إعلام الظل.. الفشل القطري أنموذجًا

إعلام الظل.. الفشل القطري أنموذجًا

على مدى سنوات طويلة، قبل ظهور موجة القنوات الفضائية، وانتشار الإنترنت، مارس صدَّام حسين ومعمر القذافي شراء ولاء صُحف مهاجرة، ودعمها، إضافة إلى بعض الصحف التي تسمى (بئر السلم) في مصر؛ للهجوم على السعودية، ومحاولة تجييش صفحاتها للتقليل من الإنجازات المتتالية في سلاسة انتقال الحُكم، والوفاق بين أطياف المجتمع المحلي.

في مقابل ذلك، كانت السعودية أول من أدرك دور الإعلام الدولي عبر صحيفتَيْ الشرق الأوسط والحياة، ثم قنواتها الخاصة المؤسَّسة من رجال الأعمالبهدف تنويري ثقافي ترفيهي، دون أي هدف سياسي خفي لمهاجمة دولة شقيقة، أو استنقاص من منجزاتها، أو الطعن في أحد من قادتها.

في مقابل ذلك، ظهرت قناة الجزيرة بأهدافٍ، توقَّع البعض أنها تسويقية بطرحها لقضايا خليجية شائكة عن السعودية الكويت والإمارات والبحرين، وقليلاً عن عُمان، وبرامج خاصة عن مصر، حتى تكشفت سوء النية؛ فخرجت قناة العربية؛ لتعيد ميزان الموضوعية في التناول السياسي.

لم يهدأ قادة قطر؛ فقرروا إنشاء منصاتإعلامية في الظل، وتركت لهم الساحة سنوات طويلة، أرعدوا وأزبدوا، وكانوا الوحيدين الذين يعتقدون أن لا أحد يعلم بدعمهم لهذه المنصات.

كانت ثورات الربيع العربي بداية الانكشاف القطري، لكن لم ترتدع، بل توسعت المنصات، وتنوعت الوجوه فيها، وأخذت دور معمر القذافي في شراء ذمم ما يسمى بمعارضي لندن.

كان الحلم السعودي بالغًا، والحكمة العربية حاضرة؛ فلا يليق بقائدة العالم الإسلامي والعربي أن تنزل لمستوى (طفل مشاغب). وللأسف، ظن الطفل أن سكوت الكبير خوف أو رهبة؛ فاستمر إعلام الظل والجزيرة يمارسان دورهما في دعم الجماعات الإرهابية علانية مع لباقة طرح في الإعلام الرسمي في الداخل القطري.

حتى خرجت وكالة الأنباء القطرية بتصريحات لأمير دولة قطر، اعترف فيها بدعم الإرهاب، ووصل لدرجة من جنون العظمة، أوجبت النزول لحرب مماثلةإعلامية، هشَّمت زجاج إعلام الظل القطري؛ فخرج مهانًا.

بلغ الأمر حدًّا لا ينبغي السكوت عنه، وبدأ الرد السعودي رباعيًّا بقوة السياسة وسلطة الإعلام؛ فأوجع وأدمى، وشتَّت جهود أباطرة إعلام قطر في كل مكان، وكُشفت الأوراق؛ فترنح كرسي الحكم القطري، واهتز، ومال للسقوط.

اختارت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أن الحرب على الإرهاب يبدأ من حرق مصدره، وتجفيف منبعه، وترحيل داعميه.

اليوم لم يعد هناك مجال لأنصاف الحلول، والخيار الوحيد خروج بكرامة أو خروج بمهانة يسجلها التاريخ.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org