البدائل التعليمية خطوة على الطريق الصحيح!

البدائل التعليمية خطوة على الطريق الصحيح!
دشنت وزارة التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد مجموعةً من البدائل والخيارات التعليمية التي اشتملت على فصول افتراضية، وقنوات تعليمية لجميع المراحل في التعليم العام، كما تضمنت حقائب تعليمية، ومقررات تفاعلية. وهي جهود مباركة، ومبادرات رائعة، قد تكون تأخرت قليلاً في عصر الانفتاح المعرفي الذي يعيشه عالم اليوم، ولكن أن تأتي متأخرةً خيرٌ من أن لا تأتي مطلقاً.
 
هذه البدائل (المتأخرة) جاءت تزامناً مع الأوضاع الراهنة في المناطق الجنوبية كحلول استثنائية تستهدف طلاب المدارس في الحد الجنوبي من أجل أن يبقى الطالب في تلك المناطق مستمراً في مسيرته التعليمية دونما ضرر؛ وهذا ما يدعو كثيراً من التربويين إلى الخوف من أن تنتهي فعالية هذه البدائل بانتهاء مسبباتها.
 
عالم اليوم هو عالم الانفتاح المعرفي والتقني، وهي دعوة لوزارة التعليم لتجعل من مشروع البدائل التعليمية خطوةً أولى نحو التوسع في التعليم الإلكتروني، وأن تعمل على تطويرها، وتحديثها، ليس على مستوى التعليم العام فقط، بل حتى التعليم العالي، وألا يكون هذا النوع من التعليم مرتبطاً بالأزمات فقط.
 
يجب أن ندرك جميعاً أن الوقت قد حان لإيجاد خيارات تعليمية متنوعة، تناسب الأعمار كافة، ومختلف المراحل، وأن تكون هذه الخيارات متاحة للجميع دون عناء، تمكّن طلاب العلم على تحصيله من أي مكان، وزمان، وفي أي تخصص يريدون.
وفي هذا السياق أيضاً أدعو وزارة التعليم إلى الالتفات في بدائلها التعليمية إلى الفئات الخاصة، من الأطفال قبل المدرسة، وأطفال التوحد، ومتلازمة داون.. وغيرهم؛ فهم في أمسّ الحاجة إلى التعليم الممنهج والمخطط له من قِبَل المختصين، في ظل الشح الملحوظ للمراكز التعليمية المتخصصة التي تهتم باحتياجات بهذه الفئة من أطفالنا. ويمكن لوزارة التعليم أن تعقد شراكات في هذا الجانب مع جهات أخرى كوزارة الشؤون الاجتماعية، تتولى خلالها الأولى تصميم وتقديم البرامج والفعاليات لتلك الفئات، وتقوم الثانية بإنشاء المراكز التعليمية المتخصصة التي ستنفذ فيها تلك البرامج.
استمرار هذه البدائل والخيارات التعليمية وتطويرها سيُحدث نقلة نوعيةً في التعليم بلا شك، في مجتمعٍ أثبت للعالم أجمع من خلال المسابقات الدولية في كثير من المعارف أن فيه من الطاقات والعقول التي تستطيع أن تقودنا إلى الريادة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org