خذ مثلاً بجولة في وسائل التواصل الاجتماعي، وانظر إلى من يشوش الغوغاء، ويجند السفهاء، وينتقم بإثارة فتنة، أو قول ما لا يحسن قوله، ويُعْلِم ما لا ينبغي أن يُعلم، لحاجة في نفسه انتقاماً من عقوبة سابقة له لذنب أصابه أو سفاه رشد بعده، فيصرخ بألفاظ يكرم الشريف من سماعها، فضلاً عن التفوه بها، ويولول بشُبه تحتمل محامل، يختار شاذها، ويفسر من بين وجوه كثيرة؛ ليثبت رأيه، وكأن الصامتين جهلة؛ وذلك أنهم آثروا الصمت حكمة وأدباً وبُعدا في النظر والتفكير من محاوره، فيتبعه الرعاع حتى يصنع بذرة لذلك المجتمع البهيم.