرار يأتي بعد دراسة دقيقة، فمثلاً الرهن العقاري كم درس وعرض على مجلس الشورى، وعمل له دراسات وافية، ومع ذلك لم يقر لأن مصلحة البنوك لا تقتضي ذلك؛ لأن الأراضي غالية ولا يريدون أن تتكرر مشكلة الرهن العقاري الأمريكية.
 
وأعراض الناس ومصلحة المرأة وحمايتها أكبر من أهمية البنوك وغيرها، ومع ذلك لم يُدرس جيداً.
 
كما أن الذي يدفع المبالغ ويفتتح المعرض رجل، والذي يذهب في الخارج ليتذوق ويختار الموديلات والبضاعة رجل، والذي لا بد أن يعرف طلبات المشترين رجل، فكيف يرضى هذا الرجل بأن يُغلق على حلاله مع امرأة لا يستطيع الإشراف عليها، ويطمئن على حلاله وعلى طلبات المشترين لأنها في محل مغلق.
 
مع الأسف نحن بالطريقة الحالية نصبح على قرار ونمسي على قرار من وزارة العمل.
 
 
- أعلن في الصحف المحلية عن أسباب فشل تأثيث المحلات النسائية بسبب كثرة استقالة العاملات.. ما السبب في نظركم؟
التعجل بالقرار بلا دراسة من كل الجوانب ضيَّع بعض الحقوق كما ذكرت سابقاً، لا يوجد عقد يحمي الشابة، ويحمي رب العمل تتم صياغته ومتابعته من قبل وزارة العمل. الشابة تحت رحمة عقد التاجر، المسكين تحت رحمة الفتاة، اليوم تعمل وغداً تعمل عند غيره، وستعمل وليس لهم رادع أو "بلاك ليست"، والتاجر يعاني من فوضى الشباب ولا رقيب. ثم أين الفتيات؟ وهل هنالك معاهد لتدريبهن وتجهيزهن لهذا المجال؟ هل تم الإعداد له كما يجب؟ هل هنالك إحصاء ودراسة تقارن بين عدد المتقدمات لوظائف البائعات بعدد الوظائف المطلوبة؟ هنالك معارض مع الأسف أغلقت بسبب نقص الدراسة.
 
1- الفتيات كيف يصلن للأسواق؟ مؤكد أن أكثرهن ليس لديهن سائق ولا يقُدن السيارات وليس هناك مواصلات عامة، إذا كان هنالك خلل في النقل لا بد من معالجته وليس أجدر من تأجيله لحين انتهاء مشروع المترو والنقل العام في الرياض والمملكة.
 
2- الخبرة.. هل سمعت بمعهد حكومي كبير مميز ثقة لتدريب الفتيات قبل التوظيف؟ لماذا هم في الوزارات يحتاجون لموظفين مدربين ونحن في حلالنا لا يهم تأتي من المطبخ للمعرض وليس هنالك خبرة!
 
3- الاستقلالية والحشمة ومراعاة رضى الله عز وجل في أي قرار، بألا يكون هنالك اختلاط أو ما شابه ذلك.
 
- اشتهرت الرياض بعدد من الأسواق التاريخية القديمة المتخصصة مثل سوق الزل والثميري، لماذا لم نستفِد من هذه الأسواق ونطوِّرها؟ وما هي أكبر المعوقات لذلك؟
الرياض تتوسَّع بشكل كبير جداً، وهذه الأسواق في وسطها وصغيرة، ولم تُدعم بحدائق ومتاحف بجوارها، بل جُعلت لوحدها، وتم هدم الأسواق المجاورة لها مثل سوق السدرة وسوق سويقة ووشيقر وغيرها، فانتهت مع الأسف الشديد ولي ذكرى رائعة فيها.
 
- وهل يمكن أن نرى هذه الأسواق في صورة عصرية؟
صعب جـــداً. ويا ليت يتم المحافظة على الأسواق والمعالم الحالية لكي لا تلحق بغيرها.
 
بحكم أنكم من رجال الأعمال.. كيف ترى الاستثمار في الأندية الرياضية؟ ولماذا تأخرت خصخصتها؟
 
الاستثمار فيها رائع جداً والأمثلة موجودة في الأندية الأوروبية، ونحن في المملكة لدينا شركات كبرى مثل سابك وغيرها ونتمنى ذلك. وأتوقع أن تأخُّر تخصصها نتيجة الأزمات الاقتصادية العالمية، ويا ليت بعد أن يتم تجهيز الأنظمة وتسريع تخصيصها وآمل أن يكون بعناية كما حدث مع نظام الاحتراف الرائع.
 
رحم الله الأمير فيصل بن فهد فقد كان المؤسس للرياضة في الوطن العربي.
 
 
 
- وهل تعتقد أن رجال الأعمال في المملكة يؤدون دورهم الاجتماعي والخيري كما ينبغي؟ 
أبــداً، هم مقصِّرون جداً في ذلك؛ فأكثرهم يهتم ببناء المساجد والصدقات وهذا شيء عظيم ومطلوب، وهذا لوجه الله ونرجو القبول منا ومنهم.. ولكن أين مُلاك البنوك والمليونيرات في بناء المستشفيات والمدارس سيوظف الشباب وسيتوفر العلاج ويتعاون مع الدولة في أهم أساسياتها الصحة والتعليم.
 
لو كل مليونير بنى مستشفى أهلياً وبنى المدارس المميزة.. لما كان هنالك زحمة في الموجود حالياً، وكان التأمين مجدياً ومربحاً، هم مستفيدون والمواطن يجد العلاج، لكن مع الأسف المليونيرات يريدون الربح السريع وغير المتعب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org