وزارة بـ "تشد حيلها"!

وزارة بـ "تشد حيلها"!
توقفت عند تصريح لأحد مسؤولي وزارة التعليم العالي يقول فيه إن الجامعات السعودية أصبحت لا تكترث بالتصنيفات الخارجية مهما كانت، مشيراً إلى أن الوزارة لا تشجع الجامعات على الحرص لنيل هذه التصنيفات التعليمية، لافتاً إلى أن الوزارة تشجع الجامعات "لتشد حيلها"، وتضبط الجودة عندها وتطور وضعها البحثي. (الاقتصادية: الأحد 22 رمضان 1435 هـ. الموافق 20 يوليو 2014 العدد 7587).
 
وتصريح الدكتور عبد القادر الفنتوخ، وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات، يثير العجب من ناحيتين اثنتين:
 
الناحية الأولى، هي الإعراض عن التصنيف العالمي للجامعات، وكون الوزارة لا تشجع الجامعات على الحرص على نيل هذه التصنيفات، وسعادة الدكتور لم يذكر مبررات هذا التوجيه، ولا أسبابه، وهل يرجع لأسباب خارجية تتعلق بالتصنيفات ذاتها، أم أن الأمر يتعلق بالأوضاع الداخلية الخاصة بالجامعات والوزارة.
 
نحن نعلم أن هناك تنافس شديد بين الجامعات، على أن تتبوأ مكانة متقدمة في تلك التصنيفات، على اعتبار أن التصنيف يعكس التقدم في المستوى التعليمي، والأكاديمي، والتقني، وكافة المجالات المتعلقة بالعملية التعليمية ومخرجاتها، ومن ثم تعرف الجامعة مستواها بالمقارنة ببقية الجامعات.
 
وهذا التصنيف، من ناحية أخرى ربما يكشف عن الخلل الذي يصيب بعض الجامعات، في مستواها المهني، ومن ثم يعمل القائمون عليها على إصلاح ما بها من عوار أو خلل، مستفيدة من ذلك بالحالة المتميزة التي وصل إليها أصحاب التصنيفات المتقدمة.
 
 والناحية الثانية، عن السياسة التي ستعتمدها الوزارة لرفع مستوى الجامعات، وتطويرها، فقد تكون هناك مبررات موضوعية للإعراض عن التصنيفات العالمية، ومن ثم نضع ذاتيا سياسة ومعايير للتطوير والتقدم، وهو ما لم نراه في تصريحات سعادة الدكتور، الذي أفصح عن رضاه عن مستوى الجامعات السعودية، دون معيارية واضحة، بقوله إن الجامعات السعودية متقدمة على نحو جيد!
 
إن سياسة "شد الحيل"، هي سياسة مَن لا سياسة له ولا رؤية عنده، ولا هدف يسعى إليه، ومجرد "التوهيم" بوجود تقدم على نحو جيد، يكذبه الواقع، في جوانب متعددة، لعل في مقدمتها ضعف المستوى العلمي لطلاب الجامعات السعودية، وصعوبة دمجهم في سوق العمل.
 
إن مجرد شعور الدكتور بأن "الجامعات السعودية يجب ألا تكترث بالتصنيفات هذه سواء كانت متأخرة أو متقدمة"، حسب نص تصريحاته، التي أوردها المصدر الذي أشرنا إليه، يرجع بنا سنوات إلى الوراء، حينما يكون مجرد (شعور) المسؤول، يكفي لوضع سياسة وزارة على هذه الدرجة من الأهمية. 
 
إن نجاح أي مؤسسة تعليمية يعتمد على جودة مخرجاتها ومدى ما تلبيه من احتياجات في سوق العمل، ومن الملاحظ أن مؤسسات التعليم العالي في بلادنا ما زالت تخرِّج أعداداً من الطلاب لا حاجة لسوق العمل إلى تخصصاتهم، وإنما ليقفوا في طوابير العاطلين عن العمل، وهذا يرجع في جانب منه لسياسة (شد الحيل) التي تتبعها الوزارة!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org