سلمان.. عمقنا الاستراتيجي

سلمان.. عمقنا الاستراتيجي
 
بناء شخصية الوطن وقوته لا تأتي بكثرة الكلام وعرض العضلات وفتل الجدائل والألسنة.. فوطن مثل السعودية بأطرافه الواسعة لم يبنه عبدالعزيز ويوحده باللغط وكثرة الكلام والعلو إلى المنابر والإثارة وغيرها.
 
عندما اختير الأمير سلمان ولياً للعهد ووزيراً للدفاع لرؤية (ملك) لهذه الشخصية القيادية لم تكن من باب المصادفة فحسب.. فسلمان صقلته شخصية عبد العزيز - رحمه الله - وحنكته الرياض من البطحاء الأرض الدامسة والجبال الموحشة إلى شموخ العواصم العربية الأصيلة؛ لتحتل الرياض مكانة سيادية في العالم.
اليوم، سلمان هو العمق الاستراتيجي لحدود الوطن في جهاته الأربع، يضع همه بين آسيا وتقدمها الاستراتيجي المسلح بالعزيمة والهمة، إلى أوروبا عراقة التسليح التقني والالتزام الأخلاقي..
سلمان.. عندما تفكر في عمقه الاجتماعي تجد أنه العمود الفقري الذي يتكئ عليه الرجال في كل قضاياهم ومحنهم وسلوتهم وأحزانهم.. لتنتقل تلك الصورة إلى ما هو أعمق عندما كان الدفاع الجوي والأرضي والبحري الخط الذي لا يقبل المساومة والعبث بأمن الوطن داخلياً وخارجياً.. فتولاه سلمان..
 
أمس، كان سلمان في آسيا، وغداً في أستراليا، وربما سيكون في أوروبا، لا لأجل الزيارات البروتوكولية، بل لأجل هموم العالم الإسلامي والعربي ووطننا الغالي بمقدساته وعروبته..
 
إنك تتحدث عن سلمان الذي يبحر بالوطن؛ ليكون رمحاً في عنق من يريد زعزعته بالفعل لا بالصوت و"النجير" الذي نسمعه من أهزوجات القلاقل والشامتين بأوطانهم، ممن أورثهم الله خوفاً وعطشاً تجاه الآمنين والساكنين أرض الإنسانية والأمان.
 
غداً سلمان إلى أستراليا، وربما إلى ما هو أبعد منها؛ ليعبر بحدود الوطن لسيادة تمنح للآخرين الركود، ولوطننا العلو والسمو..
 
سلمان يريد أن تبنى شراكات دولية لجيل تسلح بالعلم والوفاء، لوطن يقاد دفاعه بمثل سلمان؛ حتى تقوى الأركنة يمنة ويسرة عندما يغذي حدود وطننا برجال مخلصين، عاهدوا الله على الشهادة، وبآلة تردع كل من ينوي مس أرض النبوة والإسلام. 
 
سلمان من وسط الرياض يزرع القوة لنا، ويعيد وهج الوطن بين دول لا تزعزعها عقول تشبعت بالحقد والغيرة، فسلمان ترك لجيل الوطن أثراً يسمى (حب الوطن)؛ ليلتقي بسفراء الجيل من الطلبة والطالبات، وينظر لهم على أنهم هم وقود الوطن فكرياً وعملياً وأخلاقياً، إنهم الرجال حينما يلتقي بهم زارع البذور الخيرة سلمان ليسمع ويصغي لهمومهم.
 
هؤلاء الأجيال حملوا في عقولهم العلوم التي تضيء الوطن؛ كي يبدعوا بها هنا. ولتكن أسلحتنا العقلية تبدع بالمهارات لا بالمهاترات.
 
في شأننا الداخلي يسمو في أبنائه العقل والاتزان وعدم الالتفات لخفافيش الظلام؛ ولهذا سما الوطن واستقر بتوفيق الله.
 
في حدودنا الخارجية بنيت العقول وتمازجت الأفكار وساد الحوار؛ ليكون سلمان فخراً لكل مسلم وعربي يرى في مملكتنا الأمن والأمان..
 
إذاً، لن نخاف على وطن يزرع العقول التي ترى في الوطن العزة والكرامة وسلمان ـ بعد الله ــ في رحالات مكوكية يعمل لتمتن أعمدة الوطن برجالها وأسلحتها الفتاكة؟
 
حماك الله يا وطن..

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org