لا يزال إعلامنا ـ مع الأسف ـ تقليديًّا في تلقيه وطرحه العديد من المواضيع المهمة في الوطن؛ يتعاطى مع الحدث بعقلية "الستينيات"، وتفكير "السبعينيات"، ولا يزال يحبو، بل يزحف قليلاً وعلى استحياء نحو التقدم،والازدهار، ومعالجة الأمور والقضايا بعقلية الإعلامالجديد "والإنترنت"، وعقلية الفضاء الجديد..!
يُفترض من إعلامنا أن يغيِّر من منهجيته، ومضمون طرحه ومعالجته الأمور والقضايا والمتغيرات في العالم برمته.. العالم يتغير، والحراك في أشده، وإعلامنا قابع ينتظر الأوامر تارة، ويزرع الخوف تارة أخرى، ويمنع التجديد وبث روح الشباب والطرح الراقي الجديد بمفهوم جديد.. لا يزال ينظر للأمور بعين جوفاء ولسان أخرسويدَيْن مغلولتَيْن. مع العلم بأن ولاة الأمر والمسؤولين لا يريدون منكم ذلك، ولا يريدون منكم إعلامًا أجوف، يكرر الكلمات والعبارات والجُمل والمقالات في كل حدث، وفي كل محفل.. نحن هنا في وطن نقفز خطوات إلى الأمام، وإعلامنا واقف جامد. نحن وطن نعلن للعالم رؤيتنا 2030، ومستقبلنا بكل شفافية، وإعلامنا جامد، لا يتحرك، ولا ينوي التحرُّك والحراك..!
مسؤول النقلة العظيمة يرمي لكم الحراك، ويقول بالفم المليان: "نحن مقبلون على إيجابية وإبداع، ونحن مقبلون على عالم آخر، ومجتمع آخر مليء بالإنتاجية والاستثمار، ومفعم بالتقدم والازدهار، عالم مليء باستثمار العقول.. فهل يا منسوبي إعلامنا وعيتم وأدركتم ما هي عمليات استثمار العقول..؟".
أنتم مَنْ يحمل في طياتكم، وبين مكاتبكم، وعلى صفحات جرائدكم، ومن خلال برامجكم، الآلاف من الشباب والشابات، يريدون فرصة الإبداع والحديث عن الرؤية ومستقبل الوطن بروح جديدة وشابة خلاقة ومبدعة، لا يريدون التكرار، ونكون نحن (كوبي بيست) من الآباء والأجداد.. يريدون خلق فرص للكلمات أن تخرج،وللحروف أن تكوِّن مقالات عدة في صحفنا وإذاعاتنا وقنواتنا.. لا يريدون أن نكون جامدين، لا حراك، ومكرَّرين بالكلمات والديباجات المعتادة نفسها من خلال تكرارها في صحافتنا..!
مَنْ يشاهد ويقرأ إعلامنا منذ إعلان الرؤية يدرك معي كلامي، ويشاهد الصفحات المكررة من الكلمات والجُمل التي اعتدنا عليها عند كل احتفالية بقرارات تهم الوطن ومستقبل الوطن، وتكاد تكون من المسؤول ورجل الأعمال وسيدات الأعمال والمثقفون والمثقفات أنفسهم.. اللهم إلا بتغيير طفيف في الوقت والتاريخ والشكل..
"رؤية" عانقت السماء بإعلانها من شاب، عمل عليها قرابة ثلاث سنوات مع مجموعة من الخبراء والمستشارين، لا تريد منكم المديح، ولكن تريد منكم المشاركة الفاعلة والتفعيل الصادق لوطن يبحث عن المخلصين من رجالاته المتطلعين لمستقبل واعٍ وواعد نحو عالم مختلف تمامًا عما نحن علية الآن..! هل ندرك ذلك؟.. أتمنى..!