إلى السعودية سرًّا

إلى السعودية سرًّا

إحدى شهيرات وسائل التواصل الاجتماعي زارت السعودية للترويج وإعلان عدد من المنتجات، فوجدت من الحفاوة العظيمة التي جعلتها تزور السعودية مرة أخرى، ولكن سرًّا، وتصوِّر إعلانات عدة دون أن يعرف أحد، وظلت داخل المحال المقفلة ترتشف القهوة، وتستعرض البضاعة، وتلعب بجهاز التحكم الخاص بالأبواب، وبررت ذلك بقولها "أنا لا أقبل أن يتم احتجاز الناس ولا يُسمح لهم بالدخول".

لا أعرف، هل وصل الشعب السعودي إلى تكوين صورة نمطية بأنه يمجد ويجتمع على أي شيء؟! لم أكن أصدق أن هناك من يخرج من بيته، ويقف بالساعات؛ ليرى شخصًا ولو من بعيد وهو ليس بقريب له، أو يملك مكانة خاصة في نفسه!!.. ولا أعرف، كيف يقبل المرء على نفسه إهدار كرامته إلى هذا الحد!!.. ولا أعرف لِمَ السعوديون يبالغون جدًّا في الحفاوة؛ فالمنظمون عندنا في زيارة نجمتنا السابقة أبقوها خلف أبواب الزجاج، إضافة إلى حاجز بشري من رجال الأمن، وظل الناس يتجمهرون ويصرخون ويتنافسون على شرف الوصول!! لم تصنع دولة الإمارات العربية عند استضافتها كما صنع السعوديون؛ فالفندق الذي نزلت به طبع صورة كلابها على مقتنيات عدة! وبقوا بالساعات - حسب حديثها - ليصمموا لها بـ(فوط التجفيف) كلبًا يشبه كلبها!

كنت أشمئز من اجتماع الناس على فنان، سواء كان مطربًا، أو ممثلاً، أو أي شخص مشهور، والحراس الشخصيون يدفعون بالجمهور، ويضربونهم أحيانًا؛ ليؤمِّنوا الطريق، ثم يخرج هو بعد ذلك بنظارته الشمسية، ويخبئ وجهه، أو يرتدي قبعة تخفي وجهه، وإن كان خليجيًا "تلطم"، أو عض على طرف شماغه، ثم ركض في المتر الذي يفصل الباب الذي خرج منه إلى باب سيارته، ثم يصرح للمجلات والصحف بجملته الشهيرة "جمهوري كنزي الحقيقي، وهو سبب نجاحي"!!

عندما تصفحت بعض حسابات مشاهير التواصل الاجتماعي وجدت إحداهن تملي شروطًا على زوار حسابها، وبيَّنت أن من يتجاوز شروطها سيكون عقابه - لم تقل Block - ، بل وضعت أيقونة ترمز إلى دعس هذا الشخص بقدميها أو ركله! وما زلت أتساءل حتى آخر جملة بهذه المقالة: كيف يقبل المتلقي ويدعم أشخاصًا لا يحترمونه؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org