حنان الأحمدي لـ"سبق": المرأة السعودية قادرة ﻷن تكون وزيرة لـ"الشؤون والتربية والصحة والإعلام".

قالت إن تقارير "نزاهة" تؤكّد أن الفساد موجود حتى في قطاعات ظنت أنها عصية.
حنان الأحمدي لـ"سبق": المرأة السعودية قادرة ﻷن تكون وزيرة لـ"الشؤون والتربية والصحة والإعلام".
- لا أعلم معايير ترشيحي لقائمة أقوى النساء تأثيراً في العالم. 

- تأنيث المحال كشف عجز "المعارضين" له عن فهم الواقع وتقديم حلول للبطالة بين النساء.  

- وزارة النقل تجاهلت معاناة ملايين المواطنات والمقيمات وآلاف المعلمات في غياب المواصلات العامة. 

- انتقاد وزارة الشؤون الاجتماعية بسبب قصور رعاية المعاقين والأيتام.  

- طالبنا بحقوق المواطنات في التمثيل أمام المحاكم بلا معرف وبمساواتها مع الرجل في القرض العقاري.

- دخول المرأة لمجلس الشورى من أهم القرارات في تاريخ السعودية. 

- نعمل بشكلٍ مهني في "الشورى" في سبيل قضايا المرأة والأسرة وجميع القضايا التنموية.

- المبالغة في تصوير مخاطر التقنية والانفتاح الإعلامي ينتقص من ثقتنا بأنفسنا واعتزازنا بهويتنا.

أجري الحوار: شقران الرشيدي- سبق- الرياض: تقول الدكتورة حنان الأحمدي، عضو مجلس الشورى الخبيرة الإدارية، إننا نعيش لحظة تاريخية في عمر الزمن، وعمر الأوطان؛ فدخول المرأة مجلس الشورى يعدّ من أهم القرارات في تاريخ السعودية. مؤكدة في حوارها مع "سبق" أن لوطننا ومجتمعنا حقاً كبيراً في بذل قصارى الجهد، وتجاوز الأجندات والاختلافات الشخصية، والتمسك بالقيم والمبادئ العليا التي تعزز وحدتنا وقوتنا. وأضافت بأن صوت النساء في بعض القضايا المجتمعية أكثر تأثيراً وبروزاً. مشيرة إلى أن مراجعة أداء العضوات في مجلس الشورى يحتاج إلى تقييم شمولي متأنٍ لجهودهن في القضايا المختلفة. كذلك تتفاءل بوضع المرأة السعودية اليوم، وبأنها ستكون وزيرة للشؤون الاجتماعية، والإعلام، والصحة، والتربية والتعليم، وأن الآتي أفضل.. ويتناول الحوار عدداً من المحاور عن تجربة مجلس الشورى، وموقفها من بعض الوزراء، وتأنيث محال المستلزمات النسائية، ووضع المرأة في المجتمع، وتأسيس منظومة تشريعية تحفظ للمرأة السعودية مكانتها وأهليتها.. فإلى تفاصيل الحوار:
 
* دكتورة حنان الأحمدي.. أي شعور ينتابك وأنت تجلسين تحت قبة مجلس الشورى، وتناقشين قضايا الوطن والمجتمع بكل شفافية وجرأة؟
- تحت القبة وخارجها أدرك أننا نعيش لحظة تاريخية في عمر الزمن، في عمر الأوطان. دخول المرأة مجلس الشورى من أهم القرارات في تاريخ السعودية؛ لذلك يغمرني شعور عارم بالمسؤولية وحجم الأمانة، ويشغلني هاجس أن نكون على قدر المرحلة، وعلى قدر التطلعات، وأن نتحلى بجزء ولو ضئيل من الشجاعة التي جسدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عندما اتخذ القرار بدخول المرأة للمجلس، وعندما تم اختيار هذه المجموعة من النساء لتحظى بالثقة، وتتحمل المسؤولية عن نجاح التجربة الأولى. أمانة المهمة لا تغيب عني ذهني. تحت القبة وخارجها أستشعر المسؤولية، وأستمد الشجاعة من المثل الأعلى الذي أتطلع إليه (خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله-).
 
