أكاديميون: ١٠ أسباب تشوه بيئة عسير.. و١٣ توصية تساهم في إنقاذها

في تحقيق أجرته "سبق" قدم وصفة علاج لبيئة حضارية تتفرد بمقومات مختلفة
أكاديميون: ١٠ أسباب تشوه بيئة عسير.. و١٣ توصية تساهم في إنقاذها

أكد أكاديميون ومتخصصون أن هناك ١٠ أسباب أدت إلى تشوه بيئة عسير والتعدي عليها، شملت: زيادة السكن، التوسع العمراني، النشاط البشري، استهلاك الطاقة في المركبات، قطع الأشجار وعمليات الاحتطاب، تغير الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للسكان، التغيرات المناخية وخاصة معدلات الأمطار، سماح الأمانة والزراعة للمستثمرين وللقطاعات الأخرى ببناء كيانات على حساب البيئة، النهضة الحضارية الإنسانية .

 

و ذكر الأكاديميون والمتخصصون مقومات بيئة عسير التي تضم: تنوعها حسب البيئة الطبيعية من بيئة جبلية إلى الأقل ارتفاعاً وإلى الساحلية و البحرية، أقسام بيئاتها حسب استخدامات الأراضي: غابات وغطاء نباتي طبيعي إلى زراعي و مناطق صناعية، مظاهر السطح التي تفاعلت مع المناخ لتشكل مظهراً طبيعياً .

 

وخرج الأكاديميون والمسؤولون بـ ١٣ توصية في تحقيق أجرته " سبق "، جاءت على النحو التالي: كفاءة استخدام الطاقة وإدخال البدائل الصديقة للبيئة، تقليل النفايات وتدويرها أو إعادة الاستخدام والتخلص الآمن، ومن ضمنها مياه الصرف الصحي، المحافظة على الغطاء النباتي و زيادة و تيرة الاستزراع خاصة في المناطق الحضرية، الاهتمام بتقنية حصاد المياه وتنميتها، عدم الإسراف في استخدام المياه، التوعية البيئية مثل ترشيد استخدام المياه و الكهرباء و المواد البترولية، إنشاء بنك للبذور .

 

إضافة إلى ذلك زيادة الاهتمام بالمحميات الطبيعية التي تضم الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، تفعيل القوانين التي تجرم التعدي على البيئة، أخذ الجوانب البيئية بعين الاعتبار عند الشروع في إقامة أي مشروع اقتصادي، استخدام الفلاتر التي تعمل على ترشيح الهواء الصادر من عوادم السيارات و مداخن المنازل و المصانع، الحفاظ على ما بقي من الأحياء القديمة في وسط مدينة أبها كالنصب والبسطة بحي القابل، إيقاف سقف وادي أبها .

 

ففي البداية أوضح مدير مركز الأمير سلطان للبحوث والدراسات البيئية بجامعة الملك خالد الدكتور حسين الوادعي أن تغيير البيئة الحضرية بمنطقة عسير نتيجة للنشاط الإنساني من عمران و طرق و مصانع.

 

وقال الوادعي إن البيئة الحضرية (مدن أبها وخميس مشيط وبيئة قروية وأخرى برية) تأثرت بزيادة السكن و التوسع العمراني و النشاط البشري واستهلاك الطاقة في المركبات و خلافه "، غير أنه أشار إلى أن جهود الجهات الرسمية والمواطنين حافظت بقدر كبير؛ للتخطيط الجيد و الرغبة في المحافظة على البيئة من استزراع للأشجار المنزلية والمنتزهات والفراغات، مبيناً في الوقت نفسه أنه يمكن تحسين البيئة الحضرية أكثر بزيادة كفاءة استخدام الطاقة وزيادة التشجير الحضري. أما البيئات القروية وغير المأهولة بالسكان فنوه إلى أنها لم تتأثر كثيراً.

 

و تطرق مدير مركز الأمير سلطان للبحوث والدراسات البيئية بجامعة الملك خالد إلى تقسيم بيئات عسير حسب البيئة الطبيعية، موضحاً أنها تتنوع من بيئة جبلية إلى الأقل ارتفاعاً وإلى الساحلية و البحرية، وأن إنشاء المحميات الطبيعية مثل محمية ريدة في البيئة الجبلية و القوانين البيئية خفف من التغيير فيها .

 

وأكد مدير مركز الأمير سلطان للبحوث والدراسات البيئية بجامعة الملك خالد أنه يمكن المحافظة على البيئة كموارد طبيعية تستغل بصورة مستدامة بحيث تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل، وأن من أبرز ما يمكن عمله يشمل: كفاءة استخدام الطاقة وإدخال البدائل الصديقة للبيئة، تقليل النفايات وتدويرها أو إعادة الاستخدام والتخلص الآمن ومن ضمنها مياه الصرف الصحي، المحافظة على الغطاء النباتي و زيادة وتيرة الاستزراع خاصة في المناطق الحضرية، التوعية البيئية مثل ترشيد استخدام المياه و الكهرباء و المواد البترولية.

