خالد الفيصل: "7 سنوات سمان" في خدمة مكة.. تجاوز الصعوبات وأنجز المهمة

خالد الفيصل: "7 سنوات سمان" في خدمة مكة.. تجاوز الصعوبات وأنجز المهمة
محمد حضاض- سبق- جدة: تتزين الليلة منطقة مكة بأبهى حللها، احتفالاً بفارسها السابق خالد الفيصل، الذي غادر حكمها الإداري مطلع العام ليتسلم حقيبة التربية والتعليم، ويعود الليلة بعدما قرر أبناء المنطقة بقيادة أميرهم الوفي مشعل بن عبدالله تتويج تلك الجهود الكبيرة بمنحه جائزة التميز بمختلف فروعها الثمانية، تقديراً لعطاءات "الفيصل" المتواصلة خلال سنواته السبع الماضية.
 
قصة النجاح
حاكم مكة السابق دوّن قصة نجاح مميزة خلال إدارته لدفة المنطقة، فرغم التحديات الضخمة والصعوبات المتعددة إلا أنه تمكن من تجاوزها بمهارة واقتدار، متسلحاً بأفكاره الإدارية النموذجية النابعة من خبرة تتجاوز الأربعة عقود، ومرتكزا على رؤية تنموية حضارية تمثلت في "بناء الإنسان وتنمية المكان"، والتي كان يؤمن بها ويسعى لتطبيقه برفقة فريق العمل الذي لم يخذله خلال السنوات الماضية.
 
ولم تخل قصة النجاح تلك من بعض المنغصات والسلبيات، فمن مشروع العشوائيات في "رويس جدة" مروراً بكوارث السيول والأمطار التي خلفت عددا من الضحايا، وصولا لقضية "مخيمات الصيف الدعوية" وجميعها استمر النقاش المجتمعي حولها لفترة من الزمن، حتى أوجد لها "الفيصل" حلولا ناجعة أغلقت تلك الملفات بطريقة محكمة.
 
 ورشة عمل كبرى
ثامن الأمراء السعوديين لمنطقة مكة، تولى دفة الإمارة ما يقارب الـ 80 شهراً بدأت مطلع 2007م وانتهت أواخر 2013م، ومضي خلالها قدماً في تطبيق نظريته الإدارية المميزة رغم صعوبة المهمة، وتحولت مدن المنطقة إلى ورشة عمل كبرى لا تهدأ.
 
وتوالت المشاريع الضخمة في عهده بدءا من توسعة وتطوير المسجد الحرام وصحن المطاف ومشروعي مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وملعب الملك عبد الله بجدة، والعمل على تحسين الصورة العمرانية لمكة المكرمة ومشاريعها العمرانية الكبيرة كمشروع الملك عبد الله لأعمار مكة للقضاء على الإحياء العشوائية، وغير ذلك من المشاريع الخدمية والتنموية والعمرانية بالمنطقة ومحافظاتها.
 
المجالس الأسبوعية
وعلى الصعيد المجتمعي، أدار أمير مكة السابق حراكا اجتماعيا إيجابيا، فكان قصره الواقع شمال جدة مقرا للمجالس الأسبوعية التي جمعت مختلف فئات المجتمع تحت سقف واحد، فتارة يلتقي رجال الثقافة والأدب، وأخرى بطلاب العلم ورجال الدين، ومرة بكتاب الرأي وقادة الصحافة، وجلسة يخصصها للقاء رجال الأعمال، ويستضيف في أيام أخرى مشايخ القبائل وأعيانها، وفي كل مرة يستمع خلالها لضيوف مجلسه ويناقشهم حول هموم المنطقة، حتى صارت تلك المجالس التشاورية المصدر الأهم للقرارات الإيجابية الحاسمة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
 
زيارات المحافظات
خالد الفيصل الذي حمل على عاتقه هم اللحاق بمصاف العالم الأول، لم يكتف بأداء عمله بين مدن المنطقة الكبرى، بل سن سنَة حسنة، تمثلت في الزيارات التفقدية السنوية للمحافظات الصغيرة، يقطع خلالها آلاف الكيلومترات براً برفقة أبرز مسؤولي القطاعات الحكومية، حيث يزور الليث والقنفذة جنوبا، والطائف وتربة شرقا، والكامل وخليص ورابغ شمالا.
 
