الطائف مهملة .. وليست مجرمة

الطائف مهملة .. وليست مجرمة
اجتمع أدباء وأكاديميون في جامعة الطائف، في ندوة لمناقشة هل تكتب محافظة (تربة) التي تتبع للطائف بالضمة فوق التاء أم بالفتحة ؟! .
 
ورغم أنه اجتماع مضحك ومبكٍ إلا أنه مثال لما وصلت له الحال ومقياس لواقع الطائف وسوء المآل، وسواء كان هذا الاجتماع الذي يتناقله الأهالي منذ سنوات صحيحاً أم لا، فالمؤكد أنه يختصر العمل في الطائف .
 
عندما جاءت محافظة الطائف في مقدمة مدن المملكة في عدد الجرائم حسب إحصاءات وزارة الداخلية لم يكن أمراً جديداً أو طارئاً، بل هو تراكمات ونتاج لحال الطائف منذ عقود . فالطائف عانت الإهمال وتعاني الآن التشويه بالإجرام، وأهلها أصبحوا في نظر المجتمع مجرمين رغم أنهم الضحايا منذ سنين، ولكن أغلب الصحافة بالطائف لا تنظر إلا بعين الجريمة، ولا تنشر إلا أخبار الإثارة والجرائم .
 
لقد مرت الطائف وما حولها من محافظات وقرى تابعة لها بسنين عجاف طالت من الإهمال الإداري والانفلات الأمني وسوء العمل الخدمي وتوقف عجلة التطوير .
 
 بعض مسؤوليها امتلكوا الكراسي منذ عقود واختاروا أمثالهم في المراكز والإدارات الأخرى، فغاب التطوير والتجديد، وغابت عين الرقيب، وتزايدت أعداد السكان وبقيت الخدمات كما كان، وحتماً لن تكون النتائج إلا بهذا السوء .
 
وأن أكثر ما يحزن في الطائف أن هذه المحافظة الجميلة التي خرّجت عمالقة في العلم والثقافة ضاع كثير من أبنائها في السنوات الأخيرة وتاه بعض شبابها وتحولوا إلى عالة على مجتمعهم، وكثرت فيها القضايا .ووجدت عصابات المخدرات وبيع الأسلحة موقعاً آمناً لها ومناسباً لجرائمها، وكل مطلع يعلم أن ذلك هو النتاج الطبيعي لأحوال أي مدينة تمر بما تمر به الطائف، فلا برامج توعوية وأسرية ولا تنمية مجتمعية وخدمية لها ولأطرافها، ولا ضبط أمني مناسب ولا إدارة تنفيذية وتخطيطية ناجحة . 
 
وحتى نعرف لماذا تكثر الجرائم في الطائف فإننا يجب أن نهمس في أذن كل إعلامي من أهالي هذه المحافظة لنقول له افتح عينيك ففي الطائف جماليات الحياة وقبل أن تكتب عن جرائمها وتحصر نفسك في مصائبها، ساهم في إبلاغ ولاة الأمر عن سوء مشاريعها وأسباب انفلات الأمن فيها، ولماذا في الطائف بالذات تطبق غالبية الأنظمة بشكل خاطئ، ولماذا توقفت المنح للأراضي منذ عقود؟ ولماذا لا تصل شبكة المياه والصرف الصحي للحوية منذ سنوات؟ ولماذا لم تعالج الأسباب؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ولماذا لم تستطع وزارة الصحة بناء المستشفى على أرضها المملوكة لها بصك شرعي في الحوية؟ ولماذا لا يجد الشاب في الطائف أمامه إلا العمل برتبة متدنية في السلك العسكري؟ وكيف وصل عدد الطلاب في فصول بعض المدارس إلى خمسين أو ستين طالباً؟ وما هي سلبيات أن  الطائف محاصرة  بمدن التدريب العسكري بما ساهم في تأثر ثقافة أهاليها وانتشار السلبيات؟ وكيف تم تغييب الاستفادة من المشاريع المهمة عن أكبر محافظة بالمملكة وتوابعها؟ ولماذا يعجز مسؤولو الطائف عن حل أي قضية وتكون الإحالة لمكة هي الوسيلة للتخلص من المسؤولية؟ إلا في القضايا التي يختارونها!!
إن الواقع يستلزم أولاً أن نتوقف عن تشويه سمعة هذه المدينة الغالية من وطننا الغالي وأن ننشر عن مطالبها وجماليات المحافظة التي وهبها الله إياها، وطيبة كثير من أهلها، قبل أن نتفرغ لعرض القضايا وغرائب المصائب، ثم نتطلع إلى لفتة من ولاة أمرنا حفظهم الله لانتشال أكبر محافظة بالمملكة مما أصابها وإنقاذ شبابها من مخاطر المخدرات والانحرافات التي تفتك بالمحافظة، ووضع لجنة لتطوير الطائف تنطلق بفكر جديد وتكون بعيدة عن عناكب الكراسي وأفكار الديناصورات في الطائف . 
 
إننا في عصر قائدنا سلمان الحزم حفظه الله وولي عهده الذي نعتبره مثالاً لنا في حب الوطن والتضحية من أجله وحماية أبنائه، وولي ولي العهد الذي نفتخر به كشباب سعودي ونذكره في كل محفل ومجلس ونتمنى أن نحذو حذوه في الدفاع عن الوطن كل بوسيلته وقدرته، وللمواطن دومًا كلمته المسموعة عندهم، وله بالغ حرصهم وكل جهدهم.
 فلنساهم معهم ولنقف في وجه كل ما يضر بالوطن وشبابه ونؤدي دورنا في التوعية والتثقيف للأهالي، ودراسة الواقع والحلول، والإبلاغ عن كل مسؤول بالطائف متهاون في مسؤوليته . 
وأن نضع الندوات والخطط والبرامج ونجعلها قابلة للتطبيق ونقلل من أخبار السلبيات، وحتماً سننجح في عودة الطائف كما كانت قبل سنين مضت.
 
وتذكروا:
من حب الوطن أن لا تجامل في حق الوطن.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org