"التجنيس".. هل يعيد هيبة كرة القدم السعودية؟

المواهب تهاجر من السعودية بحثاً عن "الجنسية".. و"عموري وماجد وإلياس وأبكر" أشهرهم
"التجنيس".. هل يعيد هيبة كرة القدم السعودية؟
- مواليد السعودية "البارعين" تتخاطفهم أندية قطر والإمارات ويقودون منتخبات خليجية لمنصات التتويج والبطولات.. والمنتخب السعودي يعاني من الإخفاقات.
- يملكون المهارة والتميز.. وحواري مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة تشهد لمواهبهم اللافتة.
- المدرب الوطني علي كميخ: نعاني قصوراً في اكتشاف المواهب.. والاستفادة من مواليد السعودية أصبح أمراً ضرورياً.
- المتحدث الرسمي لـ"كرة القدم": التجنيس قرار سيادي واللجنة الأولمبية تناقش الاستفادة منهم في الألعاب الرياضية.
- الناقد الرياضي عبدالله بن زنان: لماذ لا نستفيد من المواهب بدلاً من انتقالهم للدول المجاورة؟
-  الناقد الرياضي أبو بكر مالي: الكرة السعودية لا تحتاج أن تذهب إلى الخارج للبحث عن المواهب.
- الناقد عدنان جستنية: المواهب موجودة والأندية لا تقوم بدورها في اكتشاف المحترفين.
 
 
ريم سليمان- سبق- جدة: لا تزال المطالبات تتردد في الشارع السعودي مع كل إخفاقه للمنتخب الوطني والفِرَق السعودية، بـ"تجنيس" لاعبي كرة القدم الموهوبين "البدون"، اللذين ولدوا وترعرعوا على الأراضي السعودية؛ فكثير من تلك المواهب نشأت ولعبت في حواري وشوارع العديد من المدن السعودية؛ خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، ولمهاراتهم العالية التي يمتلكونها والموهبة اللافتة حازوا شهرة واسعة؛ إلا أن عدم حملهم للوثائق الرسمية حالَ دون تمكنهم من التسجيل في الأندية السعودية، وبدأت العديد من الدول الخليجية القريبة كقطر والإمارات وبعض الأندية الخليجية والعربية، تسعى لتجنيسهم وضمهم إلى منتخباتها الوطنية للاستفادة من مهاراتهم ومواهبهم المميزة.. وما يثير الانتباه أن لاعبين ماهرين من مواليد السعودية، قادوا أندية ومنتخبات خليجية لمنصات التتويج والبطولات.. والسؤال: ما الذي يمنع الاستفادة من هؤلاء اللاعبين المواهب في دعم المنتخب والفِرَق السعودية، وتجنيس من وُلدوا في المجتمع السعودي، واكتسبوا حب الوطن، والثقافة والعادات المحلية؟ ولماذا تهاجر المواهب عن بلد نشأت فيه في ظل عجزها عن الحصول على الجنسية السعودية؟
 
تفتح "سبق" الملف وتطرح "تجنيس" اللاعبين الموهوبين من مواليد السعودية على النقاد والمختصين وأهل الرأي.
 
خطوة تطوير
رأى المدرب الوطني والمشرف العام على المدرسة الأوربية لكرة القدم علي كميخ، أن التجنيس لمواليد المملكة لمن يستفاد منه ولديه الموهبة، بات أمراً ضرورياً جداً، وسوف يحقق الكثير من الفوائد للمنتخبات الرياضية المختلفة؛ لافتاً إلى وجود العديد من التعديلات في الأنظمة السعودية، وقال: من أبرز القرارات الأخيرة مشاركة مواليد المملكة بدوري الدرجة الأولى للموسم الجديد 2014/ 2015 م. وقال لـ"سبق": هناك الكثير من مواليد السعودية اشتهروا وبرزوا في الدوري القطري، وشاركوا كلاعبين أساسيين بـ"خليجي 22" على سبيل المثال، ومنهم: أحمد ماجد محمد في قطر، وعموري وشقيقه عبدالرحمن في الإمارات، وأيضاً أحمد عجب في الكويت، ولا ننسى أنه كان هناك 6 لاعبين من مواليد السعودية ساهموا في تتويج منتخب قطر ببطولة الخليج، وهم: عبدالكريم حسن، وعبدالقادر إلياس، وماجد محمد، وعبدالعزيز عيسى، وإسماعيل محمد، وأيضاً عبدالرحمن أبكر.
 