وكان يحرص على أن يلتقي مسؤولي المحافظات والمواطنين ويستمع للملاحظات ويوجه بإنشاء المشاريع وتحريك المتعطل منها، ولا يعود إلى قصره في جدة بعد كل زيارة إلا بعد أن يتأكد من حل كافة المعضلات التي تواجه محافظات المنطقة الطرفية.
 
وفي موسم الحج الذي تتفرد به مكة، وتكون حينها محط أنظار ستة مليارات مسلم في مختلف أنحاء العالم، ساهم خالد الفيصل في تطوير الإشراف على أعماله خلال السنوات السبعة، فكان تنفيذ وافتتاح مجمع الإدارات الحكومية بمزدلفة مهما لتوفير انسيابية لحركة الحجيج وأعطاهم مساحات خاصة بالخدمات بالمشاعر ونقلها خارج المشاعر، ونجاحه في إطلاق الحملة الإعلامية "الحج عبادة وسلوك حضاري" وهي إحدى البرامج التي أسهمت بالتوعية في سلوك الحجيج، والحد من المفترشين غير النظاميين بخطى إستراتيجية لـ أربعة أعوام متواصلة، والعمل على متابعة تنفيذ مركز الإيواء بالشميسي.
 
أفكار "الفيصل"
وتواصلت أفكار الأمير خالد الفيصل التنموية الثقافية، وكان من أبرزها طرحه فكرة إعادة أحياء فعاليات سوق عكاظ التاريخي بالطائف، ونجح في تحويل تلك الفكرة إلى واقع حقيقي خلال فترة زمنية قصيرة.
 
وتحول موقع السوق في الطائف إلى مزار لمئات الآلاف من محبي التاريخ العربي والشعر الأصيل خلال فترة إقامة السوق سنويا، وعاد عاشقو الأدب العربي للاستماع لقصائد النابغة الذبياني وامرؤ القيس، من خلال مشاهد عالية الروعة داخل السوق التراثي النادر الذي يعقد سنويا.
 
وفاء مشعل بن عبدالله
وقد ضرب الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة مثالاً رائعاً في الوفاء والتقدير للجهود التي قدمها أمير المنطقة السابق حيث أكد أن حفل تكريم الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم يأتي تقديراً من القائمين على الجائزة ومن أهالي المنطقة كافة على ما بذله ه من عطاء تكلل بتحقيق الإنجازات إبان توليه إمارة المنطقة.
 
وقال: "نحن في هذه المناسبة نحاول أن نعبر ولو بشكل بسيط من خلال تقديم كافة فروع الجائزة، ولأول مرة منذ انطلاقتها لشخص واحد، عن حجم الإنجاز الذي تحقق في الحقبة الزمنية التي تولى فيها الأمير خالد الفيصل مهام إمارة المنطقة".
 
وأضاف: "هذا التكريم مستحق، وهو يقدم لوزير التربية والتعليم، عرفاناً منا وامتناناً لما قدمه لمنطقة مكة المكرمة ولأبنائها، وأيضاً لما بذله من جهود تكللت بالنجاحات فيما يتعلق بالخدمات الموجهة لخدمة ضيوف الرحمن، أو تلك التي شملت القطاعات المعنية بالعلم والتقنية والاقتصاد والثقافة والعمران، وغيرها".
 
وأردف: "خادم الحرمين الشريفين، حث على التميز في كافة مجالات العمل، والملك يسعى دوماً إلى تسخير كل ما من شأنه أن يسهم في علو شأن المملكة ومستوى الإنسان فيها، والارتقاء به في كافة المجالات المختلفة، ونحن نَعِده بأن نحقق له كافة توجيهاته وتطلعاته الكريمة".
 
وتابع أمير مكة: "الأمير خالد الفيصل استحق هذا التكريم بكل جدارة، وذلك نظير ما قدمه من عطاء، وبذله من جهد، وما قدمه في عمله خلال فترة تولِّيه إمارة مكة، وتكريمه، وإن كان في كافة الفروع للجائزة، إلا أنه يستحق أكثر من ذلك".
 
وقال الأمير مشعل بن عبدالله: "جائزة مكة للتميز في هذا العام، منحت بشكل استثنائي لرجل استثنائي، وتم تركيز الخيار فيها على شخصية واحدة هي الأمير خالد الفيصل؛ وذلك نظراً لما تتسم به شخصيته بالجدية في العمل وبالفائدة القصوى للإنسان السعودي، دون محاولة الاشتهار أو التحدث بإسهاب عن أفعاله العظيمة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org