مَنْ ستنتخب في المجلس البلدي؟

مَنْ ستنتخب في المجلس البلدي؟
تردد على مسامعي خلال هذا الأسبوع السؤال عاليه، وأحسب أن الكثير طرحه، أو كان موجَّهاً له.
 
فتشتُ بين أسماء المرشحين في دائرتي فوجدت تنوعاً قَبلياً وعلمياً، لكن غاب عن كثير منهم التأثير وخدمة مجتمعه قبل سخونة الحملات الدعائية.
 
مرشحون ومرشحات يطرحون أفكاراً ووعوداً فضفاضة، لا تُشبع طموحات الناخبين، ولا تعكس خبراتهم الحياتية إمكانية تحقيقهم الحد الأدنى من تلك الوعود.. هذا ما وجدته في غالبية قوائم المرشحين في كل المناطق.
 
لعبة الانتخابات يسبقها كثير من التهيئة والبذل المعنوي في تكوين صورة ذهنية للمرشح جديرة بانتخابه ومنحه صوتاً؛ ليكون عضواً مدركاً لما حوله. لا نبحث عن مرشح واجب الفرض كثير الرفض، ولا عن مرشح يذكِّرنا بـ"بخيت المهيطل" في فيلم "بخيت وعديلة"، الذي ترشح باحثاً عن مردود مادي.
 
أعدتُ النظر للقائمة مجدداً؛ علَّني أتمكن من معرفة الثلثين فعجزتُ. نزلت للنصف فتعبت. وتمكنت من معرفة دقيقة لعدد محدود من القائمة، لم يتجاوز عدد أصابع يدي. شككت لحظتها في علاقاتي الاجتماعية وشبكتي العملية، لكن حين تمحصت مع زملاء بعض الأسماء خرجت بمعلومات أن معظم المرشحين موظفون بمراتب بسيطة، أو متقاعدون يبحثون عما يشغل وقتهم!
 
مَنْ سأرشح؟ وجدتُ نفسي بين خيارات عدة، تحكم قراري بأسئلة:
 
فهل أتأثر بمن يقابلني اسمه عند إشارة المرور، ويملك حضوراً إعلانياً؟ حسناً، من يملك مالاً للدعاية مؤكد أنه مدعوم، ويتحرك وَفْق أجندة محددة للفوز بكرسي المجلس.
 
هل أرشح من ينتمي لقبيلتي الكبرى، وأكسب فوزاً لبني عمي؟ لكنهم كثيرون، مَنْ أفضّلهم؟ ومَنْ منهم قادر على تحقيق تطلعاتي في أهل الثقة البلدية؟
 
هل تهزني عاطفتي لأرشح صديقاً قديماً، أعرف فكره، وأثق في آرائه، في مقابل شخص آخر لديه من الخبرات الضِّعف، ومن العمل الاجتماعي ممارسة فعلية منذ سنوات؟
 
أم هل أكون معاقباً لمجتمعي الأبهاوي فأختار مرشحاً بلا خبرة أو فكر تنموي، وأكسب أجراً في فوزه وتحسين شيء من وضعه المادي؟
 
بين الدعاية والقَبيلة والعاطفة والأجر تتأرجح الرغبات بين أيدينا لترشيح عضو في مجالسنا البلدية.. لم أقرر من سأرشح بعد.. فخيرٌ لي ولك الاستخارة بعد ليلة الاقتراع.. والله لكل خير يهدينا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org