جولات "كبار العلماء".. سهم آخر في قلب الإرهاب

جولات "كبار العلماء".. سهم آخر في قلب الإرهاب
بروفايل "سبق" | خاص:  بدأت هيئة كبار العلماء في تنفيذ برنامجها "القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب"، حيث يشمل البرنامج زيارات لسماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وأصحاب المعالي والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء لجميع مناطق المملكة ومحافظاتها، ويتم من خلاله عقد لقاءات في الجامعات وإلقاء محاضرات في المساجد والقطاعات العسكرية، ويتفرع عنه عدة عناوين فرعية عنوانها الرئيس هو عنوان البرنامج.
 
المؤكد أن هذا جاء تجاوباً مع دعوة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للتأكيد على أهمية تفعيل أكبر لدور العلماء في هذا المجال، في وقت شهد فيه العالم أجمع موجات إرهابية كثيرة وخطيرة ومتنوعة، فليس هناك بلد في العالم إلا وقد اكتوى بنار هذا الوباء الذي هدف من ضمن أهدافه القذرة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
 
البرنامج سيبدأ وفق الخطة التي أعدّتها الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بزيارة أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إلى منطقة حائل، والشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إلى محافظة حفر الباطن، والشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى إلى منطقة مكة المكرمة، والشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق إلى محافظة الأحساء، والشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير إلى محافظة ينبع، والشيخ الدكتور علي بن عباس حكمي إلى منطقة نجران، والشيخ الدكتور قيس بن محمد آل مبارك إلى محافظة الخفجي، والشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان إلى محافظة شرورة، وسيشمل باقي المناطق وفق جدولة معينة.
 
هيئة كبار العلماء:
هيئة كبار العلماء السعودية هي هيئة دينية إسلامية حكومية في السعودية تأسست عام 1971م ويتم الترشيح لها لعلماء وفقهاء مجتهدين من مدارس فقهية متعددة، ورئيسها هو مفتي المملكة، وتُعتبر مخوّلة بإصدار الفتاوى وإبداء آرائها في عدة أمور. المفتي الحالي هو سماحة الشيح عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. ويتفرع عن الهيئة لجان عديدة ويتم الاختيار عموماً بأمر ملكي.
 
من مهامها أيضاً إعداد البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة، وإصدار الفتاوى في الشؤون الفردية والعامة.
 
ولهيئة كبار العلماء لجنة دائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وعلى ضوئها تصدر القرارات المناسبة في نهاية كل بحث. والتي تقوم بتهيئتها وعرضها على هيئة كبار العلماء (الأمانة العامة لهيئة العلماء) ممثلة في الأمين العام للهيئة.
 
 ومن أبرز من دخل عضويتها عدد من العلماء منهم الشيخ عبدالرزاق عفيفي، محمد الأمين الشنقيطي، عبدالله خياط، عبدالله بن حميد، محمد بن جبير، عبدالله بن سليمان المنيع.
 
في عام 1971 صدر أمر بتعيين إبراهيم آل الشيخ رئيساً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. ثم صدر أمر في 1975 بتعيين عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رئيساً لها، وأصبح مسماها "الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد". ثم صدر أمر ملكي في 1987 بتعيين كل من صالح بن فوزان الفوزان، محمد بن صالح العثيمين، عبدالله بن عبدالرحمن البسام، حسن بن جعفر العتمي أعضاء في الهيئة.
 
وفي 1980م وبأمر ملكي تم تعيين الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ عضواً في هيئة كبار العلماء، ثم أمر ملكي آخر بتعيين كل من ناصر بن حمد بن راشد، محمد بن عبدالله بن سبيل، محمد بن سليمان البدر، وآخرين.
 
وفي 1991م صدر أمر ملكي بتعيين عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية ورئيساً لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. وفي 1995 صدر أمر ملكي بتعيين عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بوظيفة نائب المفتي العام لشؤون الإفتاء بمرتبة وزير. في 1999 صدر أمر ملكي بتعيين عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتياً عاماً للمملكة ورئيساً لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بعد وفاة عبدالعزيز بن باز.
 
