دكتور.. مهندس.. طيار.. والبقية من سَقط المتاع!!

دكتور.. مهندس.. طيار.. والبقية من سَقط المتاع!!
على طلاب الثانوية العامة، وخاصةً المتخرجين منهم هذا العام؛ أن يتوجهوا إلى تلك التخصصات فقط "دكتور طبيب، مهندس، طيار"، وأما بقية التخصصات فلا يتجهوا إليها أبداً، ككليات التربية، والعلوم، والآداب، فضلاً على الكليات التقنية، والمعاهد المهنية؛ لأنها من سقط المتاع!! أن يقول ذلك الكلام ولي أمر أو إنسان بعيد عن التعليم، فذلك قد يُقبل منه، لكن أن يقول ذلك، ويؤكد عليه، وزارة بحجم وزارة التعليم؛ فتلك مُصيبة، وأي مُصيبة؟!
 
يُخبرني أحد المُعلمين بأن طلاب الثانوية العامة، الصف الأول الثانوي، من الذين يدرسون النظام الفصلي، لديهم برنامج يشرح فيه كافة المعلومات عن النظام الفصلي من أجل تعريف طلاب الصف الأول بكل تفاصيل النظام بالصوت والصورة، وإذا به يُفاجأ بأنه يتم ترسيخ ذلك في نفوس الطلاب، بضرورة اختيار الطلاب لتلك التخصصات فقط مهما كان الثمن!! حتى قال له أحد الطلاب: لماذا لا يوجد مُعلم من ضمن تلك الخيارات؟! فقال له المعلم: لا أعلم لماذا لم تضع الوزارة "مُعلماً" وهي من تشرفت بحمل اسم التعليم؟! ولا اعتبار أبداً بميول الطلاب، كمن لديه ميول أدبية أو علوم رياضية "كعلم الرياضيات"، أو من لديه ولع بحب التاريخ؛ كي يكون مؤرخاً لأجل أن يؤرخ لنا على الأقل. أي ظلم وتجنٍّ نزرعه في قلوب الناشئة، بنبذ غير تلك التخصصات!! وعندها لا نلوم سِوى أنفسنا حينما يكون لدينا كمٌّ هائل من الأخطاء الطبية، ومهندسون فاشلون، وطيارون لا يملكون المهارة الكافية حتى يُحلقوا في السماء، وذلك طبيعي طالما أجبروا الطلاب على دخول تلك التخصصات حتى لو لم تكن لديهم الرغبة في دخول تلك التخصصات، من قبل آبائهم أو الجهات المسؤولة كوزارة التعليم!! فهل كل طبيب يجب أن يكون ابنه طبيباً حتى لو لم يملك المؤهلات لذلك؟ وقس على ذلك بقية تلك التخصصات!! 
 
وخِتاماً.. ليت وزير التعليم معالي "الدكتور الفاضل عزام الدخيل" يتنبه لمثل ذلك، فوزارة التعليم ليس من مصلحتها أن تُكره الطلاب والطالبات في تلك المهنة "مُعلم/ مُعلمة"؛ بل يجب عليها أن تتشرف بذلك، وإذا كان مسؤولو التعليم لا يعلمون عن ذلك، وأن من وضع ذلك البرنامج على الـ CD شركة أو مبرمج لا تعلم وزارة التعليم عنه شيئاً؛ فتلك مصيبة عظمى، ويجب على الوزارة أن تعتز بمعلميها، وأن تفخر بهم، لا أن تحتقرهم أمام طلابهم، حتى لو بطريق غير مباشر، فذلك خلل تربوي ينبغي أن تتنبه له وزارة التعليم، إضافة إلى إعادة كتاب "دليل الوظائف التعليمية والمهنية" الذي كان يوزع على طلاب الصف الثالث الثانوي، والذي لم يعد له أثر منذ سنوات!! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org