ما آخر كلمة قالها الملك عبد الله؟

ما آخر كلمة قالها الملك عبد الله؟
رحم الله أبا متعب؛ فقد رحل عن هذه الدنيا بعد أن ترك بصمات عديدة في حياتنا، وليست مجرد بصمة واحدة..
الرجل رحل ـ رحمة الله عليه ـ بعد أن أسس ودعم العلم والتعليم، وأضحت الدولة ترتقي بمشاريعها التنموية، والميزانية بدلاً من الديون أصبح الفائض حديث العالم، فضلاً عن الابتعاث والمدن الجامعية، والمدن الطبية، وسكك القطار، وتوسعة الحرمين الشريفين.. رحل عن هذه الدنيا بعد أن ترك بصمات عدة، نلمسها نحن أبناء السعودية، ويلمسها العالم أجمع.. فخير هذا الرجل "الإنسان" عمَّ أرجاء الكون من شرقه إلى غربه.. وما حوار أتباع الأديان إلا ركيزة واحدة من ركائز نشاطه ونظرته الثاقبة للعالم، وأن يعم الأمن والسلام والرخاء أرجاء المعمورة، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، وأن أكرمكم عند الله اتقاكم.
 
رحل "الإنسان" وبقية إنسانيته شامخة، بكى عليها الفقراء، فحافز وصندوق الفقر، والإسكان ومشاريع التنمية، وغيرها.. أكبر شاهد على أفعال هذا الرجل - رحمه الله - فقد أبلى خلال عشر سنوات ما عجز عنه الآخرون خلال عقود طويلة من الأزمنة.. رحل وكانت دموع الفراق من الكبير والصغير صادقة خارجة من القلب؛ لأنها تبكي صاحب القلب الكبير.. رحل وترك بصمات وليست بصمة واحدة؛ فرحمة الله عليه، وأسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا برجل الوفاء مكمل المسيرة سيدي وولي أمرنا سلمان بن عبد العزيز وعضيده صاحب النظرة الثاقبة للأمور ولي العهد مقرن بن عبد العزيز وسمو سيدي الأمير محمد بن نايف الرجل الثالث، وفقهم الله، وسدد خطاهم.. ونحن لهم طائعون مبايعون.
 
يعلم الجميع أن ملكنا وحبيبنا الراحل - غفر الله له - طلب في أكثر من مناسبة وأكثر من حديث أن ندعو له؛ فلا تبخلوا بالدعاء لهذا الوالد العظيم، هذا الرمز الكبير، هذا العطاء الذي لا ينقطع؛ فمشاريعه وأعماله باقية لنا حتى بعد رحيله.. كان همه الانتهاء من توسعة الحرمين، وبناء المزيد من الجامعات، وإرسال المزيد من الطلبة والطالبات للابتعاث وتلقي العلم، وأن يرى ستين مدينة رياضة، وسبعين مدينة طبية.. كان همه - رحمه الله - أن يرى أزمة الإسكان قد حلت، ومشكلة الفقر قد طوينا صفحتها، وأن يفتتح قطارات الرياض وغيرها.. لكنه رحل وما زالت في طور الإنشاء، ولن ينسى إخوته الأوفياء والمسؤولون من بعده استكمال المسيرة.
 
رحم الله أبا متعب، وليس له منا إلا الدعاء..
لا تبخلوا على من لم يبخل عليكم يوماً ما..
أحبتي.. أكثروا من الدعاء لهذا الرجل، فوالله إنه يستحق وأنتم أهل لذلك "أيها الشعب الكريم.. لا تنسوني من دعائكم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org