أوقِفوا قنوات المناطق والقبيلة

أوقِفوا قنوات المناطق والقبيلة

تنتشر العشرات من القنوات الفضائية المحلية التي تأخذ الطابع القبلي أو الطابع المناطقي. ونعلم جميعاً أن هدف تلك القنوات الأساسي هو الربح؛ ولذلك تلجأ إلى الضرب على وتر القبيلة، وتهييج المشاهدين من خلال رسائل sms على شريط الإعلانات برسائل تستدر عطف المشاهدين، وتهييجهم بعبارات رنانة، كأن يبث مسؤولو الكنترول في هذه القنوات (تحية لأكبر قبيلة في السعودية قبيلة...)، ومن ثم يأتي سيل كبير من الردود على هذه الرسالة لتأكيد أن القبيلة هذه ليست أكبرقبيلة، إنما القبيلة الأخرى هي الأقوى والأكبر، وهكذا يستمر السجال بالمئات من الرسائل، ويقابلها الآلاف من الريالات في جيوب مالكي هذه القنوات. ويبدأ يوم آخر، وتستخدم هذه القنوات حيلاً أخرى وعبارات أخرى لكسب الآلاف من الريالات من جيوب هؤلاء المساكين الذين يصل بعضهم إلى مرحلة خطيرة، مفادها أن الولاء للقبيلة وليس للوطن؛ بسبب تكريس مثل هذه القنوات هذا المبدأ! والأخطر من ذلك أن بعض المشرفين على هذه القنوات ليسوا مواطنين؛ ولذلك لا يهم ما يحدث، بل الأهم هو الربح المادي الكبير الذي يدخل جيوبهم.

انتشرت الكثير من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا بسبب هذه القنوات غير الأخلاقية، مثل إطلاق النار في الأعراس بكثافة، وكأنك في حرب وليس زواجاً! واستطاعت هذه القنوات إعادة هذه الظواهر للعلن مرة أخرى، بعد أن كادت تندثر بسبب تكرار بثها والتركيز عليها.

أعتقد أنه حان الوقت لمعاقبة تلك القنوات، وإغلاقها منعاً لضررها الذي طال وانتشر.. ولسنا ببعيد عن ظهور إحدى الشيلات التي تمجد القبيلة على حساب الوطن؛ وهذا بسبب إفرازات مثل هذه القنوات.

من القنوات الخطيرة - في رأيي - القنوات المناطقية، وإن كانت أقل ضرراً من سابقتها، لكنها تكرس مبدأ العنصرية للمنطقة، وتركز عليها دون الاهتمام لبقية مناطق السعودية.

نعيش حالياً مرحلة حرجة؛ تتطلب الوقوف صفاً واحداً، والبُعد عن الفرقة؛ فالسعودية حاليا تخوض حرباً مع العدو الحوثي، خلاف الأخطار الخارجية؛ ولذلك لا بد من العمل بيد واحدة وروح واحدة، وضرب كل ما يدعو للفُرقة والانقسام. أدام علينا نعمة الأمن والأمان.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org