* وُضعت في المرتبة الـ8 من بين 30 امرأة سعودية حسب موقع "أريبيان بزنس"، بوصفك الأقوى تأثيراً في السعودية وخارجها. من أين تستمدين قوة تأثيرك؟
- حقيقة لا أعرف معايير الترشيح والاختيار لهذه القائمة. ولا شك أن خارج قوائم التصنيف آلاف النساء المؤثرات، والمشغولات بالهم المجتمعي. وللإجابة عن تساؤلك فإن قوة التأثير هي سمة ضرورية للقيادات، ولا تتحقق إلا بالمصداقية والعمل المخلص، والسعي الجاد لإحداث تغيير جوهري. أؤمن بأن لوطننا ومجتمعنا علينا حقاً كبيراً، لن نوفيه إلا ببذل قصارى الجهد، وتجاوز الأجندات والاختلافات الشخصية، والتمسك بالقيم والمبادئ العليا التي تعزز وحدتنا وقوتنا.
 
* قلتِ عند اختيارك لمجلس الشورى: "اختصاصات عضوات مجلس الشورى الجديدات وخبراتهن العلمية والعملية ستكون مصدر قوة لقرارات المجلس".. إلا أن أصوات العضوات لا يزال - حتى الآن- خافتاً ولم يُسمع بقوة..
- معرفة الحقيقة تتطلب نظرة عميقة، لا تتوقف عند ظاهر الأمور. ومن وجهة نظر شخصية متأملة من داخل المجلس، أجد أن صوت العضوات تحت القبة، ومنذ اليوم الأول، كان مسموعاً ومؤثراً، تعززه الخبرة والمعرفة، والإيمان العميق بمهمة الشورى. وهنالك دعم وتقدير كبيران داخل المجلس للعضوات. وقد تجد في بعض القضايا المجتمعية أن صوت النساء كان أكثر تأثيراً وبروزاً، وبخاصة في قضايا الصحة، ورعاية المسنين، والتربية والتعليم، والقضايا الاجتماعية.
 
من ناحية أخرى، أود الإشارة إلى أنه ورغم التغطية الإعلامية الكبيرة التي تحظى بها جلسات المجلس الأسبوعية إلا أن الجلسات هي جزء يسير من عملنا؛ فطبيعة عمل المجلس تجعل الكثير مما يدور في أروقته، وفي اجتماعات لجانه، وفي اللقاءات مع مندوبي الجهات الحكومية، بعيداً عن وسائل الإعلام. وعلى الرغم من إيماني بالدور الذي يلعبه الإعلام كشريك أساسي في مسيرة التنمية والتطوير، ودوره المحوري في تسليط الضوء على عملنا في المجلس، واهتمامي بما تطرحه أعمدة الرأي لكثير من الكتّاب الغيورين الذين يملكون رؤى وطنية عميقة لدور المجلس وأعضائه، إلا أنني أجد أن مراجعة أداء العضوات تحتاج إلى تقييم شمولي متأنٍ للجهود التي يبذلنها في دراسة الملفات والقضايا المختلفة، وبحث خلفياتها، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة والمهتمين للتعرف على وجهات النظر الميدانية؛ ومن ثم حشد التأييد والتفاوض وتحقيق التأثير. ومع ذلك، أؤكد أننا نطمح دوماً إلى المزيد من التأثير، وإلى القيام بدور أكبر، وأن نتمكن من العمل بشكل موجَّه لتحقيق أجندات وطنية استراتيجية خارج عملية المراجعة الدورية لتقارير المؤسسات الحكومية، وأن نسهم بشكل فاعل في عملية التشريع، وسَن الأنظمة؛ لكي يحقق دخولنا للمجلس نقلة فارقة على مختلف الأصعدة.
 
