الأمانة.. حينما تشبه الخيانة!

الأمانة.. حينما تشبه الخيانة!
(مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين)، لو لم ينجز الأمر فيهما فوراً.. بحجة التدقيق في فواتير المشروع، وتعطيل أعمال الشركات؛ بسبب مسؤول يرى أنه من الأمانة نقاش التفاصيل وتفاصيل التفاصيل لتأجل المشروع وتأخره، ثم اضطررنا اليوم أن ندفع عشرات الأضعاف من الدولارات لبناء مدينتين صناعيتين، ولخسرنا أسواقاً لثلاثين سنة وعشرات الآلاف من الوظائف!
 
وكم مشروع تنموي مبهر تكاثرت الدعوات للمسارعة به وإنجازه، ووُفرت له كل أسباب السرعة والنجاح، عَطّله مسؤول بدعوى الأمانة وحفظ أموال الدولة والوقوف أمام استغلال القطاع الخاص؛ فكان بفهمه المعوج للأمانة سبباً في التعطيل والتأزيم وفوْت الفرص.
 
مفهوم الأمانة إذا انحصر في التدقيق المالي فقط وكان غاية الوزير والمسؤول (المكاسر) ثم (العناد)، فشلت المشاريع، وجاء للمسؤول خطاب (الإقالة) الذي يخشاه بدلاً من خطاب (الشكر) الذي ينتظره.
 
ماذا لو سارعت وزارة الإسكان في مشاريعها فور إنشائها؟ وماذا لو تم بناء (100) مستشفى عند اعتمادها قبل عشر سنوات؟ وماذا لو أن سكك الحديد صنعت شبكة بين المدن السعودية قبل ثلاثين سنة؟ كلها ماتت بسبب البحث عن البديل الأوثق المقاول الأرخص.. ومضت السنوات، وضعفت الشركات وتضاعفت الأسعار.. فلا تم إنجاز ولا وُفّرت أموال.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org