اكتشفت هذه الحقيقة عندما قررت أن أنشئ مزرعة صغيرة خارج مدينة (ضرماء) تبعد عن الرياض 60 كيلومتراً، وبدأت بالزراعة بشكل شخصي وليس تجارياً، حيث اتضح لي أن أغلب المزارع تشرف عليها العمالة، كما أن الخضراوات التي يتم زراعتها بشكل تجاري لا يمكن أن تخلو من السماد الكيماوي بأي حال من الأحوال لأنه يساعد في سرعة نمو الإنتاج وإعطائه اللون الأخضر البراق ليوهم المستهلك أنها طازجة، وللمعلومية أن استخدام السماد الكيماوي ليس سيئا في كل الأحوال بشرط وضع كميات بسيطة للمنتج وعدم الإسراف في كميات كبيرة لتسريع النمو وأيضا الالتزام بمدة محددة قبل قطف الخضار لتتخلص من تأثير السماد، ولكن من يراقب هؤلاء؟ حيث تقوم العمالة بقطف الخضار قبل المدة المحددة وما زال تأثير السماد موجودا فيها وبالتالي يذهب إلى أجسامنا ومع مرور الوقت ربما تتكون خلايا سرطانية لا قدر الله، وأتذكر أنه ظهر لدي (دود) في الأرض فسألت العامل عنه فقال تحتاج إلى مبيد كيماوي قوي لقتل الدود، فاشتريته ووجدت مكتوبا عليه (المدة المحرمة 60 يوما) بمعنى لا تأكل من إنتاج الأرض التي تم رشها بهذا المبيد قبل 60 يوما، وبعد مرور 40 يوما قال لي العامل ما رأيك بقطف بعض الثمار فأخبرته أن المدة المحددة 60 يوما فأخبرني أن هذا كلام مبالغ فيه ولا ضير من القطف الآن، وهذا كلام لأحد العمالة ويمكن القياس عليه في بقية المزارع التي يقوم العمالة برشها بالمبيدات الخطيرة والأسمدة الكيماوية وقطف الإنتاج قبل انقضاء المدة المحرمة لتذهب هذه المواد السامة إلى أجسامنا.