* من المفارقات التي تُتداول أن العضوة في مجلس الشورى تتصدى لأهم القضايا الشائكة، وتشارك في اتخاذ القرارات المهمة، لكنها لا تستطيع استخراج جواز سفرها أو السفر إلا بموافقة وحضور ولي أمرها.. كيف نفهم ذلك؟
- المرأة في مجلس الشورى لا تختلف عن المرأة خارجه، وتواجه التحديات ذاتها؛ وهذا يزيدها إصراراً على التصدي لجميع القضايا التي تعيق تمكين المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع. وفي مقدمة هذه القضايا المطالبة بتأسيس منظومة تشريعية، تقوم على أساس الشريعة الإسلامية السمحاء، التي حفظت للمرأة مكانتها وأهليتها. لكني على ثقة بأن المستقبل يخبئ لنا الأفضل؛ فالتغيير في بلادنا يحصل بمعدل سريع؛ ونحن قبل عشر سنوات لم نكن نتصور أن تكون المرأة نائب وزير، وعضواً بالشورى، ومديرة جامعة.. المرأة في بلادنا اليوم تملك صوتاً مؤثراً من خلال منابر مختلفة، تعبر فيها عن رأيها ومطالبها بكل حرية. واستجابة ولاة الأمر لهذه المطالب فاقت كل التوقعات. وما تحظى به المرأة السعودية من دعم وتشجيع يؤكد أن الآتي أفضل بإذن الله.
 
* أكثر من 30 سيدة في "الشورى" حالاً، لكنهن لم يستطعن حتى الآن المبادرة بحل قضية واحدة من قضايا الأسرة والمرأة السعودية.. كيف نفهم ذلك؟
- بداية، أود توضيح أن المجلس جهة تشريعية استشارية للدولة، وليس جهة تنفيذية تطبق مبادرات وبرامج كما هو حال الوزارات والأجهزة التنفيذية الأخرى. أما عن المبادرات التي قامت بها عضوات الشورى من خلال دورهن الاستشاري التشريعي فهي عديدة، ولا تنحصر في القضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة، بل تمتد لتشمل جميع القضايا التنموية التي تهم المواطنين بجميع فئاتهم. عضوات الشورى لم يألون جهداً في طرق كل القضايا الممكنة وفق المسارات المتاحة داخل المجلس، سواء من خلال المداخلات أو التوصيات أو مشاريع التعديل على الأنظمة، وخضن معارك "شورية" عدة في سبيل تأييد القضايا التي يتبنينها. ومن القضايا التي تبنتها الشوريات المطالبة بمعالجة أوضاع النساء في المحاكم، وبخاصة تمكينها من التقاضي، واستخدام هويتها الوطنية بلا الحاجة إلى معرّف، وأدخلن تعديلات على نظام العمل، وطالبن بمساواة المرأة مع الرجل في القرض العقاري، وعملن على أنظمة خاصة بالأسرة، والحماية من التحرش والإيذاء، وتصدين لقضايا الصحة، والبيئة وعمل المرأة، وأداء العديد من الأجهزة الحكومية، وغيرها.
 
* في ظل زمن سيطرة التقنية على مفاصل حياتنا.. كيف يمكن الاحتفاظ بهويتنا الثقافية الخاصة مع الانفتاح الإعلامي الكبير على الآخرين؟
- الانفتاح الإعلامي لا يمثل خطراً على هويتنا الثقافية؛ العكس هو الصحيح. أعتقد أن هناك مبالغة في تصوير مخاطر التقنية والانفتاح الإعلامي. هذا التخوف المبالغ فيه من التواصل مع العالم الخارجي ينتقص من ثقتنا بأنفسنا، واعتزازنا بهويتنا، واعتدادنا بحضارتنا، وتاريخنا، وتراثنا، وتمسكنا بديننا؛ لذا علينا أن نعمل في الداخل على تحصين أبنائنا، بتعريفهم بتاريخنا، وحضارتنا، وتراثنا، وعقيدتنا بشكل سليم، يتناسب والفطرة الإنسانية السوية، بعيداً عن التطرف، والمبالغة والمغالطة.. ولنفتح عندها كل النوافذ والأبواب، وننطلق نحو العالم، بتقنية أو بدون.
 
