لو سقط أحدهم في "بئر ارتوازية"!!

لو سقط أحدهم في "بئر ارتوازية"!!
عدد الآبار الارتوازية في السعودية قد يصل إلى عشرات الآلاف، وقد أدى الجفاف وقلة تكلفة الحفر وسرعة الإنجاز (حفر بئر بعمق ١٠٠ متر يتم في ثلاثة أيام بتكلفة لا تتعدى ١٥ ألف ريال) وضَعف الرقابة إلى إقبال المواطنين عليها بوصفها مصدراً للمياه، بل إن البلديات هي الأخرى تستعين بها في الحدائق والمتنزهات لري الأشجار!! وفي بعض المزارع الصغيرة يوجد أكثر من ثلاث أو أربع آبار؛ فعندما تجف البئر الأولى يخشى المزارع من تحوُّل مزرعته إلى هشيم؛ فيهرع للاتصال بصاحب آلة الحفر لتجهيز بئر جديدة بعمق أكبر في ناحية أخرى من مزرعته طلباً للماء!!
بعض الجهات الحكومية التي بُلّغت بوجود آبار خطرة سارعتإلى دفنها باستعمال "الشيول" - كما فعل مدني الرياض - وبعضها سعى لإغلاقها باللحام والأقفال - مثلما فعلت بلدية غامد الزناد - كما أن مديرية المياه بتبوك أعلنت خطة لحصر الآبار الخطرة استعداداً لطرحها في منافسة عامة لردمها. ونحن هنا أمام مشكلات ثلاث:
١- من هي الجهة المسؤولة عن طمر هذه الآبار؟ هل هي الدفاع المدني أم مديرية المياه أم البلديات؟
٢- طمر البئر بالمعدات كـ"الشيول" يمكن أن يغلق سطح البئر فقط، فعندما يعلق حجر في مجرى البئر سيتراكم التراب فوقه،عندها ستبدو البئر مغلقة، ولكن مياه الأمطار والاهتزازات الأرضية ستؤدي إلى انهيار التربة بقعر البئر، وفتح فوهتها مرة أخرى!
٣- اللحام أو الأقفال معرضة للعبث والصدأ؛ ما يعيد المشكلة من جديد!!.. ثم ماذا عن الآبار التي لم يتم الإبلاغ عنها؟
لا بد أن تقوم الجهة المسؤولة عن هذه الآبار بحملة إعلامية لدعوة المواطنين للإبلاغ عن الآبار الارتوازية الخطرة، ويتاح للمواطن الإبلاغ عن البئر التي في مزرعته أو بجوار منزله أو أي مكان آخر دون مساءلة، ومن ثم يتم تنسيق موعد مع المبلغين لتحديد إحداثيات الآبار بأنظمة (gps) ، بعدها تأتي الخطوة الأهم وهي طمر البئر، ونحتاج هنا لسؤال المختصين عن الطريقة الأمثل والأقل تكلفة للتخلص من هذه الآبار للأبد. ربما تكون الطريقة الأفضل هي حقن البئر بتربة رملية ناعمة حتى تنساب داخل البئر، ويشترط أن تكون التربة غير قابلة للانضغاط، ويتم الحقن بواسطة قمع حديدي كبير، أو ما يكون مناسباً.
ختاماً.. الجهود التي بُذلت لإخراج الطفلة "لمى" قد تكون كافية للتخلص من جميع الآبار الارتوازية المكشوفة في منطقة تبوك!!فلماذا لا نبادر بالتخلص من بقية الآبار الخطرة في أنحاء الوطن؟ أليس درهم وقاية خيراً من قنطار علاج؟! 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org