عاصفة المجد والتاريخ

عاصفة المجد والتاريخ
 
الحقائق الأكيدة يتبناها التاريخ، ويحافظ عليها، ويراهن على بقائها لامعة؛ مهما كلف الأمر، ومهما تلاطمت الأوراق وتبعثرت؛ ولهذا ظلّت وحدة المملكة العربية السعودية راسخة متينة قوية بأساس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وظلت مبادئ الوحدة ثابتة سامقة شامخة، من يد ملك إلى ملك آخر، حملوا أمانة الحُكم والدين والشعب ومصالح المسلمين؛ فأوفوا بعهدهم، وبروا بقسمهم، وجعلوا من المملكة العربية السعودية أرض هيبة وتاريخ وكلمة.
 
وفي ظل الأزمات التي تحلّت ببعض دول الجوار وغيرها، ظلت بلادنا بقيادتها الرشيدة الأخ الكبير، والناصح الأمين، والموجه الرزين بالكلمة الطيبة، والوصايا الناضجة، والرؤى الحكيمة؛ بالتزامن مع قوة ومتانة بالموقف المحلي، وهيبة لا تتزعزع لأي محاولات لجرّ البلاد لما لا تريده.
 
في اليمن ومنذ اندلاع المظاهرات، ظلت المملكة راسخة شفافة بمواقفها ورد فعلها؛ فاحتوت الأطياف بالرياض تحت نظر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -غفر الله له- ومتابعة ولي عهده -آنذاك- الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأعطت لليمنيين فرصة جمع شتات بلدهم وضمان استقراره؛ مسجّلة موقفاً تاريخياً لا يمكن نسيانه أو تجاهله.
 
اليوم انحرف مسار اليمن السعيد ليرسم صورة اليمن المختطف من قِبَل عصابات الحوثي الطائفية؛ لتتحول أرض السلام لقنبلة الحراك الجنوبي، ومأوى الفتن والافتراءات؛ لذلك لم يحد حامي البلاد وقائدها الملك سلمان، سوى التمسك بقيم التاريخ ومبادئ الدولة وتوحيدها؛ فأطلق حمامة السلام أولاً داعياً للوحدة والسرعية اليمنية والتفاهم عبر الحوار البناء الشامل؛ لكن تركيبة الأرض اليمنية وأهداف الضالين الحاقدين لم تترك لحمامة السلام مجالاً للارتفاع؛ ليكون الحل واضحاً وصريحاً.. (أمن المملكة العربية السعودية دونه الأرواح كلها).
 
هكذا أعلن سلمان بن عبدالعزيز، وكما كان المؤسس يرسل أبناءه في أول صفوف معارك التوحيد، كان نجلاه محمد وزير الدفاع، ومستشاره الخاص ورئيس الديوان الملكي بغرفة العمليات الحربية قائداً، والابن خالد مرابطاً بطائرته الحربية؛ منضماً لكتيبة الشرف الحربية.
 
هذه البلاد التي يقودها سلمان بن عبدالعزيز لم يهتز لها مبدأ، ولم تغير سطراً من ثوابتها الصريحة، وكتبت -ولا تزال- أن عنفوان رجالاتها لا مثيل له.
 
ظلت بلادنا بلاد السلام، لا تريد سوى السلم، مبتعدة عن الدخول بشؤون الدول الأخرى؛ لكن الأمر لا يطول عندما يُمَسّ -أو تتم محاولة مس- الوطن تحت أي ظرف، ومن قِبَل أي طرف.
 
سيكتب التاريخ منصفاً لسلمان بن عبدالعزيز ملكنا ووالدنا وقائدنا، كما أنصف التاريخ مؤسس بلادنا الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن؛ فإخوان نورة يملكون القوة كما يملكون الحلم، ويملكون الهيبة كما يملكون الرحمة، ويملكون القبضة كما يملكون الصفح والغفران.
 
تمادى "الحوثي" ومَن خدعه، وظن أن حكمة السعودية ضعف، وأن صمتها خوف؛ فجاءه الجواب ليلاً ونهاراً: "الزم حدك وارجع لجحرك".
 
دمت يا بلدي شامخاً خفاقاً عالياً بعيداً عن أيادي الخبث والطغيان، ودمت يا مليكي سلمان قائداً وملهماً للوطن والشعب، وقبلة وفاء لكل أبطالنا الجنود البواسل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org