إيران وأجنحة النمل

إيران وأجنحة النمل
بعد ماراثون طويل من النقاش والجدال والكرّ والفرّ بين إيران والدول الكبرى،  أو ما يعرف بمفاوضات إيران و 5 1 حول البرنامج النووي الإيراني، تم التوقيع يوم الثلاثاء الماضي على الاتفاقية التي خرج كل طرف فيها بما لديهم فرحين، فإيران وكعادتها تدعي النصر الإلهي، وترفع شارات الفرح كما كان يفعل ذلك عميلها حسن نصر الله عند كل مناسبة، ثم تظهر الأيام أن ما حصل لا يتعدى كونه بهرجة إعلامية، ترضي عقول العامة، وتستدر إعجابهم.
 
وشبيه بذلك ما يقوله الطرف الآخر المفاوض، الذي تنفّس الصعداء، وهذا الحال يذكرني بمثل يقول (الهزيمة يتيمة لكن النصر يظهر له آباءٌ كثيرون) ومن المبكر جدًا ادّعاء النصر لأي طرف، فبنود الاتفاقية التي أظهرها الإعلام لم يجفّ حبرها بعد، وتطبيقها على أرض الواقع يكتنفه الكثير من العوائق، والتجربة السابقة مع كوريا الشمالية حاضرة في الأذهان، حيث إن كل اتفاق مع بيونج يانج يصطدم بمعوقات عند تنفيذه، كما أن إسرائيل هي الحاضر الغائب في هذه الاتفاقية على الرغم من الشعارات الجوفاء التي دأبت إيران وأشياعها على ترديدها بأن الموت لأمريكا وإسرائيل، إلا أن الواقع أن إيران لن تمتلك سلاحًا يهدد إسرائيل، ولا ترغب في ذلك، ومن قرأ سيناريو قصف وتدمير مفاعل تموز العراقي في غضون دقيقتين فقط، يعلم أن المفاوضات إنما هي لعبة أممية يراد بها أكثر من منع إيران امتلاك قنبلة نووية، وان إسرائيل ما كانت ستتردد في مهاجمة المنشآت الإيرانية لو كانت تهدد إسرائيل، أو تمثل خطرًا محتملاً عليها.
 
وإلى الذين يتوجسون من الإفراج عن الأرصدة الإيرانية والسماح بتوريد التقنية المزدوجة وتصدير النفط والبتروكيماويات الإيرانية نقول : إن الله إذا أراد بالنمل هلاكًا أنبت لها ريشًا فطارت به فرحًا فأكلها الطير، وسوف ينتظر الشعب الإيراني نتائج المليارات المفرج عنها، والتي لن ينال منها إلا ما تبقى بعد حزب الله بلبنان، وحزب الحوثيين باليمن، والحشد الشعبي بالعراق، وجيش بشار الأسد المشتت في سوريا المحترقة، ثم تنتفض ثورة الجياع في كل أنحاء إيران التي كانت حكوماتها تتحجج بالحصار عليها، وتعد الناس هناك بجنات عدن في دنياهم إذا ما أنفك الحصار عنهم، ثم تتضح الحقائق بأن دعم إيران للفتن والقلاقل والحروب مقدم على قوت وعلاج الشعب الإيراني، عند ذلك يكون ريش إيران وبالاً عليها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org