* تأنيث المحال النسائية، ماذا أفرز لنا؟
- قرار تأنيث المحال من القرارات التاريخية في مسيرة عمل المرأة السعودية؛ لأنه أتاح كماً كبيراً من فرص العمل للنساء، ولأنه عالج خللاً ظاهراً في أسواقنا، وهو وجود الرجل في متاجر خاصة بمستلزمات النساء. من ناحية أخرى، وظائف البيع هي من أقل الوظائف أجراً، وأكثرها تحدياً بالنسبة للمرأة السعودية من حيث ساعات العمل، وضعف المميزات، والحشد المجتمعي ضدها.. ومع ذلك وجدنا إقبالاً كبيراً من آلاف الشابات على هذه الوظائف؛ لذا أعتقد أن أحد أهم الإفرازات لهذا القرار هو كشف الإرادة القوية للنساء السعوديات، التي تغلبت على كل التحديات والمعارضة. اكتشفنا حجم الحاجة لدى شرائح عريضة من النساء للعمل الشريف لمواجهة شبح البطالة، والحاجة، وتحقيق الاستقلال المادي. كشف لنا قرار تأنيث المحال أن المعارضين لهذا القرار عاجزون عن تكوين تصوُّر واقعي لاحتياجات المجتمع، وعدم تقديمهم لأية خيارات تسهم في تعزيز شعور المرأة بالاستقلال والتمكين.
 
* في إحدى مداخلاتك في جلسات الشورى قلتِ "مسؤولية الفساد في معظم أجهزة الدولة، حتى الدينية منها، تعود إلى أجهزة الرقابة الضعيفة والبيروقراطية والهرمة، مثل هيئة مكافحة الفساد".. إلا تعتقدين أن الفساد في مجتمعنا أكبر من أن يعالَج بأجهزة حكومية بيروقراطية؟
- أولاً، لا بد لنا من إدراك أن الفساد موجود في جميع المجتمعات.. والسعودية لا تختلف في ذلك، لكن تقارير نزاهة - مع الأسف - تبيّن أن الفساد موجود في العديد من القطاعات، حتى في قطاعات يفترض أن تكون عصية على الفساد؛ لأنها تحمل رسالة أمنية أو تربوية أو دينية سامية. هذه المعلومات بحد ذاتها تؤكد مصداقية جهود مكافحة الفساد، وأنها بدأت تؤتي بعض ثمارها بتشخيص الواقع. تقارير نزاهة الأخيرة تبيّن تطوراً في آلية عملها، وتعكس جدية عزم الدولة على محاربة الفساد والمفسدين؛ ما يضع ضغوطاً على الجهات الحكومية لتتعاون مع الجهات الرقابية، سواء نزاهة أو غيرها. وهذه نتيجة حتمية لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا الملف، وتأكيده ضرورة التصدي للفساد وسوء استخدام المال العام. وبرأيي، فإن الدولة قطعت شوطاً مهماً في تأسيس منظومة لمكافحة الفساد، وترشيد استخدام المال العام، إلا أن علينا بذل المزيد لنواكب رؤية خادم الحرمين الشريفين وتطلعات المواطنين. وهذا يتطلب اكتمال صدور جميع التشريعات ذات العلاقة، ووضع آليات مناسبة لتسريع التحقيق، والتقاضي في قضايا الفساد، وتفعيل الدور الرقابي للمجتمع المدني.. فعلينا نحن المواطنين أيضاً مسؤولية في مكافحة الفساد.
 
* مع توسُّع دور المرأة السعودية في الفترة الأخيرة، وجعلها في منصب اتخاذ القرارات.. هل تتوقعين أن نرى قريباً سيدة سعودية رئيس مجلس الشورى، أو "وزيرة" في مجلس الوزراء؟
- أؤمن بأن المشاركة في مواقع اتخاذ القرار لا بد أن تكون وفق الجدارة والتأهيل والاختصاص. هناك مواقع وزارية يمكن - وبكل جدارة - أن تتولاها المرأة؛ لأنها تاريخياً كانت عنصراً فاعلاً فيها. ومن ذلك الشؤون الاجتماعية، التربية والتعليم، التعليم العالي، الصحة والثقافة والإعلام. وبالمثل، أتوقع أن نرى المرأة رئيساً لبعض لجان مجلس الشورى، ومنها الصحية، الاجتماعية، التعليمية وحقوق الإنسان.
 