 

من جهته، قال أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك خالد عادل معتمد عبدالحميد إن منطقة عسير تنعم بالعديد من المقومات الطبيعية، سواء في المناخ المتميز الذي جعلها قبلة للاصطياف، سواء لمن هم داخل المملكة أو خارجها، وكذلك مظاهر السطح التي تفاعلت مع المناخ لتشكل مظهراً طبيعياً من النبات الطبيعي الذي يتراوح ما بين الأعشاب والشجيرات والأشجار الكثيفة، يتبين في أكثر من موقع على حواف الجبال ومجاري الوديان، كما هو الحال بمناطق مثل السودة ورجال ألمع وغيرها، ولا تخلو المناطق من الحيوانات البرية والطيور التي لا تخطئها عين المتجول في المنطقة، فضلاً عن أنها تضم أكثر من نصف الأنواع النباتية التي تنمو في عموم المملكة ".

 

وحول تقييم الوضع الراهن لبيئة المنطقة، أكد أنها تتعرض لتغير واضح في محتواها من النباتات الطبيعية والحيوانات والطيور البرية ؛ فقد انتهت أحدث الدراسات أن المنطقة فقدت أكثر من نصف محتواها النباتي خلال الثلاثين عاماً الأخيرة "، موضحاً أن تدهور البيئة بدأ منذ فترة الثمانينيات من القرن الماضي، إذ تمثل البداية الفعلية للتعدي على معطيات البيئة الطبيعية بمنطقة عسير مع تنامي عمليات التنمية العمرانية والاقتصادية .

 

وعن أهم العوامل المسببة للتدهور، قال: " لعل أهم العوامل المسؤولة عن هذا التدهور تتمثل فيما يلي: التوسع العمراني، قطع الأشجار وعمليات الاحتطاب، تغير الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للسكان، التغيرات المناخية وخاصة معدلات الأمطار ". 

 

وقدم أستاذ الجغرافيا ٦ توصيات للحفاظ على ما بقي، شملت: الحفاظ على النباتات من خلال الاهتمام بإنشاء بنك للبذور، زيادة الاهتمام بالمحميات الطبيعية التي تضم الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، رفع الوعي البيئي لدى السكان، تفعيل القوانين التي تجرم التعدي على البيئة، أخذ الجوانب البيئية بعين الاعتبار عند الشروع في إقامة أي مشروع اقتصادي، الاهتمام بتقنية حصاد المياه وتنميتها .

 

بدوره أكد رئيس جمعية المهندسين بمنطقة عسير سابقاً المهندس عبداللطيف العابسي أن المنطقة تمتاز بمقومات بيئة تميزها عن المناطق الأخرى، منها: المناخ، الطبيعة الخلابة، التضاريس، مشدداً على أهمية المحافظة على المكتسبات البيئية والطبيعية، محذراً في الوقت ذاته من أن ما نشاهده من جرائم وانتهاكات بيئية وعدم المحافظة على المكتسبات وتطويرها من قبل أمانة المنطقة وفرع وزارة الزراعة - كما حصل في الغابات وتحويلها إلى ساحات وتقليص المناطق الخضراء كما في السودة وغيرها - قد يؤدي لكارثة.

 

وأضاف المهندس العابسي في ذات الصدد أن من أهم العوامل التي أدت إلى تشويه البيئة سماح الأمانة والزراعة للمستثمرين وللقطاعات الأخرى ببناء كيانات على حساب البيئة "، منادياً بإيقاف ومحاسبة المسؤولين على ارتكاب جرائم وانتهاكات بيئية فوراً.

 

وذكر أهم الخطوات للحفاظ على بيئة عسير، وتشمل: نشر الوعي البيئي بين جميع الناس في مختلف الأعمار والفئات الطبقية و تذكيرهم جميعاً بأهمية الحفاظ على البيئة و تحمل المسؤولية للقيام بذلك و العواقب الوخيمة التي قد نواجهها عند حدوث أي خلل في النظام البيئي، بالإضافة إلى سن قوانين خاصّة من قبل الحكومة للحفاظ على البيئة، و معاقبة كل من يرتكب أي مخالفة في حق البيئة، الحرص باستمرار على زراعة الأشجار و النباتات لعملها على عدم انجراف التربة و تنقي الهواء و تمتعنا بمنظرها الجميل، التخلص من القمامة و المخلفات بطريقة سليمة و وضعها في الأماكن المخصّصة لها لمنع انتشار الأمراض، عدم الإسراف في استخدام المياه، التقليل قدر الإمكان من استخدام المنظفات الكيميائية و المواد السامة لأنها تضر بالبيئة، استخدام الفلاتر التي تعمل على ترشيح الهواء الصادر من عوادم السيارات و مداخن المنازل و المصانع لأن ذلك الهواء مضر بالبيئة .

 

وفي الختام أكد رئيس بلدية أبها سابقاً أحمد مطاعن أن النهضة الحضارية الإنسانية نالت من طبيعة منطقة عسير، في ظل بحث المجتمع عن المنازل الحديثة والطرق وغيرها، مبيناً أن ثاني أقدم بلدية في المملكة في عهد الملك عبدالعزيز كانت في أبها بعد العاصمة المقدسة مكة المكرمة، ما يؤكد عناية الدولة ببيئة المنطقة التي تتفرد بمقومات مختلفة .

 

ورأى مطاعن إمكانية الحفاظ على جزء مهم بقي من بيئة المنطقة تمثل هويتها وهي الأحياء القديمة وسط مدينة أبها كالنصب والبسطة بحي القابل، إضافة إلى إيقاف سقف وادي أبها، مضيفاً أن مسؤولية الحفاظ على البيئة تبدأ من المواطن نفسه قبل المسؤول، من خلال وعيه ومساهمته في ذلك، مشدداً على أهمية الطابع العمراني العسيري والإسهام في إعادته للواجهة .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org