وبسؤاله عن مدى استفادة الأندية الرياضية من تلك المواهب التي تتخاطفها الفرق العربية، أجاب "كميخ": علينا إتاحة الفرصة لهم بتمثيل الأندية بالدرجات السنية، والمسابقات السعودية؛ بشرط أن يكون له ولوالديْه إقامة نظامية لا تقل عن 5 سنوات، قبل السماح له بالتسجيل في الأندية.
 
وأشار إلى وجود قصور واضح في اكتشاف المواهب؛ بيد أن القصور الأهم هو عدم مشاركتهم بالدوري، وتحديد الأبرز والأميز لتجنيسه؛ مؤكدا أن فكرة مشاركة المواليد غير السعوديين تُعَدّ أهم خطوة للتطوير في الرياضة السعودية وكل الالعاب والمسابقات.
 
فائدة كبيرة
وضرَبَ الناقد الرياضي عبدالله بن زنان أمثلة للاعبين من دول أخرى قامت بتجنيس لاعبين كالمنتخب الفرنسي؛ موضحاً أن تجنيس لاعبين ولدوا وعاشوا في نفس الدولة أمر أكثر سهولة واستحقاقاً من غيره؛ حيث هناك مواهب كثيرة وُلدت وتعيش على أرض المملكة، وفي تجنيسها فائدة كبيرة لدعم الأندية السعودية، ومنها إلى دعم المنتخبات السعودية.
 
وأشار إلى بعض الدول العربية مثل قطر والإمارات التي تستفيد بشكل كبير من هذه المواهب التي ولدت وتعيش على أرض المملكة؛ بيْد أن الأوْلى أن نستفيد بشكل كبير من هذه المواهب التي ولدت في أرضنا؛ بدلاً من انتقالهم إلى الدول المجاورة طلباً للاحتراف والرزق.
 
استثمار الموهوبين
من جهته، رأى الناقد الرياضي أبو بكر مالي أنه ينبغي أن تستفيد كثير من الدول من المواهب الرياضية التي تنشأ على أراضيها بطريقة أو بأخرى؛ لافتاً إلى أن بعض الدول تسعى وتنقب عن المواهب خارج أراضيها، وتستقطبها إلى أنديتها ومنتخباتها، وقال: الكرة السعودية لا تحتاج أن تذهب إلى الخارج لتبحث عن المواهب؛ فبِحُكم وضعيتها وقدسية أراضيها يولد وينشأ المئات من اللاعبين الموهوبين الذين يستحقون الاستفادة منهم -إن لم يكن في المنتخبات السعودية- كلاعبين مواطنين؛ فعلى الأقل في الأندية كلاعبين موهوبين يتم دعم الفرق بهم في المباريات واستثمارهم في مجال الاحتراف والانتقال إلى أندية خارجية. وأقترح أن يكون التطبيق من خلال المراحل السنّية؛ فيسمح لهم بالمشاركة في دورياتها بحدود أربعة لاعبين مثلاً في كل مرحلة، ومن يُثبت تفوّقه -وليس وجوده فقط- يُنظر في أمر الاستفادة منه في المنتخبات الوطنية السنية، وطالَبَ اتحاد الكرة بأن يأخذ زمام المشاركة مع الفِرَق إلى حين تمكّنه من إصدار قرار المشاركة الوطنية.
 
محطة عبور
ورأى الناقد الرياضي عدنان جستنية أن الموهبين على أرض السعودية ليسوا بالقليل سواء سعوديين، أو ممن ولدوا وترعرعوا، وظهرت موهبتهم داخل الوطن؛ مؤكداً ضرورة البحث والتنقيب لاكتشاف تلك المواهب على أن نقوم بدوري خاص لهم ليمارسوا أنشطتهم ومسابقاتهم تحت مظلته. وقال: عدد الموهوبين غير السعوديين ليس بالقليل، وتجنيسهم سوف يعود بالفائدة على الكرة السعودية؛ بدلاً من أن تتخاطفهم دول أخرى، واقترح أن توضع ضوابط ومعايير وشروط ومميزات للاعب المولود داخل السعودية؛ بشرط ألا تقل مدة الاستفادة منه عن 10 سنوات، حتى لا يصبح النادي محطة عبور فقط وينتقل بعدها للاحتراف.
 