* انتقدتِ وزارة النقل لتجاهلها لسنوات طويلة معاناة النساء العاملات والموظفات والمعلمات من المواصلات، وأنها وراء ضياع نصف رواتبهن.. لكن لم تطرحي البديل المناسب؟
الحلول والبدائل لدى الوزارة؛ فهي جهة الاختصاص. وقد توجهت للوزارة بتساؤلات منطقية حول عدم توافر المواصلات العامة في مدننا، وتجاهلها لمعاناة ملايين المواطنات والمقيمات اللاتي لا يملكن وسيلة مواصلات لائقة للتنقل براحة وكرامة داخل المدن، وعن المواصلات الآمنة لآلاف المعلمات اللاتي نفقد العشرات منهن سنوياً على الطرق للمناطق النائية نتيجة لرداءة الطرق ورداءة المركبات ورداءة السائقين.. هذه الإشكالات جديرة بأن تكون أحد أبرز الملفات على طاولة وزارة النقل، وتجاهلها لا يُمثل خياراً في هذه المرحلة التي تمثل فيها المواصلات تحدياً من أهم التحديات التي تواجهها المرأة.
 
* هاجمتِ وزارة الشؤون الاجتماعية، وقلتِ إنها "تعاني أزمة ثقة مع المجتمع"، ما الأسباب؟
- عضو مجلس الشورى في ذمته قَسم لولي الأمر؛ وعليه مسؤولية وطنية وأخلاقية. وحين يتحدث بشفافية تحت قبة المجلس مستنداً إلى معلومات دقيقة، قد تزعج بعض الجهات، فهو لا يهاجم أحداً بقدر ما أنه يقوم بالدور المطلوب منه؛ لذلك لا أملك أن أتغاضى عما شهدته في وسائل الإعلام وفي تقارير المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان من قصور في بعض جوانب عمل الشؤون الاجتماعية، وبخاصة رعاية المعاقين والأيتام؛ على الرغم من أن الدولة لم تألُ جهداً في سبيل تعزيز هذه الخدمات. عملنا في الشورى يلزمنا بأن نسمي الأشياء بأسمائها. الصمت بالنسبة لي ليس اختياراً.
 
* توليتِ منصب المدير العام للفرع النسائي لمعهد الإدارة العامة.. ما أبرز ما تركه فيك المعهد؟
- الخبرة التي اكتسبتها من خلال عملي في معهد الإدارة العامة، سواء مديراً عاماً للفرع النسائي، أو عضو هيئة تدريب، لن تتحقق لي في مواقع أخرى نظراً لطبيعة عمل المعهد الثرية والمتنوعة. وقد فتحت لي بيئة العمل الإداري في المعهد آفاقاً واسعة، وأوجدت فرصاً عديدة لتحقيق إنجازات حقيقية، وإحداث تغييرات تختبر الكثير من المسلَّمات القائمة في بيئتنا الإدارية.
 
* في رأيكِ، ما الفرق بين الشوري "الرجل" والشورية "المرأة"؟
- خارج المجلس كل منهما يواجه واقعاً مختلفاً.. لكننا داخل المجلس، ووفق نظامه، سواء، وأرى أن اهتماماتنا بقضايا الوطن واحدة. نتفق ونختلف، ولكن في نهاية المطاف كل منا يكمل الآخر.
 
* من أبرز الشخصيات النسائية السعودية حالياً؟
- في دائرتي الصغيرة أعتز بجدتي، وبما تحمله من مبادئ، وبقوة شخصيتها، وثقتها بنفسها، وثباتها في وجه تحديات الزمان، وإيمانها القوي، والتزامها الديني، واعتدالها فيه وصرامتها وحزمها وحسن تدبيرها.. هي ابنة هذا الوطن.. شاهد على مسيرته التنموية، وشهدت كل تحولاته، وهي شخصية قيادية مؤثرة في محيطها، وقد غرست في بناتها وحفيداتها شيئاً منها.. أعتز بتشجيعها لي ورضاها عني.. جدتي هي المرأة الأبرز والأقوى والأجمل والأشجع في نظري.
 
* ما دور الرجل في حياتك بشكل عام؟ وما مدى تأثيره؟
- لم أجد من كل رجل في حياتي سوى المحبة والدعم والاعتزاز، بدءاً من جدي - رحمه الله - إلى والدي وأشقائي وزوجي وأبنائي؛ وهذا صنع فرقاً في حياتي الخاصة والمهنية، وجعلني مدينة لهم بالعرفان.
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org