"إفطار صائم".. مَنْ يعلِّق الجرس..؟!

"إفطار صائم".. مَنْ يعلِّق الجرس..؟!

تعوَّدنا قبل دخول شهر رمضان المبارك على أن نجد الإعلانات في كل مكان عن وجود "إفطار صائم" في كل حي من أحياء مدن بلادنا. وهذا يدل على حب الخير المتأصل في نفوس كثير من أفرادالمجتمع - ولله الحمد -. ولكن بنظرة سريعة على ذلك المشروع "إفطار صائم" نجد أن المستفيد الأكبر منه هم العمالة الوافدة. ولا ضير في ذلك، ولكن إذا علمنا أن أكثر المستفيدين هم من أصحاب المحال، والورش، والبوفيهات، وبعض المحال، وغيرهم من غير المحتاجين!! إذ إن كثيرًا منهم من غير المستحقين، في حين يغيب مثل ذلك المشروع الخيري المبارك عن فئة ليست بالقليلة في مجتمعنا، بل إن شئنا نقول إنها كثيرة ممن لا يجدون قوت يومهم، وما أكثرهم في مجتمعنا، ممن يعيشون على الكفاف، وعلى الضمان الاجتماعي برواتب زهيدة شهريًّا، هذا غير الأرامل والمطلقات، ومن لا عائل لهم... إلخ!

وختامًا.. مشروع إفطار صائم للأسر المتعففة هو فكرة رائدة ووليدة، ولا أزعم أني من ابتكرها، ولكن قد أكون ممن علّق الجرس عليها، وقد تكون عملية أفضل من كثير من الجمعيات الخيرية، التي - مع الأسف - أصبحت لا تخدم السعوديين المحتاجين؛ والشواهد كثيرة، وحصلت لبعض من أفراد المجتمع من المحتاجين، ولا داعي لذكرها..! ويكون ذلك بالاتفاق مع إمام كل مسجد في كل حي بأن يكون مسؤولاً مع جماعة المسجد لمعرفته بجيران المسجد ممن تنطبق عليهم شروط الأسر المتعففة؛ حتى يصلهم الإفطار جاهزًا إلى بيوتهم دون عناء عبر متطوعين من أفراد الحي ممن يعرفهم إمام المسجد، وهكذا يكون في كل حي أو كل حارة يوجد فيها من يعتمد عليهم من إمام المسجد ومن جماعة المسجد، ومَن يقوم بذلك الدور الكبير والنبيل؛ لأنه قد لا يكون سهلاً في البدء، ولكن في سبيل نيل الأجر، والبحث عن الأسر المتعففة، التي بعضها لا تكاد تجد ما يسد رمقها على الإفطار أو السحور في ظل تفاخر فئام من الناس ـ وهم قلة إن شاء الله ـ عبر وسائل السوشيال ميديا بأصناف من موائد الطعام،وذلك فيه ما فيه من كسر لقلوب الفقراء والمحتاجين في بلادنا.

هذا المشروع خيري ووطني بامتياز، ونتمنى أن يجد النور فيما تبقى من أيام من هذا الشهر المبارك،ولاسيما ونحن في أوله (وأوله رحمة)، أو في السنوات القادمة، بأن نراه واقعًا عمليًّا وملموسًا في أحيائنا، وفي كل مدن بلادنا الحبيبة. وكل عام وأنتم بخير، وشهركم مبارك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org