أبناءنا المبتعثين.. لم نعد نحتاج إليكم!

أبناءنا المبتعثين.. لم نعد نحتاج إليكم!

يتبادر إلى ذهني تساؤل بشكل مستمر: هل نحتاج فعلاً لأبنائنا وبناتنا المبتعثين؟ هل نحتاج هذا الكم الكبير منهم، خاصة إذا كنا لا نعينهم في تخصصاتهم والجامعات الحكومية المحلية تفضّل التعاقد من دول تقل مستوى تعليميًّا عن تلك التي تخرَّج منها أبناؤنا؟ إذًا، لماذا ننفق هذه المبالغ الكبيرة هباء منثورًا؟

بإطلالة سريعة نجد أن جامعاتنا المحلية حاليًا تجاوزت الـ 40 بين حكومية وخاصة، وأغلبها - وبالأخص الحكومية - لديها اتفاقيات مع نظيراتها العالمية في أغلب الدول المتقدمة، كما أن أفضل الجامعات العربية في آخر التصنيفات العالمية تحتلها جامعاتنا بفارق كبير عن أهم وأعرق الجامعات العربية. وما دام الوضع كذلك فمن المنطقي أن نوقف الابتعاث، ويتم قصره على حاجة كل قطاع فقط؛ ليقوم بالابتعاث حسبما يرى من ضرورات، والاكتفاء بما تقدمه جامعاتنا التي لن تقل كفاءة عن نظيراتها في أهم الدول.

لدينا الآلاف من خريجي الابتعاث، وأضعافهم ينتظرون التخرج، وأغلبهم لن يعمل في تخصصه ــ بغض النظر عن التخصصات الطبية ــ لذلك لا بد من معالجة سريعة للوضع، وإيقاف الهدر المالي غير المجدي، سواء بتكاليف الدراسة أو مصاريف المشاكل القانونية للطلبة التي لا تنتهي.. لأننا فعلاً لا نحتاج إليهم.

لدينا الآلاف من الطلبة والطالبات من خريجي جامعاتنا المحلية، يقومون بالدور نفسه، وليس هناك من تميُّز للمبتعث إلا باللغة فقط لا غير، وهذه ليست مشكلة تستدعي أن ندفع المليارات ليدرس المبتعث لغة، ومن ثم تخصصًا يوجد له نظير في جامعاتنا المحلية.

أتمنى ألا يتأزم المبتعثون من حديثي؛ فهذا هو الواقع.. لا يوجد لكم تميُّز عن الخريج المحلي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org