خضراوات وفواكه بنكهة سرطانية

خضراوات وفواكه بنكهة سرطانية
لدينا اعتقاد بأن الخضراوات والفواكه الطازجة هي الأكل الصحي الذي لا بديل عنه لصحة الإنسان، وتجد أننا نوصي أبناءنا بهذه المأكولات حفاظا على صحتهم والابتعاد عن المعلبات، وهو كلام صحيح مئة بالمئة إذا كانت هذه المأكولات بعيدة عن الأسمدة الكيماوية التي تضر بصحة الإنسان وتدمرها مع الوقت.
 
لكن ما يحدث على أرض الواقع مختلف وبعيد عن حقيقة ما نشاهده من مناظر جذابة للخضراوات أو الفواكه.
 
اكتشفت هذه الحقيقة عندما قررت أن أنشئ مزرعة صغيرة خارج مدينة (ضرماء) تبعد عن الرياض 60 كيلومتراً، وبدأت بالزراعة بشكل شخصي وليس تجارياً، حيث اتضح لي أن أغلب المزارع تشرف عليها العمالة، كما أن الخضراوات التي يتم زراعتها بشكل تجاري لا يمكن أن تخلو من السماد الكيماوي بأي حال من الأحوال لأنه يساعد في سرعة نمو الإنتاج وإعطائه اللون الأخضر البراق ليوهم المستهلك أنها طازجة، وللمعلومية أن استخدام السماد الكيماوي ليس سيئا في كل الأحوال بشرط وضع كميات بسيطة للمنتج وعدم الإسراف في كميات كبيرة لتسريع النمو وأيضا الالتزام بمدة محددة قبل قطف الخضار لتتخلص من تأثير السماد، ولكن من يراقب هؤلاء؟ حيث تقوم العمالة بقطف الخضار قبل المدة المحددة وما زال تأثير السماد موجودا فيها وبالتالي يذهب إلى أجسامنا ومع مرور الوقت ربما تتكون خلايا سرطانية لا قدر الله، وأتذكر أنه ظهر لدي (دود) في الأرض فسألت العامل عنه فقال تحتاج إلى مبيد كيماوي قوي لقتل الدود، فاشتريته ووجدت مكتوبا عليه (المدة المحرمة 60 يوما) بمعنى لا تأكل من إنتاج الأرض التي تم رشها بهذا المبيد قبل 60 يوما، وبعد مرور 40 يوما قال لي العامل ما رأيك بقطف بعض الثمار فأخبرته أن المدة المحددة 60 يوما فأخبرني أن هذا كلام مبالغ فيه ولا ضير من القطف الآن، وهذا كلام لأحد العمالة ويمكن القياس عليه في بقية المزارع التي يقوم العمالة برشها بالمبيدات الخطيرة والأسمدة الكيماوية وقطف الإنتاج قبل انقضاء المدة المحرمة لتذهب هذه المواد السامة إلى أجسامنا.
 
وما ينطبق على الخضراوات المحلية ينطبق أيضا على الفواكه المستوردة كالتفاح مثلا التي تأتي براقة كأنها تم قطفها قبل قليل، وسبب هذا البريق كما يروي لي أحد المهندسين الزراعيين هو الطبقة الشمعية التي توضع على التفاح لتحميها من الذبول وتأتي براقة تلمع، وهذه الطبقة الشمعية كالسماد الكيماوي مضرتها من الإسراف في وضع كميات كبيرة على المنتج، فالمتعارف عليه إلى طبقتين شمعيتين مقبول صحيا ولكن الشركات الخارجية تقوم بوضع أربع وخمس طبقات شمعية لتبقى أطول مدة ممكنة وكأنها طازجة لتباع بسعر أعلى والضحية أجسامنا وأجسام أبنائنا.
 
ومما يزيد الطين بلة أن الرقابة غائبة في جميع المناطق، فلا يوجد أي مراقب للزراعة على مثل هذه المزارع سواء زراعة أو حفر آبار وتفعل كيفما تشاء بدون حسيب أو رقيب برغم خطورة هذه التجاوزات التي تدمر صحة الإنسان وما يتبعها من تكاليف باهظة على القطاع الصحي. فهل وصلنا إلى مرحلة أن المعلبات أفضل صحيا من الخضراوات والفواكه الطازجة؟ 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org