أهالي التوحديين بالطائف: تعبنا من الوعود في إنشاء مركز يخدم أبناءنا

طالبوا أمير مكة ووزير التعليم بسرعة حل المشكلة
أهالي التوحديين بالطائف: تعبنا من الوعود في إنشاء مركز يخدم أبناءنا

يُطالب أهالي مرضى التوحد بمحافظة الطائف مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ووزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بالتدخل مباشرةً لوضع حل يكفل كرامة وحقوق التوحديين، وإنشاء مركز يخدم أبناءهم، بأسرع ما يمكن، حتى لا يتواصل ضياع الأطفال التوحديين، وتزيد نسبة تهجير أسرهم لمدن أخرى تتوفر بها مثل هذه الخدمات.
 
وتفصيلاً، تساءل أهالي المرضى التوحديين عن تلاشي الوعود بافتتاح مركز للتوحد بالمحافظة، في الوقت الذي سارعت فيه إدارة التعليم بمكة المكرمة أخيرًا، بافتتاح مركز للتوحد في خطوة إنسانية تدل على اعترافها بحقوق التوحدي في التدريب والتعليم باعتباره بشرًا بحاجة إلى أيدٍ أمينة تساعده لاكتشاف قدراته، وتنمية مواهبه، ومعالجة مشاكله المتعددة، وبالتالي القيام بنفسه والاعتماد على ذاته لينهض بالمجتمع.
 
وقالوا عبر "سبق": "هكذا هي الأمانة حين يستشعرها المسؤول ويُدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه أمام الله أولاً ثم أمام من أؤتمن عليهم، وهكذا كان حلم أهالي التوحديين بالطائف"، مُبدين تساؤلهم: ما العائق في إنشاء مركز بالطائف يشبه مركز مكة وأفضل أيضًا، أتراه حلمًا عسير المنال أم أملاً صعب التحقيق، أتكون المشكلة في الإدارة أم في أسبابٍ أخرى لا تعيها أسر التوحديين ولا تدرك أسبابها؟.
 
وأضافوا: "كم تأملنا هنا بالطائف أن تتحقق رؤية السعودية 2030 والتي رسمت ملامح وطننا مزدهرًا حين تحققت للمواطن كل الخدمات التعليمية والتدريبية والتأهيلية وإتاحة الفرص للجميع من باب العدل والمساواة، لكن رؤيتنا ناقصة مادامت الخدمات لم تُفعل بالشكل المرضي لمن يعاني نقص هذه الخدمات، والغريب أن ميزانيات ضخمة رُصدت لمركز الطائف وأيادٍ مخلصة من بنات هذا الوطن بانتظار أن يفتتح المركز ليدربوا أطفالنا، والغريب أن أعداد التوحد بازدياد في مدينة الطائف بشكلٍ ينذر بكارثة فكرية حقيقية".
 
وزادوا: "ما السبب في هذا التعطيل، ولماذا تقف إدارة تعليم الطائف صامتةٌ تجاه هذه الفئة، في ظل ما تقدمه الدولة - حفظها الله - من دعم كبير لهم، والارتقاء بذاتهم".
 
وأشاروا إلى أن أطفالهم التوحديين باتوا يُعانون المرض والإعاقة، كذلك ما وصفوه بالإهمال وعدم التجاوب من إدارة التعليم على الرغم من المطالبات المتكررة بكل الوسائل وعبر كل الطرق.
 
ويستغرب أهالي المرضى التوحديين بالطائف صمت إدارة التعليم، وصمت مشرفات التربية الخاصة بسبب تعطيل إنشاء مركز التوحد لعدة سنوات، وقالوا: كيف لهم أن يطالبونا بضرورة التدخل المبكر وهم لم يوفروا لنا أي وسيلة تدخل وتأهيل تحمي أجيال المستقبل من المزيد من التأخر، وتضيع عليهم فرص الاندماج مع المجتمع وتقديم فرد أفضل لهذا الوطن.
 
ولفت بعض الآباء والأمهات في حديثهم إلى أن إدارة التعليم تتعذر دومًا بعدم وجود مبنى ملائم، ولكن هل معنى ذلك أن مبنى الروضة المُقترح والذي اعتبرَ كبديل للمركز هو الحلم الذي طالما حلموا به لأطفالهم، وهل يكفي أن يستقبلوا في هذه الروضة عشرة أطفال فقط وأن يتم استبعاد البقية، وهل هذا المبنى هو أفضل ما وجدوه لأطفالهم، ثم يتم استبعاد الطفل التوحدي في سن السابعة ومعاملته وكأنه شخص مدرك وطبيعي مع أنهم يعلمون أن عمر التوحدي العقلي أقل من عمره الزمني لذا من الواجب احتضان التوحدي حتى عمر العاشرة تقريبًا باعتبار أن عمره العقلي 4 أو 5 سنوات ومع ذلك تم وضعه في مركز التربية الفكرية والذي لم يخدم أطفالهم بشيءٍ، ولا يناسب إعاقتهم ولا حاجاتهم النفسية والفكرية.
 
وتساءلوا عن الحل في ظل هذا الضياع لأبنائهم، وهل يكون بالتوجه لمدن مجاورة تحتضن أطفالهم التوحديين الذين لم يجدوا لهم مأوى في مدينتهم.
"سبق" بدورها نقلت تلك المطالب والمعاناة لإدارة التعليم بالطائف، وحصلت على توضيح من المتحدث الرسمي بتعليم الطائف، المشرف التربوي، عبدالله الزهراني، قال فيه: "إنَّ مركز أطفال التوحد "بنين" يعمل ويستقبل الطلاب المحتاجين إلى هذا النوع من التعليم، وتُشرف عليه إدارة التربية الخاصة".
 
وأضاف: "أما فيما يخص مركز التوحد للطالبات فيجري العمل على افتتاح مركز لخدمتهن قريبًا مُلحق بمبنى الروضة التاسعة".
 
يُشار إلى أن "سبق" وعددًا من الكتاب كانوا قد تبنوا قضية التوحد بالطائف خصوصًا بعد أن لمسوا وشاهدوا معاناة الأسر مع عدم تجاوب إدارة تعليم الطائف لمطالبهم، كما أنشأت عدة هاشتاقات على "تويتر" تطالب بسرعة تحقيق مطالبهم وإنشاء مركز تأهيلي لأطفالهم ولكن على الرغم من ذلك لم تُكلف إدارة التعليم نفسها عناء الرد ولا عناء البحث عن مركز، مما سبب غضبًا كبيرًا للأسر التي أمضت سنوات في انتظار .
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org