واعتبر ضم اللاعب المولود في السعودية للدوري كلاعب محترف فكرة جيدة، والأوْلى تجنيسهم والاستفادة منهم.
 
وبسؤاله عن الشح الموجود في المواهب السعودية، قال "جستنية": المواهب موجودة لكن الأندية لا تقوم بدورها في اكتشاف المحترفين من خلال دوري الحواري والدورات الرياضية في المدارس؛ مشيراً إلى أن الأندية كانت تقوم بدورات رمضانية داخل النادي لاكتشاف الموهبين من قبل، أما الآن فاختلف الوضع كثيراً ولم هناك اهتمام.
 
نظام الاحتراف
وطالَبَ بإعادة النظر في نظام الاحتراف وإدارة الأندية؛ حيث صارت المصالح والبحث عن المادة هما الأساس ودخلت السمسرة، وبات اكتشاف المواهب آخر الاهتمامات. ورأى أن اللاعب السعودي المحترف ليس كالأجنبي؛ فهو يمتلك المهارة فقط؛ بينما يختفي تماماً إذا تنافس مع المدرسة الأوربية لافتقاده للمهارة، ثم قال: "لدينا الكثير من اللاعبين المَهَرة، والأهم هو صقلهم وتدريبهم؛ فليست المهارة الأهم، ونحن نفتقد الإدارة والتخطيط الجيد".
 
وعاد للتأكيد على أن تجنيس اللاعبين غير السعوديين سيفيد الكرة السعودية، وعلينا البحث عنهم، والرجوع لدوري الحواري، الذي هو بمثابة مكان ممتاز يرعى المواهب، وفي نفس الوقت تتعرف الأندية على المواهب الشابة المختلفة، ويعد خطوة جيدة لاكتشاف المواهب ومن ثم تجنيسهم.
 
قرار سيادي
توجهت "سبق" إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ لمعرفة هل هناك نية لتجنيس الموهوبين من مواليد السعودية؟ وقال المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد: إن موضوع التجنيس يُعَدّ قراراً سيادياً للدولة، ولا يمكن للاتحاد السعودي حالياً أن يقوم بأي شيء في هذا الملف، وهناك نقاش مع الداخلية بخصوص المواليد عبر اللجنة الأولمبية في الفئات السنية للأندية، وأوضح أن اللجنة الأولمبية سوف تناقش الموضوع لكل الألعاب الرياضية؛ حتى يتسنى الاستفادة منه من خلال إشراكهم في المسابقات المحلية ومتابعتهم وتقديم التقارير عنهم لدعمهم أمام الجهات المختصة إذا استوفوا شروط التجنيس.
 
وكشف المعيبد عن وجود شح في المواهب الرياضية؛ مشيراً إلى وجود ضعف في متابعة الفئات السنية في أندية الظل، وقال: إذا كان هناك مواهب فسنجدها في الأندية الصغيرة والبعيدة عن الإعلام؛ حيث وجدت المواهب قديماً في الحواري والمدارس، واليوم لا يوجد هذا المصدر.
 
وأوضح المتحدث باسم الاتحاد، أن الثقافة المجتمعية اختلفت وارتفع المستوى المعيشي، ولم يعد هناك أطفال يلعبون في الحواري، كما أن أغلب المدارس خلال الـ20 عاماً الماضية مستأجرة، وزحف العمران على كل المساحات حتى صار الأطفال يلعبون كرة القدم عبر "البلايستيشن"، ولفت إلى وجود دوري حواري سوف يبدأ هذه السنة عبر رابطة دوري الأحياء من خلال الاتحاد السعودي؛ حيث تم فتح حساب خاص لهذا الدوري، وتم تشكيل لجان لهذه الرابطة، وتتوقع هذه السنة أن يصل عدد الفرق إلى 5000 فريق في جميع أنحاء المملكة، وطالب بالبحث عن مدربين يجيدون صناعة اللاعبين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org