تعقد اجتماعات هيئة كبار العلماء مرة واحدة كل ستة أشهر في مقر الرئاسة في الرياض، وفي الحالات الاستثنائية يمكن عقدها في مكان آخر، ويجوز انعقاد الهيئة في جلسات استثنائية لبحث أمور ضرورية لا تقبل التأخير.
 
أول تشكيل لهيئة كبار العلماء في عام 1971 وأول رئيس لها إبراهيم آل الشيخ الذي أناب عنه في رئاستها الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد أربعة أعوام.
 
جهود هيئة كبار العلماء في دحض الإرهاب
منذ البداية وهيئة كبار العلماء تصدر قراراتها التي تدين الإرهاب وتبيّن رفضها للأعمال الإرهابية. ومن أبرز ذلك رأيها في دورتها الثانية والثلاثين المنعقدة في مدينة الطائف في الفترة من 8- 12 محرم 1409هـ. وقررت أن من ثبت شرعاً أنه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن بالاعتداء على النفس والممتلكات الخاصة والعامة، فإن عقوبته القتل لدلالة الآيات المتقدمة على ذلك.
 
ومن ذلك أيضاً ما ورد في قرارها حول حادث التفجير الذي وقع في حي العليا بالرياض، وكذلك قرارها حول حادث التفجير في مدينة الخبر عام 1417هـ. وكذلك إدانتها لخطر ومغبة تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا بالإضافة للفتاوى على المستوى الفردي، والتي اتفقت كلها على تحريم كل صور الإرهاب وجريمة التعدي بكافة أشكاله.
 
وما من شك في أن ذلك يأتي في نسق مع جهود المملكة في محاربة الإرهاب وتأكيد أهمية دور العلماء، وخصوصاً أن المملكة من أبرز الدول التي تضررت من الإرهاب وهي صاحبة التجربة الرائدة في مكافحته وتجفيفه.
 
إن هذا البرنامج للهيئة وإن رأى البعض أنه تأخر قليلاً إلا أنه يأتي في وقته بكل تأكيد، خصوصاً في ظلّ التغرير الذي يقوم به أصحاب النفوس المريضة واستهداف الجيل الناشئ بالأفكار الهدامة والخاطئة. كما أن أهداف هذا البرنامج من العمق الكبير، بحيث يجب مواكبتها من قبل فئات أخرى من المفتين والباحثين والقضاة وأساتذة الجامعات والدعاة الذين يملأون جنبات الوطن. ويتفق مع كون المملكة دولة مؤثرة صاحبة رسالة عالمية، وتقع عليها مسؤوليات ليس تجاه أمتها الإسلامية فحسب وإنما تجاه الإنسانية بوجه عام.
 
الدلالات.. وواجب المساندة
هيئة كبار العلماء بمثل هذا الجهد المبارك تحقق غيرة الملك على وطنه وحرصه على مشاركة فاعلة، وهي كانت حاضرة ولكن ربما الزمن لم يعد ينتظر الحدث ليحكم عليه ويفتي فيه، بل استباقه؛ فهي حرب فكر قبل أن تكون جهاداً لاستعادة الفكر المعتدل. المعول بإذن الله أن تقدم الهيئة من هذا البرنامج نتاجاً حقيقياً، وهي بحاجة لمساندة من كل الفئات الوطنية لمساندتها ليحقق نتائجه المنشودة.
 
والأكيد أيضاً أنه لطالما كانت رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعلماء الأمة للقيام بدورهم في نقد فكر الإرهاب والتطرف الذي يعاني منه العالم في وقتنا الحاضر تمثل دعوة حكيمة للعلماء؛ لمواجهة مثل هذه الأفكار التي أصبحت شبحاً يهدد الآمنين ويصادر نصاعة الدين القويم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org