خطر الإرهاب لا يقف عند حد؛ فهو يستهدف البلدان، ويهدد أمنها واستقرارها. ولفظ الإرهاب - كما يرى كثير من الباحثين - مشحون بقدر كبير من الإدانة للفعل، وإدانة كل ما يصدر عنه وما يفضي إليه من نتائج وخيمة على مستوى الأفراد والجماعات. وتستغل قوى الشر هذه العصابات الموبوءة بلوثة الفكر لتنفيذ مخططاتها الهادفة لزعزعة المجتمعات وإشاعة الفوضى فيها، وكانت السعودية من أكثر الدول التي اكتوت بنيرانه نتيجة فكر متطرف يعمل على توظيف سطحية الشباب وسذاجة تفكيرهم لإغرائهم عبر شعارات تحاول إلصاق أعمالهم الإجرامية بالدين الذي هو بعيد كل البُعد عن زعمهم وزيف شعاراتهم، ويزيّنون لهؤلاء السذّج ما ينتظرهم من نعيم أخروي. وفي حوادث الإرهاب الأخيرة في السعودية كشفت الجهات الأمنية اتجاه تنظيم داعش الإرهابي إلى محاولة تجنيد الأطفال لاعتناق الفكر التكفيري الأسود، وجرّهم إلى معسكرات القتل والتدمير لتغذيتهم بأفكار التنظيم الناقم على كل ما هو إنساني. فأي دين وأي عقيدة تبيح سفك الدماء، وتستهدف المصلين في بيت من بيوت الله تعالى؟ وأي تفكير يبيح دماء الأبرياء وحرق جثث الضحايا، وتصوير ونشر أشلائهم المتطايرة؛ ليُظهر الإرهابيون أنهم استطاعوا تحقيق شيء من أهدافهم؟ إنها عصابات أبعد ما تكون عن دين الرحمة والتسامح والتكافل، لكنها بفضل الله ثم توجيهات القيادة الرشيدة ويقظة وتضحية رجال الأمن مدحورة، ومخططاتها إلى الفشل، ووجودها إلى الزوال؛ فقد استطاعت الجهات الأمنية كشف مخططات الإجرام والخلايا المتبنية هذا الفكر المسموم ومَن يقف خلفه.